اللاجئين السودانيين في جمهورية مصر ……….. تجارة رق بإسم الإنسانية 2

محمد ادم الحاج يوسف
تمثل الحماية الدولية حجر الزاوية في عمل المفوضية وعلي صعيد التطبيق العملي يعني هذا السعي لضمان تمتع اللاجئ بحقوق الإنسان الاساسية وضمان عدم إعادة اي شخص قسرا الي بلد يكون لديه اسباب الخوف من التعرض للإضطهاد فيه , وبالتالي كما جاء في السياق السعي لضمان تمتع اللاجئ بحقوق الإنسانية الاساسية وتشمل الرعاية الصحية الكاملة وإعاشة تليق بهم كبشر , بالإضافة الي حقوق اقتصادية وقانونية حيث تقع علي عاتق المفوضية السامية لشئون اللاجئين , وبالتالي فإن المعلوم ان الامم المتحدة تقوم بوضع ميزانية مالية ضخمة لكل مكاتبها المنتشرة في كل انحاء العالم حتي تستطيع القيام بمهامها والتزاماتها الإنسانية علي اكمل وجه لكل اللاجئين الذين يعانون من ظروف قاسية وصعبة مما إضطروا للخروج من بلدانهم بسبب الحروب وعمليات القتل والإغتصاب الممنهج التي تجري في تلك البلاد, إلا ان مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين في جمهورية مصر العربية بالتحديد لا تقوم بتوفير ادني وابسط مقومات الحياة حيث تكاد تكون معدوما في الواقع المعاش لللاجئين السودانيين في مصر سوي كانت صحية كانت ام اقتصادية , هذا يعني ان اللاجئين السودانيين وملتمسي اللجؤ المسجلين لدي مكتب المفوضية في مصر عبارة عن تجارة رق واضحة وفاضحة للعيان في جبين هولاء الذين يتشدقون بإسم الإنسانية واخلاقياتها وبالتالي فإن الإنسانية تم تجريدها من معانيها السامية ومضامينها القيمة في الكون .
وبالتالي اذا نظرنا الي اعداد اللاجئين وملتمسي اللجؤ السودانيين في مصر وما يتشكله من قوة اقتصادية كبيرة وهائلة لمصر من الناحية الإقتصادية نجد ان مقابل كل لاجئ مبلغ مالي محدد من ميزانية الامم المتحدة تكون خاص لهم لتسير شئون وإحتياجاتهم الحياتهم وهو بالعملة الاجنبية , إلا ان المفوضية السامية مع شريكتها (كاريتاس) تقوم بصرف مبلغ مالي زهيد بخس لعدد بسيط جدا من اللاجئين السودانيين بالعملة المصرية ما بين (400 الي 100 جنيه مصري) , اي ما يعادل ( 50 الي 100 دولار ) هذا فقط للعائلات التي تكون عدد افرادها اكثر من (6) فرد اما الافراد الغير متزوجين فحدث ولا حرج لا شئ , والمؤسف جدا ان الفترة الممنوحة لهم لصرف هذا المبلغ الزهيد لا تكون بإستمرار بل فقط لمدة (6) شهور فقط., وبعدها يتم إيقافها حيث يضطرون لعميلة إستئاف جديدة , فهل يعقل حقا ان منظومة كالامم المتحدة وهي تقوم وتنادي بالإنسانية تضع هذا المبلغ البخس لللاجئين هذا طبعا غير شاملة للجوانب الصحية والتعليمية والشرب والاكل ايعقل هذا ايها المنادين بالانسانية , ( سنتكلم عن كاريتاس وما هي الخدمات التي توفرها للاجئين السودانيين لاحقا) هذا غير الاتفاقيات المبرمة بين الامم المتحدة والحكومة المصرية في مقابل ان تقوم الحكومة المصرية في حماية اللاجئين ومنحهم اقامات مؤقتة في الدولة المصرية , هذا من ناحية ومن الناحية اخري اذا افترضنا ان عدد اللاجئين وملتمسي اللجؤ السودانيين المسجلين في مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين يفوق عددهم ال(20) الف لاجئ منتشرين في جميع انحاء جمهورية مصر العربية وان اقل تكلفة للإيجار الشهري تبدا من (250 جنيه الي 150 جنيه) للشقة فتخيلوا ما هي حجم الميزانية الشهرية الكبيرة التي تدر علي المواطنيين المصريين اصحاب الشقق هذه , انها ملايين الجنيهات بلا شك وهم يدفعونها من خلال عملهم الشاق والمرهق طوال ايام وليالي في المصانع وحراسات المنشأت وعمل ( الجولوجيا) وهو العمل في اماكن الزبالة ومخلفات البناء ( في السودان نسميها الكوشة) وذلك لاستخراج الحديد والنحاس والالمونيوم لبيعها بالكيلو في اماكن محددة , ومكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين لا تحرك ساكنا لمساعدة اللاجئين السودانيين وكأنها تريدهم ان يظلوا في هذا الوضع المتردئ والغير إنساني .
