السودان يحتاج وابى سابى حقيقى

كم انتم رائعون أيها اليابانيون وقد اخترعتم لنا تقنية ( الوابى سابى) الجميله والتي نحتاجها حقا في حياتنا السودانية ؟
وقد يسأل سائل ما هي (الوابى سابى )أقول له انه نوع من الفنون اليابانية التي تصلح كل تشوهات القطع والآثار واللوحات الفنية القيمة والتي تتلف فتعيد جمالها من جديد .
وهذا الابداع الياباني الذي ظهر في القرن السادس عشر كان مهما ، وهو الوابي سابي wabi sabi
فان كانت الجمادات تتقبل كثيرا عمليات الوابى سابى ويعود رونقها وجمالها اليها من جديد فهل تتقبل اجسادنا ودواخلنا كبشر عمليات جراحية على طريقة الوابى سابي نستطيع من خلالها اصلاح كل الشروخ الخارجية والداخلية منها حيث تكثر معاناتنا .
وان كان ليس بالامكان اصلاح شروخات السودان السياسية بأجراء عمليات دقيقة من الوابى سابى على كل ساستنا وامراضهم السياسية المزمنة و التى قادت السودان الى اتون حروب وصراعات اكلت كل الاخضر واليابس ؟ الا باللجوء لليابانيين وتغيير الداتا حتى تكون مهيأة لذلك الأمر.
و بالامكان كذلك استخدام عمليات الوابى سابى لاصلاح تشوهات بيوتنا واسرنا وما
لحق بها من دمار عصرى تارجحنا فيه دون هدى فكان التفكك والانحلال الذى انتشر انتشار النار فى الهشيم
فلقد عرفت الخرطوم مكاتب للزواج وعرفت قتل الولد لابيه وحالات الطلاق الكثيرة وانتشار المخدرات فى الجامعات وتصاعد نسب الجريمة والغش والنفاق وسوء الاخلاق والغيبة والنميمة ( الشمارات ) وخطف الاطفال
حوجتنا اخوتى كبيرة فى أجراء عمليات تجميل وابى سابى فى مزارعنا و مدارسنا و مستشفياتنا وأسواقنا و شوارعنا ودور عباداتنا وانهارنا وفى قلة مياهها.
تجميلات الوابى سابى اليابانية لا نريدها وقفا على الجماد وحده ونحن احوج اليه فى تجميل السنتنا وطرق حديثنا وتفاهمنا مع الآخر
تجميلات الوابى سابى اليابانية لا نريدها وقفا على قطع الاثاث وجدران المعابد والمساجد والاهرامات بل نريده على نظرات عيوننا و آذاننا وقلوبنا
تجميلات الوابى سابى اليابانية لا نريدها وقفا على لوحات المانوليزا وتمثال ابى هول وبرج بيزا المئل وسور الصين العظيم بل نريده تجميلا يعلمنا الصدق والوفاء ونكران
تجميلات الوابى سابى اليابانية لا نريدها وقفا على التماثيل ونوافير المياه بل نريده تجميلا لروح القاتل والمغتصب والسارق والزانى وشارب الخمر
تجميلات الوابى سابى اليابانية لا نريدها وقفا على قصورنا العتيقة بل نريد ذلك التجميل ليحارب المجاعات والكوارث والحروب والتشرد
فى السودان نحتاج كثيرا للوابى سابى فى كل ركن وفى كل بيت نحتاجه ولكل فرد.
نحن فى حاجة لوابى سابى بمواصفات سودانية تنهض بهذا الوطن فما اتعس ان نبقى هكذا.
فكم من تشوهات في الشوارع والدور والانفس تحتاج الإصلاح.
وكم من احزاب عتيقة تحتاج تلك التقميه
وقد يحتاج جيشنا الوطني والشرطة وأجهزة الأمن لمسات تلك التقنيه
ولكن ظني أن أول ما ما يحتاج التغيير والتجميل هي أنفسنا
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
اللهم غير كل أنفس أهل السودان إلى ما يرضيك
…………………
محمد حسن شوربجي
[email protected]