مقتطفات من مذكرات راحلنا رئيس البوسنة

* «إن كان الندم صادقاً فهو من أرفع درجات الأخلاقية. وفي رأيي أن الإنسان إذا أخطأ وندم على ذلك فهو أفضل من ذلك الذي لم يخطئ ذلك إن وجد مثل هؤلاء أصلاً. وكنت أحاذر دائماً دائماً من أولئك الذين يطلق عليهم غير الخطائين. ورغم رغبتي الأكيدة لم أكن مستطيعاً التحرر من عدم اليقين هذا ربما لأني شخصياً لست بلا أخطاء ولست كاملاً».
* «ليس الرجل الحق بالشخص القاسي. فلمثل أولئك الرجال عواطفهم التي لا يخجلون منها. أبطال هوميروس المشهورون والذين وصفهم هوميروس وصفاً حياً في أعماله البطولية لا يخفون الدموع. عندما رأى «باتروكلو» كيف يقتل مواطنوه الآخيون عند طروادة انحدرت الدموع على خديه مثل ماء على حجر صخري فيقول له أخيل: لماذا تبكي يا باتروكلو مثل فتاة تركض وراء أمها وتبكي، لأن الأم لا تمسك بيدها؟ ولكن عندما قتل «باتروكلو» وقع أخيل على الأرض وناح بشكل مؤلم حتى سمعته أمه «تيتيدا» في أعماق البحار وبكى أنتيوه بدموع حارة ساخطة. أبطال هوميروس لم يكونوا أقل رجولة بسبب هذه الدموع».
* «من أجل حياة أفضل.. شعار وهدف يعمل الإنسان من أجله، ولكن لا يمكنه الموت من أجل ذلك فلا يضحين الإنسان إلا من أجل شيء أكبر من مستوى الحياة.. بغض النظر إن كان المضحى من أجله في بعض الحالات وهماً أو خطأً. وتحدث التضحية في الحقيقة من أجل شيء يقع في مقام الأشياء نفسها مثل الموت، والحب، والكرامة، والحرية والاستقامة، والجاه، والفكر، والوطن وما شابه ذلك. التضحية بالحياة هي بشكل عام عمل غير عقلاني، فهي إنما تتم بدافع المشاعر لا بدافع العقل».
* «إذا فهم الإسلام على نحو صحيح، ففيه أن الإنسان الحق أكبر من القديس، وأن القديس هو الإنسان الذي ربما يكون قد قام بالمحاولة ولكنه لم ينجح في أن يكون رجلاً كاملاً. ومن يقرأ سيرة تولستوي فستهزه قصة «النضال» الذي استمر لثمانين عاماً، وقد تداخلت فيه كل الفضائل والرذائل.. كلها ما عدا الكذب..«رولاند».. وعندها نفهم كيف أن السيرة الذاتية لأحد القديسين من غير الخطائين، إن وجد مثل هؤلاء، كانت باهتة ومثيرة للملل وحتى كاذبة تجاه حياة هذا الإنسان الحق. وكذلك نفهم الحياة الدرامتيكية للكاتب الكبير على أنها ما أراده الله له، وأنها السبب وراء أمر الملائكة غير الخطائين بأن يسجدوا أمام الإنسان الآثم».
* «خلافاً للحيوانات وهبنا الله هبة القامة المستعدلة.. إلا أن كثيراً منا لا يستفيد من تلك الهبة الربانية إذ هم منحنون طوال حياتهم.. أو جالسون القرفصاء ولا أعلم كيف يقدرون على ذلك؟ أليس في ذلك رفض وكفر بتلك النعمة الجليلة؟ أن نغدو ونحن رافعي الرؤوس ومنتصبي القامة..».
* اللهم إرحم كاتب كتاب: «طريقي إلى الحرية ـ مذكرات من سجن فوجا ـ 1983 ـ 1988م» راحلنا علي عزت بيقوفيتش رئيس البوسنة.
رندا عطية
[email][email protected][/email]
بارك الله فيك على هذا الكلام الجميل
«خلافاً للحيوانات وهبنا الله هبة القامة المستعدلة.. إلا أن كثيراً منا لا يستفيد من تلك الهبة الربانية إذ هم منحنون طوال حياتهم..
كلام زي العسل