
القليب هو البئر بحسب معجم اللغة العربية ، هو الجب أو البئر الذي صارت اليه ساحة القيادة العامة بعد فض الاعتصام ، لم تعد القيادة هي المسيد الذي توافدت اليه جموع الشعب السوداني في الاسبوع الاول من ابريل من عام 2019م ، قطار عطبرة بتلك الحمولة البشرية الطاهره في جوفه وعلي ظهره وجد له مكانا ومرقدا في ساحة الاعتصام بالقيادة العامة ، صارت بوابة القيادة العامة وساحتها الاشهر مزارا تغشاه وفود الاجانب يتجاذبون أطراف الحديث مع عامة الشعب ومع الصبية حراس التروس ، المدينة الفاضلة تجسدت في أمام القيادة العامة ، التفتيش بالذوق والعطاء تفضلا ،هبه عيد الفصح أو هبه رمضانا حيث تكثر الصدقات ، الحاجة لحق المواصلات لا ينقدها صراف بل يساعد نفسه المحتاج ويأخذ حاجته من الصندوق تحرسه فقط عناية الله .
وصفة فض الاعتصام لم تكن سودانية ولكنها – للأسف—نفذتها أياد سودانية ، هي كما بقية الافكار الوافدة التي عطلت مسار التنمية في السودان ، هي تنظيم الضباط الاحرار أو تنظيم الاخوان وارد مصر ، هي كما بعث العراق وسوريا أو تشايع موسكو الذي مات بعد السبعين من عمره المشؤوم ، هي كما فكرة الاتحاد مع مصر التي أقعدت السودان كثيرا ، هي فكرة بعض الخلايجة وتابعهم السيسي للتخلي عن الفشقة أوحلايب أو شلاتين لدول تحسد السودان علي مساحة الارض وحلاوة الطقس وخصوبة الارض وجريان الانهار.
تنفيذ مجزرة الاعتصام وما أعقبها من عنوان ( حدس ما حدس ) لم يكن مبررا ، هو غباء حكام السودان ثم محاولة هروب تستمر فصولها ، تتذرع الايادي الاثمة بلجنة أديب وتمديد حجوتها والغول الذي يمارس الاختفاء والهروب ، الشعب هو محمد الشاطر بجواده الابيض يقتفي أثر الغول ثم يقتله في نهاية القصة ، ربما ماتت السعلوة خوفا قبل أن تصلها سيوف الشعب ، الا انه لم يعد هناك عصر الغول والسعلوة فالأمر مكشوف تتداوله آلات تصوير فائقة الدقة وبزوايا عديدة تصور الحدث ، للعالم الخارجي ومخابراته أيضا عيونا بثتها مسبقا و نشرت أدوات الرصد في ساحة مسيد القيادة العامة ، حتما تملك الكثير من الحقائق وصور الوجوه وعدد الطلقات التي قتلت الثوار ، تقييد حراس التروس ورميهم في البحر مرصود وله عند تلك الجهات الاجنبيه أرشفة خاصة لا تصل اليها لجنة أديب.
نتائج فض الاعتصام لا تحتاج الي مداد يسكب وصفحات تسود بمبررات هي كما عند طفل صغير يتحجج أمام والدته ، العالم الخارجي يعرف جيدا حتي عدد كؤوس الشاي والقهوة التي استهلكها المجتمعون في تحاورهم لإحكام خطة فض الاعتصام ، هي عند بعض الجهات الاجنبية كروت ضغط وابتزاز علي حكام السودان تنثر وتنشر وتعرض علي شاشات كبيرة في مبني ( لانغلي ) ومدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية يحرك مؤشر بحثه لتكبير بعض الوجوه أو بعض اللقطات ليفاجئ المسئول السوداني بدقة المعلومات التي تملكها المخابرات الامريكية .
ثقافة التهرب من تحمل المسئولية صارت عادة عند أهل الحكم في السودان ، يحال امر القتل الي لجنة من بين المتهمين وأصحاب المصلحة ليضيع الدم بين المنتفعين ويتلذذون بالغنيمة ، هو في عرفهم خروج من عنق الزجاجة وفي الحقيقة هم وقعوا في محارم الله بقتلهم النفس التي حرم الله الا بالحق الذي ينقص صنيعهم.
في الختام ، أن فكرة الاعتصام بالقيادة العامة كانت للثوار تماثل اللجوء الي مكان له قدسية مثل المسيد عند أهل السودان ، فعل من فض الاعتصام وقتل الثوار حول ساحة القيادة العامة الي ( قليب بدر) الأشهر والشهداء في رحلتهم من المسيد الي القليب نسأل الله لهم حسن القبول وأن ينزلهم العزيز القدير عند عظمته في منازل الشهداء مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
وتقبلوا أطيب تحياتي .
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد