أسامة داؤود عبداللطيف.. قصة نجاح تستحق التأمل!

يُعَدُّ السيد أسامة داؤود عبداللطيف أحد أبرز رجال الأعمال القلائل الذين يُشَكِّلُوْنَ ملامح اقتصادنا الحديث.. كما أنه يُعَدُّ نموذجاً لرجال الأعمال الناجحين الذين يوظفون ثرواتهم لخدمة شعوبهم وأوطانهم وهم يجابهون الكثير من التحديات والعقبات التي تَحُوْلُ بينهم وتحقيق طموحاتهم الوطنية الكبرى.. وفي هذا المقال سأسلط الضوء على سمات النجاح التي يتمتع بها الرجل.. وسأتناول إنجازاته المادية التي تثبت ذلك النجاح.. وسأستشهد ببعض مقولاته الموثقة في الحوار الصحفي الوحيد الذي أجرته معه الصحفية المتميزة صباح موسى.. وسأعتمد كثيراً على شهادات أحد أقاربي الذين أثق فيهم كثيراً وهو ممن يعملون في مجموعة دال.. وسأحاول جاهداً أن أستدل بالأرقام كلما وجدتُ إلى ذلك سبيلاً.
وُلِدَ أسامة داؤود في العشرين من أبريل 1951م، ودَرَسَ في مدرسة الخرطوم شرق الابتدائية، ثم الخرطوم الأميرية الوسطى، ثم الخرطوم الثانوية، وتخرج في كلية إدارة الأعمال بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة 1975م، وبالرغم من أنه دَرَسَ في إحدى أكبر الجامعات الأوربية إلا أنه يقول عن نفسه: “أنا تعلمت أكثر في السودان.. والتجربة العملية أهم بكثير من الدراسة فهي التي تعلم أكثر”.. وقد بدأ حياته العملية في سنة 1975م -أي بعد تخرجه مباشرة- حيث عَمِلَ مندوباً للمبيعات في شركة التراكتورات السودانية التي أسسها والده داؤود عبد اللطيف رجل الأعمال المعروف.. وصار أسامة بعد ذلك مديراً للمبيعات بالشركة.. وفي العام 1980م صار مديراً عاماً لشركة التراكتورات السودانية.. ثم رئيساً لمجلس إدارتها 1989م.. ثم رئيساً لمجلس إدارة مجموعة دال.
وقد استطاع أسامة وإخوته أن يطوروا أعمال والدهم المتمثلة في (شركة التراكتورات السودانية) ليقفزوا بها إلى مجموعة شركات دال وهي: دال للسيارات، ودال الهندسية، ودال للصناعات الغذائية، ودال للتنمية العقارية، ودال للخدمات الزراعية، ودال للخدمات الدوائية، وسيقا، وكابو، وأوزون، وشركة الهواء السائل السودانية، ومدارس كيكس الدولية.
وترجع أسباب هذا النجاح إلى عوامل كثيرة أهمها الأفق الواسع الذي يتمتع به قائد المجموعة أسامة داؤود الذي أفاد كثيراً من دراسته الأوربية مما أتاح له استقدام الكوادر الأوربية لتسانده في إدارة أعماله.. إضافة إلى نظام العمل الواضح الذي تعمل به تلك الشركات.. وعن ذلك يقول أسامة داؤود: “إنه يحب العمل في فريق ونظام (سيستم) ولا يتدخل في قرارات مدرائه.. ويوفر البيئة الجاذبة لموظفيه”.. ويقول الأستاذ محمد الشفيع مسؤول الاتصال الخارجي بمجموعة دال: “أنا أعمل مع السيد أسامة داؤود لأكثر من عشر سنوات، وأشهد أنه لم يتدخل في عملي يوماً، ولم يُرْسِلْ إليَّ شخصاً يريد توظيفه فالفرصة لديه للمؤهَل والأكفأ بعيداً عن الواسطة والمحسوبية” وقد سَاهَمَتْ كل تلك العوامل في تحقيق هذا النجاح ولكن العامل الحاسم والمهم يرجع إلى شخصية أسامة داؤود المُحِبَّة للعمل حُبَّاً شديداً.. فقد كانت أمنيته منذ صغره أن يصير رجل أعمال.. وفي سبيل تحقيق تلك الأمنية درس إدارة الأعمال.. وما لبث أن التحق بالعمل بعد تخرجه مباشرة.. إذ لم يفكر في الدراسات العليا أو البقاء في أوربا ليستجم