كلمة أخيرة إلى عبد الفتاح البرهان

علي أحمد
من سخريات الأقدار، بل من بؤسها؛ أن تضع للسودان أمثال عبد الفتاح البرهان، وصحبه غير الكرام في قيادة الجيش على رأس مرحلة انتقالية مفصلية كانت ستضع البلاد على الطريق الصحيح، لولاه ولولاهم، وهاتان معاً تفتحان أعمال الشياطين؛ كما يحدث الآن!
واما بعد ،،
أمس الأول التقى القائد الهارب بالمبعوث السويسري للقرن الأفريقي، السد/”سلفاين إستير” في مدينة بورتسودان، فقال كعادته طلاسماً؛ مثل أهمية تشكيل حكومة من (المُستقلين) لإدارة المرحلة الإنتقالية وصولًا لتنظيم انتخابات عامّة، وأن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في أي عملية سياسية مُستقبلاً، ولن تتدخل في إدارة الحكومة الإنتقالية (المُستقلة) للبلاد.
حسنًا ، أنظروا كيف يُحدد هذا (اللغم) الذي وضعته الأقدار السيئة فخاً لتفجير السودان، بان الحكومة الانتقالية المُقبلة ستكون (مستقلة)، فيما يؤكد أنه (كجيش) لن يتدخل في العملية السياسية، وهل هناك تدخل اكثر من هذا؟ انه الكذب الذي يتنفسه الرجل!
ان المعنى الوحيد لعدم تدخل الجيش – أو للدقة من تبقى من الجيش- هو انسحابه إلى ثكناته وإخلاء الفضاء السياسي لخبازيه (المدنيين)، وهم من يحددون من خلال حراكهم وحواراتهم وتحالفاتهم صيغة الحكومة الانتقالية المقبلة؛ فمثل هذه الأمور تُترك عادة لميكانيزمات السياسة نفسها، ولا يحق لأحد – كائن من كان – خصوصاً العسكريين، أن يضعوا تصوراتهم لها شرطاً مُسبقاً، ثم يخادعون الشعب بكلمة (مستقلة) التي أصبحت مملة فرط تكرارها من قبل الرجل الذي فقد ظله ورُشده، مثلما فقد ثقة الشعب فيه، وإن لم يكن الشعب قد (وثق) فيه يوماً ما.
لا يُمكن لعسكري فاشل ميدانياً وسياسياً أن يُحدد مستقبل البلاد وهو أكبر مُهدد لها ولمستقبلها، فقد تولى رئاسة مجلس السيادة (رئاسة الدولة) لأربع سنوات رأينا فيها الأعاجيب، إلى أن انتهت إلى تحويل البلاد إلى نارٍ ورماد، فالرجل منذ بروزه في المشهد الانتقالي، دبَّر العديد من المحاولات الانقلابية المفبركة والحقيقية فقط ليستأثر بالسلطة ، كما أشعل حرباً ضروساً ضد أقرب حلفاءه؛ خشية من منافسته على (حُلمه) أو حُلم أبيه بأن يصبح رئيساً للسودان، وفي سبيل ذلك قتل الثوار المعتصمين أمام القيادة العامة وارتكب مذبحة تشيب لها الولدان – بدمٍ بارد – في أواخر شهر رمضان الكريم، (والدُنيا قبايل عيد)، ثم فض المفاوضات مع الحرية والتغيير وأعلن في خطاب بثه التلفزيون الرسمي عن 9 أشهر سيشكل خلالها حكومة انتقالية بمعرفته، لكنه أمام ضغط الشارع الثائر، تراجع، ووقع على الوثيقة الدستورية وأُعلن رئيساً لمجلس السيادة، لكن هذا ليس حلمه طالما أن هناك شركاء، فهو يريدها له وحده، فبذل جهده وكرّس خبثه في إعاقة عمل (حكومته) التي يرأسها عبد الله حمدوك، فدفع مليارات الجنيهات من خزينة الدولة والشعب يعاني الظلمة والظلام وشظف العيش، دفعها الرجل عدًا ونقدًا للناظر المأفون “تِرك” ومن معه من فلول النظام السابق، وقطع الطريق القومي الرابط بين العاصمة والميناء، وخنق الاقتصاد، في أحط وأخطر تصرف في تاريخ البلاد قديمها وحديثها، لم يقم به قائد عسكري من قبل حتى في زمن الاستعمار!
