ما هي الخيارات التي تركتها حكومة المؤتمر الوطني للنوبيين

منذ ان اعلنت الحكومة نيتها في بناء سدود شمال السودان، اي الشريك وكجبار ودال، لم تقدم للناس اسباب مقنعة لقيام هذه السدود، بل حصرت حجتها في انها للتنمية وللكهرباء دون شرح لماهية التنمية او جدوى انتاج الكهرباء من هذه السدود بعد تجربة سد مروي.
المهندسون المتخصصون في هندسة المياه والسدود من ابناء النوبة يرفضون هذه السدود بشدة ويؤكدون عدم جدواها وان اغراق حضارة تعد من أقدم الحضارات الانسانية من اجل تنمية لا نعرف ماهيتها، كارثة بكل المعايير الاقتصادية والسياسية والانسانية.
وقبل ان افصل الاسباب التي تجعل النوبيين يرفضون هذه السدود اريد ان اخاطب الشعب السوداني كله، طالبا منهم الاهتمام بهذه القضية لأنها قضية قومية وليست قضية محلية تخص النوبة. منع قيام هذه السدود واجب وطني علينا جميعا، وذلك لان تكلفة هذه السدود التي ربما تفوق اربعة مليارات من الدولارات، عبئ جديد على الشعب السوداني كله، وبصفة خاصة الاجيال القادمة.
النوبيون بكل فئاتهم، وبصفة خاصة المتخصصون في هندسة المياه والسدود، يرفضون قيام السدود للاسباب التاليه:
1. الآثار السالبة لهذه السدود لا يمكن الغاؤها (irrevocable)، بمعني انه لو تبين لنا عدم جدوى هذه السدود ستظل الآثار السالبة باقية وهي ان الارض التي تغرق لا يمكن استعادتها حتى وان تم تدمير السدود، كما ان فاقد التبخر سيظل “متبخرة” وكلنا نعلم ان فاقد التبخر لها اثار سالبة على الاقتصاد بل وعلى المستوي السياسي.
2. الخيارات البديلة لتحقيق الفوائد المرجوة من هذه السدود، أكثر من خيار، وكل هذه الخيارات لا تؤدي الي السلبيات التي تتسبب فيها السدود. في الإمكان انتاج كمية الكهرباء المتوقعة من السدود بخزانات صغيرة على الشلالات لا تغرق الأرض لكنها تنتج الكهرباء، وذلك إضافة لبدائل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي لن تكلف مليارات الدولارات.
3. يعتقد أبناء النوبة العلماء ان هذه السدود غير مجدية اقتصاديا وفيه اهدار كبير للمال العام الذي يمكن الاستفادة منه في مشاريع تنموية. وقبل شهور ايد هذا الراي وزير المالية السابق في حديث للصحف عندما صرح بانه ضد قيام السدود لأنها غير مجدية اقتصاديا وفي انشائها اهدار للمال العام.
4. المعروف تاريخيا في إدارة وزارة الري انها عندما تشرع في مشروع كالسدود، تجري دراسة الجدوى العلمية، وبالتنسيق مع وزارة المالية والوزارات الأخرى ذات الصلة تدرج المشروع في الخطة الشاملة للدولة والتي تسمي (الماستربلان)، وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة التنفيذ. وهذه السدود المقترحة تقترحها وحدة السدود التي تنقصها المعرفة العلمية والخبرة العملية. هذا على المستوي المحلي، اما على المستوي العالمي فقد أنشأ البنك الدولي في عام 1979 لجنة خاصة بالسدود، اختير لها كبار علماء الهندسة المائية، ليدرجوا السدود ذات الجدوى في خطتهم، ولا مكان لسدود الشمال في هذه الخطة العالمية.