قليلاً.. بل عاد إلى بلاده وهو في ريعان شبابه وانخرط في العمل منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا.. فحياته كلها عمل دءوب.. ووقته كله لتطوير عمله.. وفي ذلك يقول عنه محمد الشفيع مسؤول الاتصال الخارجي بالمجموعة: “أنا أشفق على أسامة جداً؛ فليس لديه وقت لنفسه، معظم وقته في عمل مرهق لتوفير احتياجات المواطن الضرورية ودعماً لاقتصاد الوطن” فأسامة لا يعرف العطلات وأوقات الفراغ وقد ذكر بنفسه أنه ظل يعمل 14 ساعة يومياً منذ تخرجه سنة 1975م… وقد كَرَّسَ أسامة داؤود كل تلك الساعات للاستثمار والصناعة.. ولم يشغل نفسه بالسياسة والإعلام وغير ذلك من النشاطات التي تصرفه عن أداء عمله.. ويقول في ذلك: “أنا أفهم في الصناعة والاستثمار.. ولا أفهم في السياسة ولا أجيدها ولا أشغل نفسي بها” ويقول أيضاً: “أنا عازف عن الظهور في وسائل الإعلام.. ولم أجر حواراً من قبل”.
كل هذه السمات الصارمة شكلت شخصية أسامة داؤود الإدارية وجعلت العمل والاستثمار من أهم أولوياته.. أما عن شخصيته الاجتماعية فنلخصها في شهادة أحد أقاربي الذين يعملون في مجموعته حيث يقول عنه: “أسامة رجل بسيط جداً يتمتع بأدبٍ عالٍ وتهذيبٍ شديد في حديثه وتعامله مع الآخرين.. وهو مشارك في المناسبات الاجتماعية ومن فرط هدوئه لا يتعرف الناس على شخصيته في كثير من تلك المناسبات.. وهو يظهر بملابس عادية ويقود سيارته بنفسه من غير أية حراسة شخصية”.
وأسامة داؤود لا يتباهى بنجاحاته الباهرة بل يعتبرها مجرد تجربة لم تكتمل بعد.. فعندما طلبوا منه تلخيص تلك التجربة في كلمات أجاب قائلاً: “عندما أتم ال65 وأطلع معاش أعدكم بذلك”.. وسألوه في إحدى المرات عن تجربته في إنتاج الألبان وكان وقتئذٍ يملك 50 بقرة لإنتاج اللبن.. قال: “ارجعوا لي بعد 20 عاماً حتى أستطيع الرد وتكون تجربة حقيقية”.. فهو لا يحب الحديث عن نفسه وإنجازاته بل يرى أن إخوته وموظفيه شركاء أصيلون في تلك الإنجازات ويحزن كثيراً عندما تسلط الأضواء عليه وحده.. فهو -كما ذكرنا- لا يحب الظهور في الإعلام.. ولا يحب السياسة.. ولذلك ليس مستغرباً أن يكتفي بالصمت حيال تقارير موقع ويكيلكس الشهير الذي نَشَرَ وثائق عن اجتماع أسامة داؤود بالقائم بالأعمال الأمريكي ألبرتو فرناندوز يناير 2008م.. وحسب الموقع فإن أسامة قد انتقد الأداء الحكومي وضعف وزرائها وقال: “إن الكثيرين يشعرون بضرورة ذهاب الحكومة لأنه من غير التغيير فليس هنالك أمل”
“A lot of people feel it is time for this government to go. Without change there is no hope.”
وقد ترجمت الصحف السودانية ذلك التقرير ونشرته ليتناوله الصحفيون بالنقد والتحليل والاتهامات الخطيرة.. أمَّا أسامة داؤود فلم يُحَرِّكْ ساكناً ليدافع عن نفسه وينفي تلك الاتهامات.. بل اكتفى بالصمت والتركيز في إنجاز أعماله وكَأَنَّ الأمر لا يعنيه في شيء.. ويدل ذلك على أن الرجل لا يميل إلى الجدال الذي لا طائل من ورائه.. بل يحب أن يرد على الانتقادات من خلال إنجازاته.. وفي ذلك يقول محمد الشفيع مسؤول الاتصال في مجموعة دال: “إن أسامة وإخوته خجولون ويحبون أن يظهروا للمجتمع من خلال أعمالهم وليس من خلال أقوالهم، وهذا السلوك يعمل لأسامة مشاكل” فالبعض يفسرون ذلك على أنه نوع من التعالي والغرور.