البطاقة الصفراء (ملتمسي اللجؤ):
تصدر هذه الوثيقة ( البطاقة الصفراء) للاشخاص الذين جري تسجيلهم لدي المفوضية السامية لشئون اللاجئين بعد ان تقدموا للحصول علي وضع اللاجئ , ريثما يتم البت نهائيا في طلبهم للجؤ , حيث تكمن المشكلة الحقيقية للمتقدمين السودانيين في مصر بإعطائهم فترات زمنية طويلة الامد حتي يتم الحسم في طلباتهم حيث تتراوح تلك المدة ما بين ( 3 الي 4) سنة للحصول علي وضع اللاجئ , مع العلم ان غالبية المتقدمين من ينتمون الي مناطق واقاليم مضطربة تدور فيها الحرب والانتهاكات ضد الانسانية (دارفور , النيل الازرق , جبال النوبة ) بفعل الحكومة السودانية وحلفائها من مليشياتها المأجورة حيث تقوم الحكومة السودانية بقصف وتدمير وتشريد اهالي هذه المناطق شبه يومي بالطائرات ( الانتنوف , الميج ) والمعلوم ان الامم المتحدة والعالم اجمع تعترف وتشهد بأحقية هؤلاء في ايجاد الحلول المستعجلة والدائمة لهم وان تكون الاولوية في الحماية والرعاية لهم كذلك , ثم ان هذه المدة الطويلة الاجل لللاجئين وملتمسي اللجؤ السودانيين حتي يتم الاعتراف بهم كلاجئين لهي التناقض الواضح والفاضح في سياسات وقوانيين الامم المتحدة ونظامها الانساني إلا اذا كانت هذه المدة الطويلةهي سياسات محلية فقط في مكتب المفوضية في مصر وان العملية برمتها ما هي الا تخزين وتكديس اكبر عدد من اللاجئين وملتمسي اللجؤ السودانيين في الدولة المصرية حتي تستفيد من تلك الاموال القادمة اليها من الامم المتحدة , ثم ان ما هي معايير القضية حتي يتم اعطائهم هذه المدة الطويلة اليس جليا ان هنالك تلاعب من قبل المفوضية في مصر , اذا نظرنا مثلا الي السوريين الذين فروا من سوريا جراء الصراع المسلح وجاؤا الي مصر نجد ان الامم المتحدة قامت بإنشاء مكتب خاص بهم للبت في طلباتهم وشكاويهم وحل جميع مشاكلهم وذلك بسبب الوضع في سوريا , وهنا تظهر البرغماتية الانسانية للمفوضية السامية للامم المتحدة والخداع والتضليل والكذب بإسم الانسانية , ام ان السوريين جاءوا من كوكب اخر , نعترف ان هنالك مشاكل في سوريا تقوم الحكومة السورية بقتل شعبها كذلك تقوم الحكومة السودانية بقتل شعبها في ( دارفور , النيل الازرق , جبال النوبة , المناصير وغيرها من المناطق الاخري ) تغتصب النساء في السوريا كذلك في السودان , ترمي الطائرات السورية القنابل البرميلية كذلك توجد في السودان , يوجد عدد كبير من النازحين واللاجئين كذلك توجد في السودان , اذن ما هذا التمييز والعنصرية الواضحة اليس الالم هو الالم , اليس الانسان هو الانسان , اليس الموت هو الموت , اليست المعاناة هي المعاناة , نريد فقط من المفوضية العليا لشئون اللاجئين ان يعامل اللاجئين السودلنيين وملتمسي اللجؤ بالانصاف والعدل كبشر لديهم حقوق اساسية وان الجميع هنا سواسية في الاحساس بالمعاناة .
الا اذا كان هنالك شئ خفي ومدسوس خلف الكواليس وارويقة المفوضية السامية لشئون اللاجئين للتعامل مع اللاجئين السودانيين وملتمسي اللجؤ بهذه الكيفية المذلة والمهينة للكرامة الانسانية الحقة لنا كسودانيين .
او ربما تكون معيار هذا التمييز والظلم الجائر في حقنا كسودانيين من قبل المفوضية العليا لشئون اللاجئين في مصر هو اللون , اللون , اللون , اللون ……….(وكفي)
( سنواصل)
Email:[email protected]

