مشروعية الحركة… وشرعيتها!ا

مشروعية الحركة… وشرعيتها!

محمد لطيف

لن تجد مسوغا موضوعيا يبرر لبعض رموز المؤتمر الوطني رفض مبدأ استمرار الحركة الشعبية كحزب سياسي في الشمال… وفي المقابل لن تجد لقادة الحركة حجة مقنعة للتمسك باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان… في الأولى، فانفصال الجنوب وقيام كيان سياسي مستقل فيه لن يغير حقيقة أن الحركة الشعبية كانت تضم في من تضم قطاعا عريضا من المواطنين ينتمون إلى السودان الشمالي، ولن تسقط عنهم الجنسية وتحجب حقهم في التمتع بكامل حقوق المواطنة لأنهم يحملون أفكارا ترتبط بالسودان الجنوبي… ثم إن هذا المؤتمر الوطني ظل وما انفك يؤكد كل صباح أنه الحزب صاحب الأغلبية الكاسحة في البلاد… فما الذي يزعجه في استمرار الحركة كحزب سياسي… ثم إن هذا المؤتمر الوطني ظل يصارع الحركة الشعبية طوال ست سنوات هي سنوات الانتقال، فلم تفهم الحركة في ما يجري (عدلا ولا صرفا) في وقت كانت تخوض فيه ذلك الصراع بخيلها وخيلائها… فما الذي يزعج المؤتمر الوطني وما تبقى من الحركة في الشمال لا يتجاوز نصفها في أكثر التقديرات تفاؤلا…؟؟!
ليس هذا فحسب.. كيف ينظر منظرو المؤتمر الوطني إلى الوضع في النيل الأزرق التي يتربع على حكومتها بالدستور والقانون أحد رموز الحركة؟… أليس من الأفضل للحزب الحاكم وللبلاد أن يقود النيل الأزرق حزب معروف معترف بشرعيته بدلا عن محاصرته وتحويله إلى (تمرد تحت الأرض)؟… ثم كيف ينظر المؤتمر الوطني إلى الوضع في جنوب كردفان؟ ألم يكن السبب الوحيد للاستقرار النسبي الذي تشهده المنطقة الآن هو ذلك التوافق الذي حققته القيادات المحلية للشريكين؟ أليس الأمر ما يزال في حاجة لاستمرار قدر من ذلك التوافق؟ فكيف تصادر حق الحزب في البقاء ثم تبحث عن توافق معه؟
أما الحركة الشعبية الجديدة فآن لها أن تعترف أن مشروع السودان بذلك التصور الذي جاءت تحمله الحركة الشعبية لتحرير السودان، لا نقول قد فشل، لأنه لم يجد فرصة للتطبيق أصلا… فالواقع أنه وئد… بفعل أصحابه أولا.. وبفعل من حمّلوه ما لا يحتمل من أحلامهم وجلسوا يتفرجون ثانيا… وبفعل المؤتمر الوطني أخيرا… لذا، فخير لقادة الحركة في الشمال أن يصيغوا مشروعا يلائم المرحلة بشعار جديد واسم جديد…!!

الاخبار

تعليق واحد

  1. ( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) هذه الأحرف الأربع لا تمت للجنوب بصلة من ناحية لغوية أو معنوية وبالتالي لا يضير الحكومة إن تمسك هذا الحزب باسمه خاصة وأن عضويته لا تشمل أي شخص من دولة جنوب السودان .
    ومن المؤكد أن إعتراض المؤتمر نابع من عقدة فقط يعني مكشن الحركة التي تخلق له عكننة كما قال وزير الأعلام بولاية النيل الأبيض .

  2. الأستاذ / محمد لطيف

    مسألة تكوين وتسجيل الأحزاب مسألة حقوق مضمنة في الدستور والقانون ، لذلك يفترض تناول الموضوع من هذا المنطلق فقط . وما عدا ذلك يعتبر نوع من اللف والدوران الذي يخدم في النهاية طريقة وعقلية النظام في الوصاية على الشعب وإرادته.
    ليس من حق المؤتمر اللاوطني أن يسلب الآخرين حقوقهم بهذه الطريقة القذرة واللا أخلاقية ، ناهيك عن مخالفتها للدستور والقانون . هل نسى الناس أن إسم المؤتمر الوطني كان لحزب تكون بعد الإنتفاضة في أبريل 1985م ؟ ثم قام الإسلاميين بسرقة الإسم جهاراً نهاراً وعنوة ، بإعتبار أن الإنقاذ تجب ماقبلها على حد قول أحد منظريهم !!! وهل نسينا أنهم كيف حصلوا على حكم قضائي بهذا الشأن من قاضي ليس له زمة وعديم الأخلاق ؟!!!
    ثم أن أصول كل الإسلاميين فكراً سياسياً على الأقل من خارج البلاد ، ألا يقدح هذا في تنظيماتهم قانوناً ؟ ومعروف أن الحركة الشعبية فكراً وتنظيماً سياسياً، سودانية صرفة . وصح عليهم المثل العامي ( جدادة الخلا طردت جدادة البيت)
    مالكم كيف تحكمون أيها ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..