ومن الجوانب المشرقة في شخصية أسامة سعيه لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين.. وخير ما يمكن أن نستشهد به من أعماله الخيرية مدينة داؤود عبداللطيف لسكن الطالبات.. تلك المدينة السكنية العملاقة التي تقف شامخة كالطود في العمارات شارع 25 مربع 10 شرق الامتداد.. وتتكون تلك المدينة السكنية من برجين يضم كل برج 9 طوابق تحتوي على 180 شقة تستوعب أكثر من 800 طالبة جامعية.. وتعتبر تلك المدينة السكنية من أرقى داخليات الطالبات في السودان.. وهي الآن تحت إشراف الصندوق القومي لدعم الطلاب الذي يقبل فيها الطالبات حسب شروطه.. وأنا – كاتب هذا المقال- آمل ألا يستغل الصندوق حاجة الطالبات للسكن ليستثمر في تلك المدينة السكنية التي كانت تكلفتها التقديرية 21.000.000 جنيه.. أي (21مليار بالقديم) دفعها أسامة داؤود وإخوته من حر مالهم وأشرفوا على تلك المدينة حتى اكتمال بنائها وافتتاحها رسمياً على يد رئيس الجمهورية.
وإذا كان الرجل ينظر إلى المال هذه النظرة الوطنية فليس مستغرباً منه أن يساهم مساهمة كبرى في أَمْنِنَا الغذائي مُحَافِظَاً على اقتصادنا الوطني.. فشركات (سيقا) هي المسؤول الأول عن توفير الخبز للبلاد.. وطوال السنوات الأخيرة ظل الخبز مستقراً في أسعاره.. وقد ظل كذلك رغم تضاعف أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى.. ورغم تضاعف أسعار الدولار وارتفاع أسعار القمح عالمياً.. ومع كل ذلك لم نشهد ندرة خطيرة في الخبز طوال السنوات الأخيرة.. -وفي تقديري الشخصي- أن رفع الدعم عن المحروقات قد أثر كثيراً في تكلفة إنتاج الدقيق.. فقد أثر مباشرة في زيادة تكلفة الترحيل.. وأثر تأثيراً غير مباشراً في زيادة تكلفة العمالة.. وفي هذه الحالة فإن الإجراء المنطقي هو إزدياد أسعار الدقيق ومن ثَمَّ الخبز.. ولكن لأنَّ الحكومة دائماً تلجأ لسياسات التخدير والمراواغات السياسية فإنها تنكر الحقائق الاقتصادية وتسعى لحل المشكلة سياسياً وأمنياً.. ومثل هذه السياسات الفاشلة لن تصمد كثيراً.. فها هم أصحاب المخابز قد قلصوا أوزان الخبز قبل أن يزداد سعر الدقيق.. وها هي الحكومة قد بدأت تهيئ المواطن لتقبل الزيادات القادمة.. فبالأمس القريب يخرج علينا اتحاد الغرف الصناعية بدراسة مفادها “أن أسعار الخبز ستزداد نتيجة لزيادة تكلفة الإنتاج والترحيل” ومن قبل ذلك يصرح نائب رئيس البرلمان “أن القمح الموجود في البلاد يكفي ل25 يوماً”.. لاحظوا معي أن شركة سيقا -ذات الشأن الأكبر- لم تتحدث بعد! وذلك لأن شركات دال التي يديرها أسامة داؤود تحترم عقل المواطن ولا يمكنها أن تتعامل معه بالتخدير والمراوغة.
يقول أحد أقاربي العاملين في دال: “لو لم يعمل أسامة داؤود أي عملٍ خيري في حياته لكفاه أنه قد وظَّفَ في شركاته أكثر من خمسة آلاف سوداني يعولون خمسة آلاف أسرة سودانية”.. وحسب موقع مجموعة دال على الإنترنت فإن عدد موظفي شركات دال يصل إلى 5.500 موظف.. وتعتبر مرتبات شركات دال هي الأعلى في السودان.