5. إيجابيات هذه السدود والتي تتركز في انتاج الكهرباء، تتلاشي تدريجيا بمرور الأيام، بينما الآثار السالبة ابدية لا يمكن إصلاحها ابد الدهر. الكهرباء التي ستنتجها هذه السدود في جملتها حوالي 1000 ميقاوات، أي 15% من الكهرباء القومية. لكن المعروف ان الكهرباء القومية تحتاج الي زيادة 300ميقاوات كل عام. و هذا يعني ان الكهرباء المنتجة من هذه السدود بعد 30 عام ستكون 1% تقريبا من الطاقة المطلوبة قوميا. فهل يعقل ان نغرق جزءا عزيزا من الوطن، ومعها آثار أكبر حضارة إنسانية لمثل هذا الغرض!!
6. اما السبب الأخير فهو متصل بسد النهضة، الذي سيغير طبيعة النيل، ويجعل كل الدراسات الخاصة بالسدود لاغية وفق التغيرات التي ستطرأ على نهر النيل ومنسوبه وتدفق المياه فيه. هذا السد الذي سيكتمل بناؤه في العام 2017 يجعل أي مشروع سد على النيل لا جدوى له.
هذه هي الأسباب التي أوردها المهندس مصطفي عبد الجليل مختار، و في امكانكم الاستماع لآرائه هذه علي اليوتيوب علي اللنك: [url]https://www.youtube.com/watch?v=9rTZmXtE6IA[/url] عندما اعلنت الحكومة بنيتها في بناء هذه السدود، اعترض المواطنون بعفوية ناتجة من صعوبة قبول امر الهجرة، خصوصا وتجربة حلفا ماثلة امام الناس بسلبياتها الكثيرة. في هذه المرحلة تعاملت الحكومة مع اعتراضات المواطنين، كأنها تتعامل مع أطفال في مدرسة أساس: هذه ليست نية مؤكدة بل دراسات أولية، ولن يتم انشاء السدود الا بموافقة المواطنين. وعندما أصرت وحدة السدود، واكدت قيام السدود، أراد الناس ان يعبروا عن معارضتهم بصورة سلمية وحضارية، وكان ذاك الموكب الذي تصدت له أجهزة الامن بعنف استخدموا فيه (shoot to kill) فاستشهد أربعة من شباب النوبة وهم في عمر الشباب والعطاء!
وظلت جماهير النوبة تؤكد رفضها للسدود وتطلب سببا لإنشائها، وظل رجال الحكومة يكررون نفس الكلمات: التنمية والكهرباء!!
و في رايي ان الحكومة تفكر في هذا الامر بذهنية تلغي راي المواطنين، و بعناد يؤدي دائما الي استفزاز الجماهير و كأنها تقول: تظاهروا و احتجوا ما استطعتم فالحكومة ماضية في تنفيذ هذه السدود!! لماذا يا تري؟!! لماذا لا تقوم الحكومة بتفنيد الاعتراضات العلمية المنطقية التي يسوقها علماء من أبناء النوبة؟!!
ان الحكومة بتجاهلها لاحتجاجات النوبيين، انما تفعل ما يقوله الفرنجة (have taken them against the wall) أي قادتهم الي حائط لا يمكن تجاوزه.
وهنا يتبقى للنوبيين خيارين فقط لحماية ارضهم وممتلكاتهم وتاريخهم:
1. اسقاط النظام لكيلا تقوم السدود
2. او الانتظار حتى بدء العمل في السدود وعندها تتدفق الجموع البشرية شيبا وشبابا، نساءا وأطفالا وارووا النهر بدمائكم لكيلا تكونوا شهداء على غرق الأرض الطيبة وكنوزها.
هذا ما تدفعون اليه الشعب النوبي يا حكومة المؤتمر الوطني، فتأملوا هذه الخيارات جيدا وتفكروا في مالاتها.
اما اهلي في ارض النوبة هذه هي الخيارات المتاحة فانظروا ماذا أنتم فاعلون.
رب ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق والمرسلين.
