صحة جاليات بلجيكا فى صحة جالية بروكسل..

عاش المجتمع فى جالية بروكسل خلال السنين الاخيرة فترة اضمحلال وعدم استقرار وقدرة على التماسك طويل الأمد، تنامت سيرة واخبار كل ذلك الى جاليات المدن الأخرى ببلجيكا بشيء من الأسى. موجة عدم استقرار حولت ذاك المجتمع الجميل صاحب تاريخ اعرق جالية سودانية في بلجيكا الى؛ كيمان وتكتلات فاقدة الهدى والشهوى الى الابداع والعمل.
ورصدنا خلال تلك الفترة تراشق بالكلمات واحتكاكات غير محمودة فى مجموعات الوتساب، حتى رن جرس هاتفي ذات صباح وكان المتصل الاخ حسين خالد حسين؛ نوارة الجيل الصاعد ببروكسل بلا منازع. تحدث الحسين عن مقترح دعوة الى جلسة تفاكرية معنا في الجالية السودانية، وافقت له على الفور لايماني المطلق بمبدأ الحوار واهمية الاستماع المتواصل لبعضنا البعض في كل القضايا العامة.
بناءً على المكالمة اجتمعنا فى دار الاخ بدرالدين كروم العامرة، بمعية الاساتذة الأجلاء محمد عيسى كدود وصلاح محجوب. وحضر من جانبنا؛ شخصى، والاخوة محمد المصطفى وامام جمال. بكل صدق أقر هنا بأنه جرى بيننا حوار فعلي وموضوعي هادف استفدنا خلاله بما يتمتعون به الاخوة من معرفة وخبرات متراكمة في العمل العام، وقد كتبنا عن هذا الانطباع الجيد حول ذلك من قبل. تحدثنا عن قضايا الجاليات عموما وتبادلنا الافكار وشرحنا(من تَشْرِيْحْ)؛ المشاكل والمعوقات بالجاليات عموما، وما يمكننا ان نلعبه من ادوار مهمة كافراد لسلامة واصحاح بيئاتنا الجاليلاتية. وعلمنا منهم بانهم اجتمعوا ايضا مع اعضاء المنتدى الثقافي ببلجيكا، كما اجتمعوا مع اطراف اخرى لها حضورها الذي لا يمكن تجاوزه في مجتمع بروكسل؛ حردانة من العمل تحت لواء الجالية التاريخية، وغاصوا معهم في نفس الحوار العميق المفتوح.
بغض النظر عن اختلاف الناس حول تقييم ثمرة هذه الجهود التي تعرف عند الخواجات بال
(Brainstorming ) الا انه واجب علينا ان نثمن على قيمة الفكرة كمبادرة عظيمة وتجربة رائدة
نرجو ان تكون في المستقبل؛ نهجاً ومرجعاً منيراً تهتدى به جالياتنا الاشبه في بؤسها وبوارها وتكلسها بحال احزابنا السياسية في السودان. افتكر من الضروري أن نعمل على مواصلة مثل هذه الحوارات والمشاورات بين أبناء الوطن الواحد دون شروط أو تقيد باي احداثيات او شكل من خطوط الكنتور الوهمية وغير الوهمية.
بالعودة الى جالية بروكسل التي تعمدت ذكر سلامتها في سلامة بقية جالياتنا في عنونة مادتي؛ علمنا فيما بعد؛ انه استمر الشد والجذب بالجالية وتنحت لجنة التسيير صاحبة مبادرة التواصل مع انتهاء فترة تفويضها (غير راضية وغير مرضية) من إحدى الكيمان، لذلك تعذر التمديد لها لمواصلة مجهودها حتى التسليم المكتمل، لتتكون لجنة اخرى سميت بالاضطرارية لإدارة الجالية انتهى تفويضها بعد شهر لتتكون لجنة جديدة من فريقين سميت بالدستور؛ فريق لادارة دار الجالية وفريق اخر لمراجعة وتنقيح دستور الجالية الذي دار حوله لغط كثير. واصلت لجنة الفريقين عملاً دؤوباً أثمر عن صياغة وتنقيح واجازة دستور جديد مواكب للتطورات والمتطلبات التى طرأت على المجتمع
والجالية وما حولهما. وتم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، اتت بمجموعة مخضرمة من ابناء بروكسل (مخضرم معناها هنا ممن شهد اكثر من عهد ودورة للجالية).
للامانة نشهد لأعضاء المكتب الجديد بالحضور والمساهمات الفاعلة فى شتى المناحي الإنسانية والاجتماعية ببلجيكا بقيادة رئيس اللجنة التنفيذية الجديدة الاخ رياض همت، الذى عرك وخاض معارك كثيرة في الجالية كسب فيها ما كسب وخسر ما خسر، ويعتبر الاخ رياض همت صاحب نصيب الأسد في طول وتكرار الجلوس على موقع رئاسة جالية بروكسل عن حبٍ وطواعية رغم حداثة عهده في بروكسل مقارنة بالعشرات من القدامى له التحية وهو يتصدى لهذا العمل بكل صدر رحب..
مرت جالية بروكسل بحالة ضغط مخاض فكري عارم (preeclampsia) كاد ان يتطور الى مخاض كلبشي مميت للوالدة والمولود (بالطبع لا اقصد كلتشي بل اقصد الكلبش المعروف في الطب ب (eclampsia). تجاوزت الجالية خطورة الكلبش وولدت مكتبها التنفيذي في امن بفضل عزيمة وجسارة ابناءها – ربما يختلف البعض حول شكل وهيئة المولود الا ان ذلك ليس بمهم عندنا. فالمهم ان المولود جاء في حضور مكتمل النصاب وترشيح قانوني وفق دستور متفق عليه بما يشبه الاجماع، وكان الميلاد بحضور مراغبين عُدُل من جاليات اخرى، فذلك مبلغ غاياتاتنا ومبتغانا كمهتمين ومتابعين لحركات وسكنات الجاليات – نحن معنيون *بالكيف والماذا وليس بالمَن*.
في النهاية نقول؛ ان جالية بروكسل في مارثوانها الاخيرت ضربت لنا مثالا جيدا يحتذي به فى كيفية ادارة الامور وتفعيل اللوائح الدستورية لسلامة البنية التحتية للبناء .. وليس عندنا ما نقول غير إبراق التهاني للمكتب الجديد للجالية مع الامنيات الطيبة لهم بالنجاح في تحقيق أهداف الجالية بكل جد وصدق وامانة والمحافظة على الدستور والالتزام بكل تعهداتهم لجمعيتهم العمومية، والعمل بسواعد قوية لا تلين ولا تهمد في رفع هامة الجالية عالية لي فوق لا تعرف النكوص والنظر إلى الوراء بعد كل ما بذل من جهد.
التحية مجددة للجنة التسيير برئاسة الأستاذ محمد عيسى كدود، ولللجان التي تلتهم، وللجميع خارج المكتب التنفيذي الجديد؛ الذين عملوا مع الآخرين حتى انتهى الوضع الى ما هو اليه برضاء وتوافق الجميع ونرجو ان تتواصل جهودهم جميعا في العمل مع المكتب التنفيذي لجعل جالية بروكسل منارة لكل عابري طريق الجاليات في المدن البلجيكية الأخرى.. وهذا كل داعينا لهذا المكتوب..
وليد معروف
[email][email protected][/email]