مقالات وآراء

تمويل زيادة مرتبات الخدمة العامة بالجمعيات التعاونية

أسامة ضي النعيم محمد

هي من وحي تجارب سودانية وأخري من بنغلاديش ، معهد بخت الرضا بنسخته الانجليزية وضع منهج التربية الريفية ، الزراعة في الحقل من بين الحصص اللاصفية ، في اسرتنا الصغيرة استفدنا كثيرا من تطبيقها والاهم أنها كانت تدر علينا دخلا ونحن صغارا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، في مساحات البيوت الواسعة في أم روابة كنا نزرع جميع أنواع الخضروات من البامية والأسود الي الملوخية والجرجير ولم نكن نتحرج في بيع جزء من انتاجنا لأعمامنا من تجار الخضار( الخضرحية) في سوق أم روابه ، جزي الله خيرا والدنا المربي ضي النعيم – عليه رحمة الله – كان يحدثنا عن منهج بخت الرضا ، تصله الدوريات من هناك بانتظام ، نقل الينا تجاربه في الزراعة التي تعلمها في ذلك المعهد العملاق برزمانة الشهور القبطية  من توت الي مسري ، طوبة وأمشيرو برمودا وبرمهات تصلح فيها زراعة أنواع معينة من الخضروات وأخري تنبت في أشهر غير ولها كتيب دليل، كل تلك العلوم  تعاملنا معها تطبيقا علي أرض الزراعة في المنزل ونحن في المرحلة الاولية كما سميت في ذلك الزمان .

ثم أكررايراد تجربة الدكتور محمد يونس من بنغلاديش وهو استاذ الاقتصاد ، استطاع بالملاحظة وحسن التدبير نقل ريف بلاده الي تجربة عالمية ، التمويل عبر بنك الفقراء لم تكن الا حلا قدمه الدكتور محمد يونس لكسر حلقة الفقر في مجتمعه ، رفعته تجربة بنك الجرامين أو بنك الفقراء وحصل الدكتور محمد يونس علي جائزة نوبل في الاقتصاد والاهم أن تجربته نقلتها ولايات أمريكية عدة .

أجتر تلك التجارب كلما حدثني طبيب أو استاذ جامعي من معارفي عن ضآلة المرتب الذي يقف قاصرا عن سد فاتورة بندا واحدا من المصروفات ، ثم قراءة خبر رفض اساتذة جامعيون العودة للسودان بعد انتهاء دورة تدريب قصيرة منحتها لهم الجامعة في فرنسا ، لم أتحدث عن معاناة صغار الموظفين لان بعضهم تمكن من حلها بالعمل في السوق  ووفق أوضاعه، الوقت يستقطعه من ساعات العمل الرسمية بطريقة أو أخري ، تتمدد الاعذار من معاودة زميل مريض الي حضور واجب عزاء ثم جاءت جائحة الكورونا وسمحت بأعذار وأعذار لا تتاح للطبيب أو استاذ الجامعة، قلبي  علي البلاد يهجرها الاطباء وأساتذة الجامعات ويصعب تعويضهم بسهولة احلال موظف عام اخر، اجبار الاطباء وأساتذة الجامعات للعمل في دولة أخري – عندي- كما السودان الوطن يتبرع ويمنح تلك الدولة بلا مقابل نفقات تربية وتعليم وتمليك التجارب لاعداد ذلك الطبيب أوالاستاذ الجامعي ، السودان هنا كمن يبسط يده منفقا للمال وهو الاشد حاجة اليه ويقعد ملوما محسورا ويضرب المرضي أكباد الابل للعلاج في الهند ومصر.

بالرغم من محاولات حكومة الفترة الانتقالية تجسير الهوة بين رواتب موظفي الخدمة العامة وزيادتها بنسب غير مسبوقة بلغت 600% لملاحقة مؤشر صعود تكاليف المعيشة ، الا أن تلك معادلة يصعب تحقيقها  مع ضعف الناتج المحلي، تقليب الرأي يحتاج الي حلول غير تقليدية تضن بها كتب ومراجع الاقتصاد بل تحتاجها لتضمن في مناهج تمويل مالية الدول الاقل نموا ، من بين التجارب التي أشير اليها تتلخص في تشجيع الجمعيات التعاونية الزراعية بشقيها النباتي والحيواني لتصبح رديفا لوزارة أو مصلحة  الخدمة العامة لكفالة منسوبيها كتجربة مرحلة ومنقولة من تجارب بخت الرضا ، مع هذا الاجراء تدخل الجمعية التعاونية الممثلة لكوادر الوزارة أو المصلحة في تجربة الزراعة حول العاصمة أو المدن لصالح الاعضاء ، تتوفر اليوم شركات متخصصة في الزراعة بشقيها تقوم بالعمل بموجب تعاقد ، نسبة من انتاج الخضروات واللحوم والألبان توزع بنسبة الاسهم علي الموظفين من أعضاء الجمعية ويعرض  ما يفيض في السوق لتحقيق عائد ، العمل في الانتاج يشمل بجانب انتاج الخضروات تربية الدواجن والأنعام وصناعة تعليب الالبان وتجفيفها والاجبان . هكذا تقلص أجزاء من أعباء المعيشة.

الجمعيات التعاونية للوزارة أو المصلحة لا يقف نجاحها عند الزراعة بنوعيها ، مع تراكم التجارب والنجاحات يمكن آخذ تجربة الجمعية التعاونية لحل مشكلة الترحيل في الوزارة أو المصلحة لمنسوبي العمل ولربما تحقيق عوائد اضافية في صناعة الترحيل  وكذا لحل مشكلة الاسكان.

تجارب تمويل حوافز وتغطية نفقات الكوادر العاملة من أطباء وأساتذة جامعات عبر الانتاج الزراعي بشقيها وإنشاء مستشفيات ومراكز علاج متخصصة ستساهم في الاحتفاظ بالثروة البشرية داخل السودان وهي عماد نهضة الديار، الفكرة تبدو من ضرب الخيال وهكذا بدأت رحلات الفضاء والصعود الي القمر وصناعة الهواتف النقالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..