خمجت الدلوكة و(دقيت) النحاس وامتلك ما يفوق المائة مقطوعة المرض لم يمنعني العزف والتأليف

أجرته: رجاء نمر
عازفة العود الرقيقة أسماء حمزة بشير نصر من مواليد الحلفاية وهي أول امرأة على مستوى الوطن العربي وأفريقيا صمدت وواصلت مشوارها في عزف العود والتلحين دون كلل أو ملل، وهي المرة الأولى – حد قولها -التي تتحدث فيها عن حياتها الفنية الطويلة الذاخرة بكل ماهو جميل. زرناها في منزلها بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها وسألناها عن بداياتها وكيف تعلمت العود؟ وماهي قصتها معه؟ وماهية علاقة مقطوعة (حبيبنا) بالنائب الأول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه كل ذلك تحمله الأسطر التالية:
من هي ؟
قالت: أنا أسماء حمزة بشير نصر من مواليد الحلفاية عام 1936 تلقيت تعليمي الأولي بالحلفاية ثم الإرسالية الأميركية ببحري أعشق القراءة جداً وبدأت مشواري الفني منذ العام (1965)، ألفت خلاله ما يفوق المائة مقطوعة موسيقية، وقد بدأت العزف بالعود وعمري أثنا عشر عاماً.
أنا ما (نمرة) شيء
تقول أسماء في سؤال عن ترتيبها بين أخوتها وابتسامة عريضة تكسو وجهها: (أنا ما نمرة شيء) أنا واحدة، لذلك كنت أعزف مقطوعاتي لبنات أعمامي وعماتي وجميعهن يحببن الموسيقى.
حكايتي معاك
وعن قصتها مع العود تقول: كنت أعاني من ضعف في الحبال الصوتية منذ صغري وفي أحد الأيام كنت ألهو وألعب وأصفِّر واستغرب والدي من ذلك وسألني بتصفِّري مالك يا أسماء (زي الأولاد) وزمان البصفِّروا الأولاد فقط، وقلت له: صديقة عبدالرحيم شنان واشترطوا عليَّ أن أسمعهم مقطوعة موسيقية بعد (15) يوماً، وبعد مرور المدة أسمعتهم مقطوعتان لتبدأ رحلتي مع العود دون الاعتماد على أحد.
لا أشاور أحد
وعن كيفية انتقاء مقطوعاتها الموسيقية وكيف تجيزها قالت: لا أشاور أحد أسمعها وحدي وأجيزها ومعي ابنتي آفاق، وغالباً أميل إلى الكلمات التي تجمل هموم البلد والمجتمع ولا استمع إلى الأشعار التي لا تحمل معنى، ولحنت ما يفوق الـ(90) لحناً لم تقدم للإذاعة والتلفزيون، وما تم تقديمه يعد على أصابع اليد (وأنا لو ما نادوني ما بمشي).
الدندنة مستمرة ولكن..
قالت أسماء: ابتعدت قليلاً عن العود بعد المرض، وعدت للدندنة به عقب استقرار حياتي الصحية، واستمتع جداً بأغاني الراحل المقيم عثمان حسين والرائعة أم كلثوم.
(خمجت الدلوكة) و (دقيت النحاس)
وعن علاقتها بغناء البنات والدلوكة قالت – بابتسامة ونظرة تحكي ذكريات جميلة – : بحب غنا الدلوكة و(خمجتها) ودقيت النحاس في إحدى مناسبات عائلتي، وأخرى عند عودة الأستاذ بشير عباس من رحلة الاستشفاء في المطار، كما أن لديَّ أشعار بالدلوكة حماسية تغنت بها ملكة الزين ولكنها غير متداولة وهي كثر لم تر النور.
مقطوعة وقصة
قالت أسماء: من المقطوعات التي ارتبطت بقصة، (أشواق الحلفاية) وأخيراً مقطوعة موسيقية أطلقت عليها اسم (حبيبنا) وهذه عندما زارني النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الأستاذ علي عثمان، وحقيقة لقد تركت هذه الزيارة أثراً كبيراً في نفسي، حيث أنني كنت لا أستطيع أن أتكلم لأشكره ولم أجد سوى العود وأطلقت لنفسى العنان وخرجت بمقطوعة خاصة به تقديراً وعرفاناً لاهتمامه بشخصي.
(ديل وجع قلبى)
قالت أسماء: أشكر كل الذين زاروني للسؤال عن صحتي، وكذلك الذين لم يصلوني، أنا بخير ولكنني مريضة بحب الناس والأصدقاء (هم وجع قلبي ).
مافي داعي
قالت أسماء في سؤال عن دعم الحكومة لها في مرضها …..صمت ونظرات بعيدة قالت: (مافي داعي أتكلم في الموضوع ده، لأنها ستكون شكوى) عموماً أنا أشكر كل الذين زاروني.
التيار