الانسان لغز الكون وطلسمه العجيب

بعد متابعة التعليقات حول مقال ميني عمر وقضية نورا حسين وقضية فقيه الانقاذ الزاني في نهار رمضان والتعليقات حول مقالي بعنوان أدعياء العروبة والباقر العفيف جدا، وبعد تناقض موقف الراهبين البوذيين حول ابادة المسلمين في مانيمار والفتنة الدينية في أفريقيا الوسطي وقضية الزوج المغربي الذى اكتشف أنه عقيم بعد انجاب 9 أطفال من زوجته، ازددت قناعة بموقولة فيثارغوس بأن الانسان عالم صغير والعالم انسان كبير بمعني أن الدولة تتكون من مجتمع يتعدد بعدد تعدد الأفراد، وان الانسان لغز الكون المحير وطلسمه العجيب كائن مراوغ ولا يمكن ضبطه ووضعه تحت المجهر ولا يصلح ديانا علي غيره من الناس، ومن كان منكم بلا خطيئة فاليرمها بحجر، وازددت ادراكا للحكمة القرآنية في آيات الحرية والتسامح التي عطلها الترابي وحيرانه، وكيف تستقيم حياة الناس اذا كانو كلهم ملائكة أو كلهم شياطين أو كانوا متشابهين كالأرانب، وكيف يمكن تحديد المسئولية الجنائية، وأدركت لماذا كان الكذب في قائمة الكبائر قبل الزنا والخمر، ومن الممكن أن يكون الكذب فعلا مرتدا بتضليل الانسان واستدراجه الي حتفه، أو تغييب وعي الانسان لتزوير ارادته واستغلاله وممارسة السخرة فيه كما حدث في السودان، والسحر والشعوذة والدجل شكل من أشكال الكذب والغش والاحتيال والمكر والخداع، والخير والشر في طبائع الأشياء وفي الماء والنار من الخير بقدر ما فيهما من الشر ونفس لوامة ونفس أمارة بالسوء، والسياحة في اختلاف ملامح الناس وسحناتهم سياحة بيئية لأن الانسان ابن الطبيعة فليس الانسان فوق الطبيعة أو خارجها لكن ذلك لا يتحقق الا في الأفلام والمسلسلات ولكل ممثل خصائصه الانفعالية والدراما محاولة لتشخيص الواقع الحي، وقد يكون التشابه ممكنا لكن التماثل مستحيل، وهذا التعدد المذهل في ملامح الناس وسحناتهم يقابله تعدد في نفوسهم وأمزجتهم وميولهم، والتعدد الذى نشاهده في البر والبحر مع التكامل والتفاعل لا يمكن أن يكون صدفة لأن الصدفة تعني الفوضي ولا تعني النظام، واكتشف العلماء في القرن العشرين 250 ألف نوع من الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات ويتوقون اكتشاف عدد مماثل في المستقبل لولا انحسار الغابات المطيرة بفعل الانسان، وربما كانت مشكلات الانسان المعاصر في اغترابه عن الطبيعة، وأى نظام سياسي لا ينسجم مع قوانين الطبيعة مصيره الي التفسخ والانحلال بدليل المرج الحاصل داخل نظام الترابي وحيرانه، ونجد كل ذلك في القرءان الكريم وقال أبوبكر الصديق هذا هذا كتاب الله فيكم لا تفني عجائبه لكنهم ينتقون ما يناسب أهدافهم الشيطانية، وبالأمس دعا علي عثمان محمد طه الي الغاء شعار فالتراق منا الدماء ليس لأنه شعار يتنافي مع حقيقة وجوهر الاسلام وانما لكي لا يتهم مشروعهم بالعنف، والاسلام جوهره التوحيد وغايته العدل ووسيلته الرحمة والاحسان، والخلافة في الأرض واعمارها لا يتحقق بالفتن والصراعات، والسلام اسم من أسماء الله، ويزعم علي عثان أنهم لن ينتخلوا عن الجهاد وليس الجهاد أصلا في الاسلام الا في حالة العدوان وكل الأمم والشعوب تدافع عن نفسها في حالة العدوان، وأوقف عمر بن الخطاب الفتوحات بعد القادسية واليرموك لأن الحرب ليس لها مردودا سوى الكراهية والاعراض والنفور والدين اعتقاد مقره العقل والشعور ولا يتأتي بالاكراه، وأهدر علي عثمان محمد طه دم الضحايا في الجنوب ودار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق وعطل قوله تعالي ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب فمن كان المعتدى والمعندى عليه؟، وعلي عثمان مجرم حرب مطلوب لدى محكمة الجزاء الدولية.

