الصادق المهدى .. ومضة الخفوت .. ومصارع الكبار .. الجزء الثاني

حسن اسماعيل

(من أكثًر من شئٍ عُرف به ومن كثُر كلامه كثر سقطه)…..
الفاروق عمر عليه الرضوان
وقيل لاحمد بن حنبل كيف تعرف الكذابين ؟ فقال بمواعيدهم …..
(أتدرى كيف يُسرق عمر الرجل منه؟ يذهل عن يومه فى إرتقاب غده ولايزال كذلك حتى ينقضى أجله ويده صفرٌ من أيٍ خير)
محمد الغزالى

ومن أجمل ماقيل فى تفسير قوله تعالى (( ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون )) أن الله يمد للمرء فى عمره ثم ينكسه الى حالة الصبا من ناحية العلم فيصير لايعلم شيئا بعد الذى كان يعلمه .. ياسبحان الله .. ولهذا فان كثيرا من الزعماء المتشبثين بمقاعد الزعامة ترى بين أعينهم تلك الرغبه الطفوليه فى التملك حتى لو كان تملكا بغير علم

وكثير من الباحثين انكفأ يسأل عن غضبة المتنبئ على كافور وكان المتنبئ قد لطخ وجه الرجل بأقبح ماقالته العرب فى الهجاء
( جوعان يأكل من زادى ويمسكنى ….. حتى يقال كريم الأصل مقصود)
(جود الرجال من الأيدى وجودهم … من اللسان فلاكانوا ولا الجود)

ولكنهم فهموا ان الرجل (المتنبئ كان قد صارح كافور بطموحه فى ان يكون واليا لضيعة أو ولاية . وكان كافور كما وصفته كتب التاريخ ذكيا لماحا يعرف عيوب المتنبئ على طول لسانه ويفهم قدراته فى الحكم وسياسة الناس فهمس فى أذنه بعد ذاك الطلب :ـ( انك ياصديقى وانت فى حال الفقر وعدم الصيت سمت نفسك الى النبوة فأدعيتها فكيف إن أصبت ولاية ً وصار لك أتباع ؟ فمن يطيقك يومها أيها الرجل)) … ولهذا كان قدر المتنبئ أنه لم يخضب الملك يديه الى أن مات وبقى فى تصنيفات التاريخ شاعرا هجاءا مداحا وصافا يملأ الدنيا بالقول ويشح فى الفعل

والامام الصادق المهدى يتفاجأ يومها بسقوط الفريق صديق بل ويذرف الدموع السخان والرجل يتهاوى تحت مطارق التصويت التى سحبت الثقة من خطابه .. والشباب يرشحون الدكتور ابراهيم الأمين . والارض تضيق وتدور .. والامام يصعد الى مكتبه فى الطابق الثانى ويطلب اليد دكتور اباهيم ويطلب منه الانسحاب من السباق وصديقنا ابراهيم الأمين يرفض الانسحاب .. والامام يهدده بما لايملك يخوفه من السقوط ودكتور ابراهيم ينفض رأسه وينهض ويترك الامام الذى يستدعى عددا من الناس فيأمرهم بالترشح امام ابراهيم لأمين ولكنهم يجفلون جميعا … والدكتور ابراهيم يصعد كأول أمين عام لايخرج من مطبخ الصادق … ومذاك فكر السيد الامام فى الكيد للرجل لالشئ الا لانه يمثل حالة من حالات كسر تلك الظهور التى أدمنت الانحناء

وكان أول الكيد أن قام باصدار فرمان يعين بموجبه الفريق صديق الذى أسقطته الجماهير فى منصب نائب الرئيس .. هل رأيتم كيف يمد الزعماء ألسنتهم للجماهير ؟ جاء الفريق صديق بصفته الجديده الى المكتب السياسي وهو ليس عضوا فيه فنهض أحد أعضائه متسائلا بأى حق يحضر هذا الرجل الى هذا المقام ثم يطلب باخراجه من قاعة المكتب السياسي .. والسيد الامام كعادته يطبطب على السائل ويربت على كتف المسؤول ولكن المفاجأة التى أدهشت الحضور ان الفريق الجريح نهض ثائرا فى وجه الامام ..أخبرنى الآن هل انا عضو مكتب سياسي أم لا ؟ والامام يتراجع لأول مرة فى تاريخه مذ نهض لملاواة الامام الهادى ويرد على القاعه :( انت عضو مكتب سياسي والماعاجبو يمشى يشتكى ياصديق … والناس من حينها يتساءلون عن نفوذ هذا (الفريق) الذى حرص على ان يحمله فوق الحزب والامانه العامة التى سقط منها بل ولم يطرف له رمش وهو يذبح له اجراءات الدخول الى المكتب السياسي

ثم ثاني الكيد وهو يطلب من الأمين المنتخب أن يشكل هيئة أركانه من فلول الامانه السابقة الذين أسقطهم الناس .. نعم والسكين فوق عنق الأمين العام عليه ان يخلى ثمانية امانات لثمانى من أتباع الفريق صديق .. على أن يختار هؤلاء اماناتهم بأنفسهم ثم يذهبوا للجلوس فى مقاعدها ويرفعوا أحذيتهم فى وجه الهيئة المركزيه التى أسقطتهم … وكانت جريرة الامين العام التى يريد الامام أن يقيم لها قيامة الحزب هو أنه رفض هذه الذلة والدنية .. وليخبرنا الآن دهاقنة الديمقراطيات وفلاسفة الليبراليه ..متى أُلزم رئيس حكومة فائزة بالتصويت بان يأخذ فى قاطرته بعض عويش الحكومة التى جاء وريثا لها بعد سقوطها ؟ مَن من أنبياء الديمقراطية ورسل الحكم الرشيد قال بذلك ؟ اللهم الا ان ينهض السيد الصادق ليقول فى الناس :ـ انا الدستور وانا الديمقراطيه ..لا أريكم إلا ما أرى …. المشكله بمثل هذا القول تلجلج الكثيرون وأهتزوا وسقطوا.

ومضة .. وسارة نقد الله تتعثر وهى تقول ان مبارك المهدى ليس بحزب امه .. وحزب الامه يصقع سارة على رأسها .. وخطابها الذى كتبته بيديها وهى رئيسة لمكتب السياسي يصقعها فوق رأسها … اللهم أهدى سارة نقد الله وأرها الحق حقا وأرزقها إتباعه … آمين