الحبة ما بتجيك

العصب السابع

(الحبة ما بتجيك)

شمائل النور

هل يُعقل أن يمنحك الشرطي الذي هو تحت إمرة الحاكم الذي سوف تثور عليه في شارع الله، هل يُعقل أن يمنحك هذا الشرطي إذناً بهذا.؟.. التصديق هو الطريق الشرعي الوحيد لتسيير المسيرات-من وجهة نظر الحكومة- وعدم الحصول على هذا التصديق من الشرطة هو الذي يعطي الحكومة التي تملك الشرطة الشرعية والحق في ضرب المسيرات بأية طريقة تراها الحكومة مناسبة، لذلك فالحكومة تخاطبنا نحن كالأنعام وتقول إن هذه المسيرة لم تتبع الإجراء المطلوب، والذي لا يملك عقل، يضحك على هذه الحجة المستفزة. قبل أيام ليست بعيدة تحدث نائب الرئيس علي عثمان محمد طه أمام جموع الإعلام فقال مقولة توقف عندها كثيرون مفادها(إن الحكومة التي تخشى الحرية لا مستقبل لها) حتى حسبنا حينها أنها دعوة خبيثة مبطنة تحث الشعب على الخروج على هذه الحكومة التي بالفعل اتضح أنها تخشى الحرية وألحقها بـ(من يريد التظاهر عليه اتباع الإجراءات) وهو يعلم أن الإجراء لا يمكن الحصول عليه. هذا من باب الإجراء القانوني غير المنطقي. المسيرة التي كادت أن تسيّرها أحزاب المعارضة أمس بميدان (ابو جنزير) والتي لم تقم أصلاً وأجهضت في لحظتها.. جهزت لها الحكومة ما أوتيت من قوات قمعية لدرجة تشك أن هذه القوات هي التي ستتظاهر وان المتظاهرين هم الذين سيقومون بدور القوات الشرطية لأن المعادلة بين القوات والمتظاهرين أكثر من مدهشة، ما يجعلك تجزم أن الحكومة (أمورها بايظة) فطالما أنها تحشد تقريباً كل قواتها لتظاهرة (أبو جنزير) إذاً من السهولة بمكان أن تنزاح في ليلة واحدة. هذا إذا استندنا على الحكمة التي قالها نائب الرئيس. ما يُحير أن الحكومة على قناعة راسخة وإيمان لا تشوبه شائبة بأن المعارضة لا تقوى على أن تفعل شيئاً يزعزع مضاجع الحكومة أو حتى يسبب لها مجرد إزعاج، ولا تمل الحكومة التصريحات العنترية التي تتباهى فيها بضعف أحزاب المعارضة، والشعب على يقين بهذه الحقيقة ولا يعول على الكثير من أحزاب المعارضة في صنع التغيير ولا يحسبها معارضة في الأساس،،، وكذلك الحكومة تعيش على حقيقة أنها أتت بخيار الشعب والشعب هو من اختارها عبر صناديق الإقتراع، فلماذا لا تجعل الحكومة من هذه التظاهرة معياراً حقيقياً لوزن أحزاب المعارضة في الشارع مقارنة بوزن الحكومة التي أتى بها الشعب، لماذا لا تضع الحكومة الرحمن في قلبها وتتيقن بأن يخرج أكثر من نصف الشعب ليؤيد بقاء الحكومة طالما انه أتى بها بيده. ما حدث بالأمس يجعلك تعيد الحسابات الثابتة، فإذا كان النظام يخاف على نفسه من السقوط بسبب تظاهرة (أبو جنزير) ويقمعها بهذه الطريقة ويمنع المصورين من التصوير بل ويصادر أجهزتهم إن هم فعلوا ذلك، فعلى الحكومة السلام… وهنا يجدر بنا أن نُهنئ أحزاب المعارضة ونقول لها كما قال الإعرابي السوداني إن كانت حكومتك تخاف التظاهرات قبل أن تُولد (الحبة مابتجيك).

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..