ربما كان الشيخ الزاني في نهار رمضان ولديه أربعة زوجات شقي الحال الذى وقع في القيد وعضه الكلب في المولد، وتعلمنا من الحياة التي قال محمود محمد طه أنها كتاب الله المشهود ان الغريزة الجنسية ننفاوت قوة وضعفا لدرجة الصفر وأنها شيطان يعربد لدى بعض الرجال وبعض النساء، وربما يكون ادعاء الحرص علي الفضلة والغيرة علي الدين حقدا وحسدا وكل ذى عاهة جبار، والتحي الكثرون في القوات المسلحة والشرطة والخدمة المدنية خوفا من الصالح العام فأصبحت اللحية تعرف بدعوني أعيش، لكن اللحية أصبحت ظاهرة عامة في الداخل والخارج ويتجلي ذلك في الأفلام والمسلسلات المصرية، وبعد الاستقلال ارتفعت بعض الأصوات علي منابر المساجد تطلب بالغا مستشفي الارسالية بأمدرمان واستجابت الحكومة فامتدت صفوف المرضي أمام الأطباء بمستشفي امدرمان، وكان مستشفي الارسالية قبلة المرضي من العاصمة والأقاليم، والنصارى جاء وصفهم في القرآن بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وبسارعون في الخيرات وعير ذلك من الآيات المحكمات في فضل أهل الكتاب، وقال التجاني يوسق بشير الذى عاشرهم في المسالمة كلها في الثرى دوافع خير بنت وهب شقيقة العذراء، وتحول المبني الي مستشفي للأمراض العصبية يعرف بمستشقي التجاني الماحي، وكانت منظمة الدعوة الاسلامي متهمة باستغلال الاغاثة في الرشوة السياسية، وفي عهد حكومة عبود ارتفعت الأصوات علي منابر المساجد تطالب بطرد المبشرين من الجنوب لاحتكار التبشير واستجابت الحكومة وطردت المبشرين، وكانت النظم الوراثية بدول الخليج تخشي جماعات الهوس الديني وتتقي شرها وترشوها بالمل الكثيرلتجاهل الفساد والفسق والفجور في حانات ومواخير أوربا وآسيا لكل جمل من الصحراء لم يلجم، الي أن أصبح لها أصابع من متفجرات وأسنانا من رصاص فكانت هذه النظم كريت التي أكلت القرض ووقعت في شر أعمالها، وفي الديموقراطية الثالثة كانت جماعات الهوس الديني تعظ الناس في الأسواق، وجاء الترابيون واستغلوها في الارهاب الديني والصراخ في وجه دعاة الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة لتدجين الشعوب السودانية.

فشلت الادارة البريطانية في محاربة العرى في الجنوب وجبال النوبة فقد كانت توزع الدمورية مجانا، وفي السبعينيات من القرن الماضي في كاو نارو بالجبال الشرقية شاهدت سوقا تحت شجرة عرديب ضخمة وكان الباعة والزبائن عراة كما ولدتهم أمهاتهم رجالا ونساءا وأطفالا ما عدا الجلابي صاحب الدكان، وأصبح ذلك من الماضي بسبب المد الحضارى وانتشار التعليم: وفي مجلس مدينة كادقلي كنت أنقب في الملفات القديمة للتعرف علي تارخ المنطقة، ووجدت الكثير من البلاغات التي كانت ترد الي المركز حول الأسود التي كانت تهاجم القرى وتفتك بالأبقار والأغنام، وعلمت من قدامي الجلابة بسوق كادقلي ان القادمين الي المدينة باللوارى وحتي الستينيات من القرن الماضي كانوا يشاهدون الأسود في غابة السنط بأطراف المدينة وقد تحولت الغابة الي قصر رئاسي في عهد نميرى، ووجدت أمرا محليا يحرم علي العراة دخول المدينة ويحدد حرمها بخمسة عشر كيلو في كل الاتجاهات، لكن العراة كان لهم ملابس خاصة يربطونها علي رؤسهم حتي حرم المدينة لأن ارتداء الملابس في عرفهم من العيوب الاجتماعية، وفي الشمال وحتي الستينيات من القرن الماضي كانت الفتاة في سن الزواج ترتدى الرحط وهو سيور من الجلد تتدلي بين الوركين كورقة التوت والنهدان حران، وفي ام درمان كانت ربات البيوت يشترين الحطب والسمن واللبن من الأعرابيات، وقد كان للأعراب مضارب حول المدينة التي كانت تحيط بها غابات من الحشائش تزخر بالحية البرية، وكانت الفتاة الأعرابية ترتدى ثوبا واحدا كالسارى الهندى تربط طرفه حول خصرها والطرف الآخر تلفه حول رقبتها والنهدان عاربان، والمرأة فخورة بأنوثتها وأمينة التونسية فتاة كشفت صدرها في شريط فيديو احتجاجا بأن جسدها ملكها وأنها ليست عارا لأحد وليس في جسدها شيئا تخجل منه، ولا تختلف المرأة عن الرجل في النظرة الجمالية والرغبة الجنسية فما بال النسوة اللائي قطعن أصابعهن وقلن ماهذا بشر ان هذا الا ملك كريم، والزى مزاج شخصي يحكمه المجتمع، ويقول بريكلس خطيب الديموقراطية الاغريقية ان القانون الاجتماعي قانون غير مكتوب لكن الناس يخشونه أكثر لأنه يأخذ الناس بالشبهات وشرطته وقضاته حاضرون في كل مكان وزمان وأحكامه نافذة ولا تقبل المراجعة والاسترحام لأن القبول الاجتماعي قضية حياتية بالنسبة لكل فرد في المجمع، لكن الترابيين في السودان حولوه الي نصوص وشرط وقضاة فأصبحنا أمة من المنافقيين وتفشت الجريمة تحت سطح المجتمع، وكانت المساجد عامرة والأنادى عامرة مع الرخاء والازدهار في كل مناحي الحياة ولم يكن المجتمع السوداني يعرف جرائم اغتصاب النساء والأطفال ووالد قتل أباه وكان السارق والمرتشي يغادر القرية الي المدينة للذوبان في الزحام، وكان المجمع السوداني يتسامح في الخمر والنساء لكنه لا يتسامح في جرائم خيانة الأمانة وأى سلوك يتنافي مع المروءة والشرف ومكارم الأخلاق وطلعت القمرا أخير يا عشانا تودينا لي أهلنا يسألوك مننا.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..