شيشية النواعم.. مزاج أم نوع من الـ(برستيج)

الخرطوم: محاسن احمد عبد الله
مؤخراً انتشرت ظاهرة تناول الفتيات لـ(الشيشة) في الأماكن العامة على مرأى الجميع في مناطق متعدد من الخرطوم، عكس ما كان في السابق عندما كن الفتيات يتناولنها في الخفاء تفاديا لنظرات الإستغراب واستنكار المجتمع لذلك الفعل كأنما ارتكبن جرما شنيعا نسبة للعادات والتقاليد السودانية التي لا تسمح بالتدخين علنا للنساء، خاصة في العلن، فيما تري فئة أن ما يقمن به يدخل في باب الحرية الشخصية لكن حتى هؤلاء يرون ان تدخين النساء لـ”الشيشة” يجب أن تكون في اماكن خاصة مغلقة كما يحدث في كثير من البلدان العربية، فيما تري فئة أخرى أن لا غضاضة في الأمر سواء كان فى مكان خاص أو عام ما دام الأمر يتعلق بمزاجها.
(٢)
(السوداني) استطلعت مجموعة من الفتيات في جامعة النيلين فقالت الطالبة ميادة الهادي “لدي زميلات يدخن الشيشة في محل شهير بالخرطوم ويذهبن يومياً بعد نهاية المحاضرات وعندما إنتقدتهن بإعتبار انها لا تشبههن كإناث كان ردهن بأن الأمر شخصي و لا داعي للتدخل”
لكن الطالبة (م،ح) أقرت بأنها تدخن الشيشة في الخفاء بأحد المحال الشهيرة بمنطقة أمدرمان وأسرتها لا تعلم بالرغم من مرور خمسة أعوام على تدخينها للشيشة، واضافتا “انا زولة خرمة والشيشة بتونسني ودي حريتي ما لم الحق الضرر باخرين”.
(٣)
“انا أدخن الشيشة بعلم زوجي و ما عندي قضية بكلام الناس”..هكذا بدأت الطبيبة (ك،م) حديثها وواصلت “كنت في البدء أدخن السجائر بادمان شديد فأصبحت أصاب ما بين الفينة والأخرى بالتهاب حاد فنصحني زوجي بالإقلاع عن التدخين وبالفعل تركته لمدة عام كامل إلا أنني عاودت مرة بتدخين الشيشة ولم يعارض زوجي”، واشارت الى أن نظرة المجتمع لمدخنات الشيشة اختلفت كثيرا وأصبحت إيجابية عكس السابق لانها شأن خاص و نوع من البرستيج”
(٤)
(ف،ك) سيدة تبلغ من العمر خمسة واربعون عاما تعمل موظفة بشركة خاصة أكدت لـ(السوداني) أنها تمتلك ثلاث “نارجيلات” بمنزلها لها ولزوجها وابنتها، مشيرة الي أن الغالبية العظمي من اسرتها فتياتها ونساءها يدخن الشيشة أمام الأهل، وفي المناسبات الخاصة بهن يتناولها في مجموعات بتوزيعها توزيعا عادلا بينهن، لذا الأمر عادي بالنسبة لهم
(٥)
عدد من الشباب الذكور أكدوا رفضهم الحاسم بتناول الفتيات للشيشة باعتبارها أمر يخص الذكور أكثر من الاناث وأنهم يشعرون بالحسرة من تواجد الفتيات داخل الكافيهات بالقرب منهن لتناول الشيشة بجانب أنها تخصم من انوثتهن.
فيما اكدن بعض الفتيات الغير مدخنات بانهن يشعرن بالخجل الشديد و الاشمئزاز عندما يشاهدون فتاة تدخن الشيشة،موضحات بان الشيشة تقلل من أنوثة الفتاة فيما ينظر لها بعض الشباب نظرة سالبة مليئة بالشبهات.
(6)
من جانبه قال الطبيب النفسي مجتبي صغيرون ان أعداد الفتيات المدخنات في تزايد مستمر ولا يمكن حصرهم لان الكثيرات يدخن في الخفاء بعيدا عن الأعين، وقال “الغالبية العظمي من الفتيات اللائي يدخن الشيشة يشعرن بنقص ويعتقدن إن الشيشة تعمل علي تقوية شخصياتهن وإكمال نقصهن خاصة الفتيات اللائي يتعرضن للعنف الشديد داخل المنزل ليجدن حريتهن بممارسة الممنوع في الخفاء لأنه مرغوب بالنسبة لهن” واضاف “ترى فئة منهن أن تناولها فيه نوع من البرسيج والمواكبة ويتباهون بتناولها وسط رفيقاتتهن خاصة في الأماكن المفتوحة”، مبينا بالرغم من الاضرار الصحية الناجمة عن التدخين الا ان البعض من الفتيات يشعرن بأنها متنفسا لمشاكلهن و شعورهن بالارتياح الشديد و دخان الشيشة يرسم سحبا أمام أعينهن.)