الحديث عن نجاحات الرجل لا ينتهي فقد سعى كثيراً إلى توطين زراعة القمح بالبلاد ولديه محاولات جادة لزراعة مليون فدان في الولاية الشمالية وقد قطعوا شوطاً كبيراً في ذلك المشروع الإستراتيجي الضخم بزراعة مساحات تجريبية كبرى مستخدمين الحزم التقنية المعروفة والبذور المحسنة وطرق الري الحديثة.. ولا غرابة أن تُبْذَلَ كل تلك الجهود الجادة؛ فأسامة يرى أن الزراعة هي أهم الاستثمارات على الإطلاق وأن عوائدها مضمونة وسريعة.
أما في مجال التنمية العقارية فقد كان طُموح الرجل أن يجعل الخرطوم إحدى أجمل العواصم في العالم.. وفي سبيل تحقيق ذلك الحلم الكبير أسس (شركة السنط العقارية) ودخل في شراكة مع ولاية الخرطوم والصندوق القومي للضمان الاجتماعي.. كان حلمه أن تتحول منطقة غابة السنط والمساحات الشاسعة المُطِلَّةُ على جسر الفتيحاب من ناحية الخرطوم (المقرن).. كان حلمه أن تتحول تلك المساحة إلى منطقة تجارية كبرى مساحتها 2.400.000م .. وأن توفر تلك المنطقة فرص عملٍ ل58 ألف موظف.. وأن يضم ذلك المشروع منطقة سكنية بها أكثر من ألف فيلا و6700 شقة، وأن يبني فيها عشرة فنادق ومستشفيات، ووسائل نقل وواجهة نهرية للنزهة تظللها الأشجار.. وقد بدأ العمل في إنشاء تلك المدينة منذ العام 2005م.. وشمخت بعض أبراجها وكان متوقع لها أن تكتمل في العام 2015م.. بتكلفة تقديرية من أربعة إلى خمسة مليارات دولار.. إلا أنني -كاتب المقال- لا أتوقع أن يكتمل هذا المشروع في موعده.. لا سيما أنني شاهدت تصور هذا المشروع في مقطع للفيديو على الإنترنت.. وقد انبهرت من جمال تلك المنطقة وروعتها وأشجارها الخضراء السامقة التي تخلب الألباب وتجعلك تشعر أنك تشاهد إحدى أجمل مدن العالم.. فشتان ما بين الطموح والواقع! وأنا أزعم أن أسامة قد بذل جهوداً جبارة لإكمال هذا المشروع العظيم ولكن شركاءه الحكوميين لم يوفوا بالتزاماتهم.
وأكاد أجزم أن هنالك عقبات سياسية كثيرة واجهت الرجل وحَدَّتْ من طموحاته الوطنية الكبرى.. فلو كان هذا الرجل يعيش في إحدى الدول الغربية ووظف جهوده وطاقاته في تلك الدولة لوصلت ثروته أضعاف ما هي عليه الآن.. ولكنه آثر أن يستثمر في بلده وأن يسعى لرفعة أهله مواجهاً الكثير من العقبات والتحديات.. وأنا أعتبر أسامة داؤود إحدى مفاخرنا الوطنية التي تستحق الدراسة والاقتداء.. وقد يكون في قصة نجاحه هذه إلهاماً لأحد رجال الأعمال المبتدئين.. أو أحد الشباب الطموحين الذين يسعون إلى النجاح.. فشكراً أسامة داؤود لأنك تثبت لنا أن النجاح ممكن في هذه البلاد الجميلة.. وعذراً إن تحدثت عن نجاحاتك وأنت لا تحب أن يُنْسَبَ ذلك إليك وحدك بل ترى أن إخوتك والعاملين معك هُمْ أصحاب النجاح الحقيقيون.
تحية لهذا الرجل. هكذا تكون الهمة و يكون العطاء. و بقدر همة الرجل يكون إنجازه.نحن في حاجة إلي مثل هذا الرجل في بلدنا.
لي سؤال أرجو أن يجيب عليه أي من المعلقين اللصيقين بهذه الأسرة الكريمة : هل يمثل إسم (دال ) أي شركة دال الأحرف الأولي لإسم داؤود عباللطيف, أم هو إسم قرية ( دال ) في السكوت بالشمالية؟ مع خالص تقدري.
التحية لك على هذا السرد الطيب والشكر موصول له والرحمة لوالــدة، وانا على يقين تام ان امثاله كثر. لكن لماذا لم يحارب هذا الرجل كما حورب عبد الله جار النبي وصلاح عبد الله علي وادم يعقوب (ايام عرس الشهيد ) والشيخ مصطفي الامين واخرين كثر ؟!