وعندما تم افشال كل مؤامراته، موّل اعتصام الموز، وبين (ترك والموز) انقلب الرجل في أكتوبر، 2021، على الحكومة واعتقلها طاقهما بمن فيهم رئيس الوزراء وأودعهم السجون، كل ذلك لأن حصته في رئاسة مجلس السيادة شارفت على الانتهاء، وبالتالي لن يكون للجيش دور في الحياة السياسية، وبقية القصة معروفة إلى أن أشعل كيزانه الحرب في 15 ابريل.
رجل بكل هذه الصفات القبيحة والدنيئة، وبهذه السوية الأخلاقية والوطنية المنحطة، ومع ذلك يريد أن يحكم البلاد، وبذّل في سبيل ذلك حرباً (بدمها ولحمها وعظمها)، وخان الثورة بجلب فلول النظام السابق، وخسر جميع المعارك السياسية والعسكرية التي خاضها في سبيل البقاء في الحكم من خلال سياسته المعروفة بـ(الحفر بالإبرة)، والتي انتهت إلى أن يحفر بها قبره، وهاهو يعود لأكاذيبه متحدثًا مرة أخرى عن عدم رغبة الجيش في الحكم، لكنه في نفس الوقت يحدد للسودانيين ماذا يفعلون وكيف يديرون مرحلة انتقالية ما بعد الحرب، وما هو شكل حكومتهم المقبلة هل هي مستقلة أم من الأحمر ؟
ان مرحلة ما بعد الحرب أيها المتآمر الكذوب لن يكون لك فيها دور، خصوصاً أنك خسرت سياسياً وعسكرياً، لقد انهزمت في الخرطوم وفي دارفور وكردفان وستهزم بهذه الطريقة التي نراها أمامنا الآن في بورتسودان نفسها، لذلك عليك المغادرة بما تبقى لك من كرامة، وليس لديك منها مثقال ذرة، أو عليك – كعسكري محترف – أن تطلق رصاصة نافذة قاتلة على نفسك، فغيابك سيكون خيراً وبركة على البلاد التي خُنتها ودمرتها ورملت نسائها ويتمت أطفالها وشردت أهلها من أجل تحقيق حُلم رجل آخر كان نائماً في قرية نائية لا ذكر لها في العالمين، رأى ابنه فيما يرى النائم رئيساً، فعندما صحا من نومه وجد ابنه وقد دمر البلاد.
لن تعود يابرهان مجدداً، ولن تحدد للسودانيين، ما إذا كانوا سيشكلون حكومة مستقلين أم حكومة سياسية، هذا ليس شأنك، ولن تتمكن مجدداً من حشر أنفك المكسور، فالسودان كله – بعد حربك هذه – صار ضدك، بل والعالم والإقليم، الم تسمع ما قاله المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” في بيانه أمس الذي قال فيه: “حان الوقت لوقف العنف غير المبرر واستئناف الحكم المدني والسماح للشعب السوداني بتحقيق مطالبه بالحرية والسلام والعدالة”.
الكلمة للشعب وليس لك، فأفلت (المايك) من يدك أيها المعتوه، فلست مؤهلاً بعد اليوم لتقرر في مصير الشعب ومستقبله ومستقبل بلاده.
ولو أن شيئًا واحدًا تبقى لك كي تقرر فيه، هو أن تختار مكانك القادم: السجن أم القبر؟
والشعب يتمنى لك الخيار الأخير.
نعم الكلمه ستكون للشعب في كل الأحوال وانتم واسيادكم ال دقلو لن تكون لكم كلمه وان تماديتم سيكون السلاح بينكم والشعب
مهما تلونتم في الخطاب وتحويل المجرمين الي ابطال لن تنطلي هذه الكذبه علي الشعب
أتمنى أن هذا الخازوق يقرأ هذا المقال(إن كان بعرف إقرأ)
صحيح الكلمة ستكون للشعب والشعب يريد حكومة مستقلة لا مكان فيها لأحزاب السفارات.
وفوق كل ذلك لا مكان لكم أنتم الأخوان الملاعين يا من تدعو نفسك Mohd.
لعنةً الله على الكيزان المأفونين مدنيين وعسكريين وربائبهم من قتلة الجنجويد الهمجيين.
الخيار الاخير هو الأنسب لهذا الديك