فشل جنرالات الغفلة و نجاح شيوخ الحلة

فشل جنرالات الغفلة و نجاح شيوخ الحلة

شريفة شرف الدين
[email protected]

هكذا أرد الله أن يكون مجتمع السودان في كل أرجائه مجتمع قبلي خالص لم يذوبه أو يخفف من تركيبته المركزة حتى العلامات الدالة عليه سواء كانت اللهجة ..الشلوخ ..أو التنقل و الانصهار في المدن الكبيرة إلا على نحو ضيق لا يتعدى سكن الجوار (الحيطة بالحيطة).

نجح الإنقاذييون و بخبث رخيص في الضرب تحت حزام هذا المجتمع القبلي فقربت و أبعدت وولت و عزلت و صالحت و خاصمت لا لشيء إلا لتخدم غرضا دنيئا هو الحيلولة دون أن تتقارب هذه القبائل لخدمة مصالحها المباشرة فيما بينها فضربت جدارا من العزلة حين استهدفت الإدارة الأهلية التي كانت من المكارم التي كان لزام على الحكومة تممتها لا ضربها لحد الهدم و التشتيت.

إن الوزارات الاتحادية بكل دواليبها و أقسامها هي الأبعد عن قضايا المواطن و المجتمعات القروية على وجه الخصوص و يكاد يكون عنصر اللغة و التفاهم و الثقة معدومة بينها و بين هذه الوزارات و بالتالي يأتي دور الإدارة الأهلية المنتخبة و الموثوق بها لتكون الوسيط الأنجع بين قواعد هذه القبائل و الجهات المسؤولة فيما يتعلق بتسهيل أداء عملية الحقوق و الواجبات من الطرفين.

نناشد قيادات القبائل ألا يزدادوا سقوطا في فخ الإنقاذ البغيض و ليسمعوا من أجدادهم كيف كان نسيجهم الاجتماعي و إلى ماذا صار؟ رسخت الإنقاذ مفاهيما يطول أمد اجتثاثها منها الوعد للكل و على انفراد بنصيب من كعكة الحكم الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.

الإدارة الأهلية غير الصورية تمثل اللبنة الأساسية في إرساء بناء مجتمع كالسودان .. و إذا فشل حملة الدكتوراة و جنرالات السجم في رتق هذا النسيج فإن شيوخ و كبارات رجال الإدارة الأهلية في مقدورهم إطفاء ما أوقده الإنقاذ لنرجع إلى وقت قريب حينما كانت كل القبائل تجتمع في ساحات المدن في الأعياد و المناسبات تمارس ألعابها الشعبية جنبا إلى جنب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..