[email][email protected][/email]
لو علم أهل السودان كم هو الضرر البيئي الناجم من قيام السدود لقاموا بهدمها على رؤوس منشئيها. إن أكبر أسباب التغير المناخي هو قيام السدود ، وكفى بالتغير المناخي جالباً لكل الكوارث البيئية. إن قضية رفض قيام السدود ليست قضية تخص القبائل المتاخمة والمتضررة مباشرة من قيام السدود ، وإنما هي قضية تخص في المقام الأول كل الطبقة المستنيرة والمثقفة في السودان.
بالأمس القريب قامت الدنيا ولم تقعد بسبب التغير المناخي ، وعقد مؤتمر في فرنسا بذات الشأن ، وبرزت مخاوف العلماء في تفشي الجوع وإنعدام الغذاء بسبب التغير المناخي ، ونحن في السودان يصم علماء البيئة آذىنهم ويتعامون ، ولا نسمع لهم صوت تجاه رفض قيام السدود وهم يعلمون مدى خطورة إنشاء السدود من ناحية بيئية.
للأسف الشديد أتى رفض قيام السدود فقط من أبناء النوبة بأعتبارهم أصحاب الأرض وصمتت كثير من الجهات المعنية بالأمر -المجلس الأعلى للبيئة- من إبداء الرأي وتنوير المواطن البسيط عن خطورة إنشاء السدود. يتبدى فلاح علماؤنا فقط في الذهاب إلى المؤتمرات خارج البلاد ن وحينما يأتي دورهم التوعوي والمناهض لجشع الحاكم تراهم كالنعامة الربداء تجفل من صفير الصافر.
من اجمل المقالات-نعم الحكومة لم تترك شيئا للنوبيين كيف يعتدي قذم تم تاجيره للعمل بالامن السري لضرب دبلوماسي في قامة السفير ابراهيم طه ايوب ومولانا القاضي المعروف وفي سنه وهم أهل سلم لا يرفعون الا لافتات تندد بقيام السدود-أتقوا غضب الرجل الهادي ايوب ولا تنسوا ان صوته من سفارتنا في كينيا كان ايذانا بزوال دولة نميري-ثم اتقوا الله في الشعب السوداني ولا تهينوا رموزه وقدواته وانتم تظنون انكم بالقوة الخارقة وأن لا احد يستطيع محاسبتكم وقولوا أين ذهب جارنا حكيم افريقيا ومفكر ليبيا القائد قذافي وكيف قضي نحبه..
من اجمل ما قرأت في شأن السدود
شكرا عزيزي
هؤلاء النفر المتسلطين بلغت بهم الفرعنة لدرجة أنهم لايأبهون بهذا الشعب الكريم ولا يعنيهم في كثير أو قليل، فما بهمهم هوما يحقق مصلحتهم حتى لو كان الثمن فناء الشعب الفضل!!!
الحكومة بدم بارد تقتل كل يوم الشعب السوداني بزيادة معاناته بالغلاء
الحكومة بدم بارد تقتل كل يوم اهل دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق
وتقول لكم الحكومة يا ايها النوبيون انتم لستم افضل مما نقوم بقتلهم في وضح النهار وبمباركة لجان امبيكي والاتحاد الافريقي
سيقتلوننا ويقيمون سدودهم
ولا يهتمون بكلامنا ولا بمناهضتنا ولا تاريخنا ولا تراثنا ولا لغتنا ولا حضارتنا
هذه الحكومة اختارت أسوأ واحقد انواع البشر لادارة امور البلاد والعباد
لذلك اقول للنوبيين استعدو للمواجهة
والمواجهة مقبلة
وسنقلب ارض النوبة حمم وبراكين علي الطغاة الغاشمين
علي اجسادنا وبعد ان نروي النيل بدمائنا الطاهرة ولم يبق منا احد
عند ذلك يمكن ان يقام السد المشئوم ويكتب علي جدران هذا السد استشهد النوبيون ولم يبق منهم احد،،،،
وفوق هذا وذاك منذ متي كانت هذه الحكومة مهتمة بالاستثمار في الولاية الشمالية وكل المشروعات بالعون الذاتى فلتسحب الحكومة خيولها وخيالها فنحن فى غنى عن استثماراتها