تنصيب (راعِي البقر)..!

من الصراعات التي تستعلِن ذوي السمت الديني عموماً، صراع السجادة، وهو صراع يقع داخل الدائرة اللصيقة بالشيخ، ومرماه الزعامة أو الخِلافة، التي غالباً ما يحسم أمرها الشيخ، قبل وفاته، جاء في سيرة الشيخ أبوالقاسم الجنيد بن الشيخ علي النيل، أن أبا القاسم كان أمياً كجده الهميم، الذي كان يحفظ من القرآن (إلى حد الزلزلة).
حين دنت وفاة أبيه قالوا له: مَن الخليفة بعدك؟ فأشار إلى راعي البقر، وكان يعني أبا القاسم الذي (كان مشغولاً برعاية البقر، وقميصه أسود معبِّسْ.. قالوا الشيخ..أكبرنا وأعرفنا بالله، إن كان ما رأى فيه خيراً ما ولاه علينا.. قال لهم الشيخ الجنيد: العندي عنده، واليخالفه خالفني في قبري).
هنا، تبدو الخلافة كالتوريث المُعتمد لدى الزعامات القبلية، لكنه توريث بالأصطفاء بعد تمحيص، لكنه وراثة مبرأة من الجاه والمال، وتقوم على الجدارة الروحية أولاً، فقد قال الشيخ حين اختار لهم أبا القاسم: (حقيقة الولي يرشد مُقبل ومُدبر ونَهَمه وضمَّه إليه).. أي أنه استدعاه، وأعطاه السِّر،لأن له ذاتاً تحتمله،، ولهذا فضّله على أخوته حفظة القرآن.. أنظر الطبقات، ص70.
والنُّصرة في ثقافة التصوف تكون لحامِل (السِّر)، الذي يُحظى بالبركة، وغيرها من أمارات انتقال الخلافة من السلف إلى الخلف.. تلك الأمارة- ذاك السِّر- ينتقل بالإشارة أو التلميح أو التصريح، بالاختيار أو بالمبايعة.. تلك الإمارة، تكون في كثير من الأحيان هي فرض لإرادة الكبير لما يراه مناسباً لمستقبل دائرته.. بيد إن البعد الروحي لزعامة الطريق يفترض ألا تُنال الزعامة بمنطق القوة المادية، لأن الركون إلى هكذا منطق، يعد نكوصاً عن التطلع إلى المقامات، حيث الرائد فيها، هو صاحب المقام الأعلى..أنظر: علي المك، مختارات من الأدب السوداني، ط 3، دار الخرطوم للطباعة والنشر والتوزيع، الخرطوم/ يونيو 1997، ص104..حيث تقرأ للفيتوري في هذا المعنى:(لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا / لن تعرفنا مالم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا / أدنى مافينا قد يعلونا يا ياقوت/ فكن الأدنى تكن الأعلى فينا).
والصراع على السجادة قد تتكشف بعض مظاهره للناس، حين يحتاج طرفاه إلى حشد التأييد.. والتحشيد وسيلة غير مرغوب فيها روحياً، لأنها تعني ترجيح ميزان التنافس بالزعامة كما لو أنها مُلك، لذا وفي مثل تلك الحال، يُشاع أنجاز أحد الأطراف لكرامة يبذ بها غريمه.
فى أجواء الكرامة، يتوشح الصراع بالقدسية، فتكُف الكرامة يد التقاتل حتى لا يقع سفك للدماء، كما هو الحال في الصراعات القبلية.. وقد فعلها الشيخ صغيرون في صراعه مع أولاد أخواله على سجادة أولاد جابر.. ففي خضم الصراع بينه وأولاد أخواله، تدخل ملك الشايقية زمراوي، فعطبه الشيخ صغيرون.. ووفق ما نقل ود ضيف الله، أنه (أغشي عليه فوق جواده)، ثم عفا عنه بعد ذلك، و(عَزَمَ له فعوفي، وقال الشيخ: هذا ما مِنِّي، من اخواناً ليَّ).. أي أن ما أصاب ملك الشايقة من إغماء، كان غارة أرواح تُناصِر الشيخ صغيرون في صراعه ضد غرمائه.. أنظر : الطبقات، ص235.
إن الكرامة، وإن كانت تخفف أوار الصراع، لكنها لا تلغيه، إذ تظل لكن جرثومته حية كما نرى في سيرة أولاد جابر وأحفادهم.. فقد نشب داخل هذه الأسرة، بين أبناء صغيرون أنفسهم.. نشب الصراع بين ابنه الزين، وأخوته على وراثة مجد الأب- صغيرون- لأن الكرامة أمرٌ فوقي، يُكفكف أطراف الأسئلة، ويُلغي الحوار والتفاهم، فتبقِى في النفوس (شيئاً من حتى).. أما حشد التأييد، أو تصور اللجوء إلى الجماهير، بما يعني الفوضى والاحتراب، فيمكن أن يقابله (تبيُّنْ) الأحق بالزعامة، وذلك التّبيُّن يُعد السبيل الأمثل، لتماسك الكيان..
اخر لحظة
يا هوووووووووووووووووووووي قولها واضح انت داير تقول ترامب ( كابوي )
دين الله ليس فيه أسرار و هذه الاسرار المدعاة مجرد كذب و افتراء لالهاء العامة الجهلاء .
على الأقل تم تنصيبه بديمقراطية كاملة الدسم ، شوف رئيسك النصبه منو ، بطل حركاتك دي وخليك في حالك يا كوز يا معفن .