وهي الآن تحت إشراف الصندوق القومي لدعم الطلاب???????
بارك الله له في ماله واخوته والرحمة والمغفرة لوالده المرحوم داؤد عبد اللطيف امتداد لرجال الاعمال السودانيين الاصلاء الذين بدأوا من الصفر بمال حلال وعمل معهم الالاف من السودانيين على سبيل المثال آل النفيدي وعلي دنقلا والكوارته والشيخ مصطفى الامين وال ابو العلا وعبد المنعم محمد ابراهيم طلب واخوانه والبرير رحمهم لله جميعا
كويس كلام جميل ما قصرت وابشرك الحلاوة ح تجيك لحدى بيتك
من أذكى رجال الأعمال..ورث المال عن والده فوظفه بحنكة ومثابرة..بارك الله له فى ما آتاه
well done
التحية والتحية لرجل العطاء فكم كنا نحلم أن يكون السودان امتداد لسيرة الشرفاء من رجال الرأسملية الوطنية فضرب أسامة داؤد خير مثال فى زمن أزكمت أنوفنا رأسمالية آخر الزمن الطفيلية التى همها الغنى من اموال السمسرة وبيع الأراضى وليس الأستثمار وانتهز هذه الفرصة لأحكى عن هذا الوطنى الغيور على بلده وشعبه قصة حدثت معى فقد عدت للوطن حاملآ شهادة الماجستير فى هندسة تأكل المعادن من جامعة مانشستر نفس الجامعة التى تخرج منها أسامة وأذ يلاحقنى سيف الأحالة للصالح العام فى أغسطس 1989أى بعد شهر من تولى سلطة أنقلاب الأنقاذ حيث كنا أول كوكبة فى قوائم التشريد مع الهجمة الشرشة للأعتقالات طالة معظم المفصولين وفى شهر نوفمبر وأنا مرافق لشقيقتى التى أصيبت بمرض اللوكيمياء زارنى أحد الأخوة بمستشفى الخرطوم واستعطفنى بأن أقدم لوظيفة مهندس بشركة التركتورات السودانية وقدم لى الجريدة التى تحمل الاعلان فذهبت الى مكاتب الشركة التى تقع جوار البرلمان وقابلة المدير الأدارى عبد الغنى غندور وعرفني بأنه وسوف يفيددنى بموعد المقابلة لم يكن لدية عنوان انذاك لأنى كنت مقيم فى مستشفى الخرطوم ووعدته بأننى سأمر عليه وبعد أسبوع مريت على المكتب وأذ الأخ غندور يقول لى أسامة يسأل عنك بشدة ويريد مقابلتك ولما قابلت ذلك الرجل المتواضع قال لى أين أنت فقد عينتك مديرا أقليميا لشركتى ببورتسودان مسئولا عن معداتنا الواصلة لميناء بورتسودان ولدينا معدات تعمل فى دلتا طوكر تكون مسئولا عن صيانتها وفى الوقت الحاضر سيكون مكتبك مع جريس مسئول التخليص للشركة لحين بناء او استئجار مكاتب لكم وسوف أستأجر لك منزلا وامنحك سيارة وأما الراتب أذهب الى غندور وناقشه هل تصدقوا .لم يناقشنى لماذا فصلت رغم اننى أوضحت ذلك فى سيرتى الذاتية ولما ذهبت ألى أسرتى لأبلغهم بهذا النباء فحمدوا الله كثيرا ودعوا لأسامة بالتوفيق هذا هو أسامة داؤد الذى عرفته اما أخونا غندور فله قصة أخري لم اكن اكمل اجراءت تعينى بالشركة اذ يرشحني لمكتب ارامكو بالسودان انذاك فكان غندور سبب عملى فى شركة آرامكو السعودية لمدة اثنان وعشرون عاما. فلهم التحية والعمر المديد
حفظه الله والحقيقة ان الرجل يعمل بعيدا عن الاعلام وليس لديه مرض الظهور لانه ليس مسجد نعمه …..فقد ورث العقل والثراء من والده …..ولذلك لم يسمي نفسه الجنرال او الكاردينال او المارشال مثل أثرياء الغفلة والجهل وغسيل الأموال
لقد حان الوقت لتكريم الرجل علي اعلي المستويات …..فقد قدم للوطن في صمت مالم يقدمه الكثيرون من أثرياء الغفلة الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها شعراء وملحنين وكتاب وعباقره وفنانين ورياضيين ومرافق قين للرؤساء ونساءهم
