ماكوندو ،قرية في الجزيرة

دائما كان ذلك اليقين التام ،بان ماكوندو انما هي قرية بكل مكان،نفس بيوت القصب والقضار ،الاكواخ والرواكيب،المبعثرة في كل الانحاء،بل ان الحجارة البيضاء والملساء هي نفسها،التي تنساب عليها مياه خور ابي عنجة او نهر شيري في مجاهيل افريقيا البعيدة.
ما الذي حدث هناك امام فصيل الاعدام ولم يحدث في اماكن اخر،الف اولاندو بوينديا والف حلم وحنين،،ليت ملكيادس يطل اللحظة ليحكي عن تفاصيل ايامه بامدرمان القديمة،،المقاصل هي المقاصل،ولا حتي شولة فارغت موضعها منذ مذبحة عمال السكر وحتي تبعثر اجساد الصبايا في الخرطوم امس القريب،،كل لم يحدث بفرمان رئاسي،كما تصنع القداسة بامر من السلطان…
الحقيقة انه هو هو،،ذلك مما ادركه جوفينال اوربينو،او فلورتينو اديثا،اورسولا اوحتي مرسيدس،،انه موجود في كل مكان،،حين رفت العقبان علي شرفات القصر الملكي،،حيث انتظر الجنرال كتابا لم يجئ،او حين ابحرت فرمينا داثا علي سفينة لسان خوان…
نفس الرجل الغريق يتكرر في كل الانهر..
نفس اللصوص الذين يبدون كقديسين. ،،صديقنا غابو الذي يعرف كيف يلعب لعبته الخطرة،،التواجد في كل الاماكن في نفس اللحظة مع كل الاشخاص،،،طوال الازمنة،،ولذا هزم العزلة ،وانتصر للحياة…
الحقيقة دائما ما عن لي ان ماكوندو هي حلالنا نحن،اكثر من اي مكان اخر،،وانه حاكينا العظيم…
علي عمر 87 وحياة عظيمة ترجل حبيبي وصديقي ماركيز،،الرجل الذي هزم الضجر ،والملل،النسيان واعاد للحياة بريقها وشحنها بالحب والنضار،،الان يترجل صاحبي الذي صحبته منذ ان كانت ماكوندو قرية صغيرة من القصب والقضار،منذ ان كان الكون غامضا ملئيا بالاسرار،وملكيادوس يعرف كيف يحرك روح الاشياء..
لقد كنت معه،، ومعي صديقي عفيف اسماعيل شهودا امام فصيل الاعدام،عذابات اورسولا مع رجل يهزم الضجر بالاختراع،،حين اخفيت مذبحة عمال السكر،،بل كنا هناك امام شرفات القصر الرئاسي،حيث راينا طيور العقبان ترفرف داخل شرفات وغرف القصر والبقر والحيوانات تجوس فيه،،،ورايت بام عيني نهرا يختفي وشهدت مومسا يحتفي بها بامر رئاسي كقديسة…
كنا هناك في مجلسه ضحايا لاحاييل التوق والحنين،هناك حيث انتصر الحب في ازمنة الكوليرا،هناك نشهد الموت المعلن ونجالس الجنرال في عزلته منتظرا دهرا لم يجئ،،،
كنا هناك نشهد باعيننا الدكتاتوريات والجنرالات يضاجعون جندهم ويصلبوهم في الصباحات،،،كيف يبيع اللصوص المدينة….
كنا معه وهو يعيش ليحكي…
ولابد من وداعه بما يستحق…
عبدالعزيز عثمان
[email][email protected][/email]
هى هى يا سيدى فأزمان الفقراء تتشابه ومصائرهم كذلك ,, وكذلك الطغاة نهايتهم واحدة ,, ويتشابهون كذلك فى كل شىء ,,, تحية لعفيف أسماعيل أبن الحصاحيصا العظيم ,, كنا فى دار التحالف فى الحصاحيصا نعقد أول مؤتمر لطلاب الجبهة الديمقراطية بمدارس الحصاحيصا الثانوية فى أواخر الثمانينات ,, كنا صبية ممتليئن حماسا وحبا ووطنية نزهو بشبابنا وبالغد الجميل وجاء عفيف اسماعيل يحضر ليلتنا الختامية وقدمت له بأستحياء دفاتر كنت أظن أننى اكتب فيها شعرآ ليقول رأيه ,, كنا كالفراشات ,, لا أظنه يتذكر ذلك الااان ,, فقد وئدت احلامنا وأحلام الوطن الذى أصبح خرابآ ينعق فيه البؤم ,, وقبرت أحلامنا فى مقبرة الرجعية والفساد واللصوصية ,, الا قاتل الله الكيزان الذين احالوا دنيانا جحيمآ بأمتياز وجعلوا الوطن مقبرة ,,