التحية لرجل الاعمال المخلص اسامة داؤود عبد اللطيف, هذا هو الاستثمار الذي يفيد البلاد ندعو اسامة ان يواصل غنجازاته في صمته المعهود فالشعب السوداني المغلوب على امره يقدر هذا المجهود العظيم ويبارك اللعبة الحلوة, التحية مرة اخرى لاسامة واخوان اسامة, والرحمة والمغفرة لداؤود عبد اللطيف الذي انشأ هؤلاء الرجال
تحياتى الأخ/فيصل
لا شك فى اننى أشاركك الرأى وبشدة فى تشجيع كل مستثمر من أبناء وطننا الحبيب،يقوم باستثمار أمواله داخل الوطن لكى يستفيد منه المواطن فى المقام الأول ومن ثم الاقتصاد العام،ولكننى أخذ عليك تجاهلك للظلم الذى وقع على ألف ضابط بالمعاش يتبعون للقوات المسلحة ويمتلكون حوالى عشرة ألف فدان لكل ضابط عشرة فدان بشرق النيل (مشروع الواحة الزراعى)سددوا رسومها من حر مالهم،ولقد قام السيد/داؤود باستئجارها من جهة لا علاقة لها بالمشروع مقابل مبلغ زهيد(1200ج)للعشرة فدان تدفع سنوياً لأرض تعتبر من أخصب أراضى ولاية الخرطوم أضف لذلك قربها من النيل الأزرق وطرق المواصلات ومطار الخرطوم،وقد استفاد منها أسامة داؤود كثيراً،بيد أن ملاك الأرض لا يزالون يترددون على المحاكم عسى الله الكريم أن يرد حقوقهم المسلوبة.
يقول الله تعالى:(وسيعلم الذين ظلموا أى منقلبٍ ينقلبون)صدق الله العظيم.
وبالله الثقة وعليه التكلان.
ربنا يبارك ليهم في أموالهم وينفع بهم وطنهم ويتقبل منهم صالح الاعمال
انا احد ابناء الموظفين السابقين فى محموعه دال قروب . والدى من ضمن الموظفين الذين كان لهم القدح المعلى فى نهضه وتنميه المجموعه على مدى سنوات عده . الا انه حين استقاله من المجموعه بناء على طلبه لم يعطوا مكأفاءه نهايه الخدمه الواجبه بمقتضه قانون العمل . وهو لم يشتكهيم اويطالب بحقه القانونى . وفى نفس الوقت اننى لاانكر انى تربيت وتعلمت بمرتب والدى الذى كان بتقاضاءه سابقا من مجموعه دال . وهو ماولده لدى حب وانتماء للمحموعه . ولكنى رفضت العمل فى المجموعه نتبجت ماتعرض له والدى من طلم بائن من وجهه نظرى تمثله فى هضم حقوقه الواجبه بعد انتهاء الخدمه . الحمد لله هو ترك سمعه طيبه داخل المجموعه مازالت متدواله حتى الان رغم مرور سنوات عده من تاريخ تركه للعمل
شكرا لك فيصل – فقد ذكرتنا ايضا بزمن جميل عندما تطرقت الى مدرسة الخرطوم
الثانوية القديمة مدرستنا العزيزة درسنا فيها سنوات الحكم الديمقراطى 1965
الى 1969 ? واتذكر جيدا اسامة داوؤد ?
كان ضمن ثلة مثابرة متفتحةمن ابناء حى (الخرطوم 2 ) درسوا فى المدسة ذلك الزمن
نفس الدفعة – وكانت لهم دراجات هولندية سبورت زرقاء اللون وطموحات كبيرة واضحة ?
وهم حسب مااذكر دكتور عبد العزيز محمد حسين خريج جامعة الخرطوم والان طبيب
مقيم فى السويد – ودكتور محمد عبد المطلب ساتى على وهوخريج موسكو
علوم اكاديمية مقيم الان فى روسيا اضافة الى مولانا مزمل محى الدين
مهدى درس عاما واحدا ثم انتقل الى حنتوب خريج القاهرة والان قاضى المحكمة
العليا بالخرطوم اضافة الى اسامة حسن طنون ? كانوا جميعا خلق رفيع وطيب معشر
انتهز الفرصة لتحية كل تلاميذ الخرطوم الثانوية فى مختلف العصور وشكرا .
ماشاء الله وربما يزيدو من خير كمان وكمان حقيقة المدينة الجامعية اكثر من راقية وتسكن بها بني فهية راقية وعلي مواصفات عالية له التجلة والتقدر وادامه الله دائما علي فعل الخير فالشجرة الطيبة ذات المنبت الطيب لاتعطي الشئ الفاسد ابدا
الثقة فيما تقوم به مجموعة دال من جهد وماتقدمه من منتجات جيده تجعلنى أشترى منتجاتهادون أشكك لحظه او ان أحاول ان ارى تاريخ انتهاء الصلاحيه . شكرا دال لانكم الوحيدون الذين تحترمون المواطن السودانى
لاشك ان النجاح الذي حققة الوجيه اسامة داوود, يستحق الاشادةو والتعلم منه
و ولكن هنالك مسوليات اجتماعية عل كل مستثمر وطنيا كان او اجنبي و وبالاخص الوطنيو تجاه المجتمع و الذي استفاد منهو كجمهور وزبائن لسلعه ومنجاته, كبناء المدارسو والمرافق الصحية و والخدماتو وهذا معمول به في الغرب و ناهيك عن الوطن العربي ولاننا بصراحة الراسملية الوطنية كما سماها نميريو او ابناء السودان الباريين و في كل عهد له تجارهووالذين يستفيدون من تسهيلات الحكومة( دولار مخفض ,اعفاء جمركي…..الخ) علي حساب قوت المواطن لادخال مدخلات انتاج اوقمح للرغيف و اوادوية و..الخ ,فيعطون المواطن الفتاتو ويقمون ببيع الحصة الاكبر في السوق السوداءو لاصحاب امكان الحلويات و وفي الصناعات الاخري, وهذا ما يجعل الجشع و والندرةو والغلا,مثال اخر كان ابن السودان البار يعطي اعفاء من الجمارك لبناء مدرسةو فيحضر سفينة اسمنت ومواد بناءو يبني بعشرها المدرسةو ويبيع باقي السفينة في السوق الاسودو ويعطي ارض بمساحات شاسعة و يبني في ربعها جامع و ويستثمر الباقي,وكل تجار الحكومات اغتنوا من هذا الفساد السياسسو واستغلال النفوذ وهو اخطر انواع الفساد((POLITICS POWER )),مثال علي جشع اسامه داؤودو كان في سوقنا تمنة اللبن في اعلي اسعارها قبل عام, وقبل ان يدخل اسامة داؤؤد لسوق اللبن و ب8 جنيهاتو يعني الرطل ب1جنية,(( حليب ولبن لشاي الصباح لاطفالنا الصغار))و دخل اسامة داؤؤد هذا السوق , فطار ثمن رطل اللبن ال 3.5 جنيه, والتمنة اصبحت ب25 جنيه بدل ثمانية جنية,وعلمنا ان اسامه داؤؤداحضر ابقار فرزيان فلم تعطيه الكمية الكافيةو لمنتجات كابو , فعمل عقودات مع اصحاب المزارع الصغيرة للالبان و بمبلغ مغري و كم انه يبيع لهم العليقة مقابل اللبن((ماسكهم من بطنهم التي توجعهم)) , مما تسبب في ارتفاع اسعار اللبن(( حرام والله اسامه داؤؤد يخش في لبن وليداتنا))و يعني العند و خمسة من الابناء و وهو عامل حيقدر يوفر ليهم يومي ب20 جنية بدل خمسة جنيهاغت كيف, اين المســــــــــــــؤليـة الاجتماعية لاسامة داؤؤد عن لبن ابناء المســــــــــــــــــاكين والذي تسبب في ارتفاعة من اقل من جنية واحد للرطل العام السابق الي3.5 جنيه للرطل,حســــــــــــبنا الله ونعم الوكيل و ولاحول ولاقوة الا بالله ,ام قصة تلاعبة بالمسؤلين فدي حكاية تانية!!!!!!؟
اقتباس (وقد يكون في قصة نجاحه هذه إلهاماً لأحد رجال الأعمال المبتدئين)
ولكن هل تدرون اين ذهبت غالبية اموال تعويضات حلفاوالتي سلمت للجنة توزيعها التي كان يراسها داوؤد عبداللطيف وهي الخميرة التي ادت الي نجاح خبيز اسامه