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    اخي الكريم محمد احمد الحاج ..لك التحية فيما اثرت عن وضع السودانيين في مصر ..

    ولكن الواقع والمشكله الحقيقيه الآن اذا رفعت حجر في اي ركن من اركان الدنيا تجد سوداني مشرد
    ومن يعملون يعمل اغلبهم في مهن مهينه ويتحملون تعسفا وجورا لاقبل للانسان به ..
    السبب يرجع الي النظام الحاكم وسياساته .. حتي من يعملون ورغم مزلة الهجره والاغتراب يطاردهم
    النظام بالاتاوات ..

    الشعب السوداني الآن مطالب بشيئ واحد الان .. اتحرك لازالة النظام الحاكم ..باي ثمن ومهما كانت
    التضحيات .. لقد انهار كل شيئ في السودان وما يتعلق بالسودان في الداخل والخارج ..
    ياربي ياعالم بالحال : فقر .. مذلة..جوع .. قتل .. اعتقال تعسفي …اغتصاب … سرقه ..نهب
    … فسادلا اول له ولا آخر …انهيار اقتصاد.. انهيار قيم ..تضخم .. ارتفاع مستمر في الاسعار ..
    تلوث ..وربما سيأتي يوم .. ينعدم فيه الهواء .. ويحتكر الماء ..

    لا حول ولا قوة الا بالله العظيم .. الحل واحد .. ان يذهب هذا النظام .. يارب بقدرتك ..ونسألك
    اللطف .. والخلاص .. من ظلام وظلم وافقار واحتقار .. لك الملك وانت علي كل سيئ قدير ..

  2. اولا عجبني ليكم يا محمد يا ادم لانكم بتكرهوا العرب وبتقولوا العرب عنصرين عشان تعرفوا من هو العنصري حقيقة ؟ العرب العرب الجنجويد حتي الرسول صلي الله عليه وسلم بتكرهوه عشان مجرد هو عربي
    ولسه بتشوفوا العجب وانتم ما شفتوا شئ لسه

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ / حسن الخليج
    اخي حسن المحترم … السلام عليكم ورحمة الله
    يبدوا انك في الخليج … عموما مادمت سوداني انا احترمك واحترم رأ يك .. في قولك ان الشعب السوداني راضي بهذه الحكومه التي تحكمه .. لوصح هذا ..الا تتفق معي في ان الله قد وهب السودان ثروات طبيعية هائله اراضي وانهار وبترول وذهب وغابات وحيوانات .. الا تتفق معي في ان الحكومه هذه جاءت بانقلاب علي الشرعيه .. الاتتفق معي في ان هذه الحكومه الان لها ميليشيات تحميها : ( الجيش الوطني له الاحترام لقوميته ) وهو المنوط به حماية السياده الوطنيه .. وتم ماتم له وهو معلوم لدي كل سوداني بما فيهم انت وانا .. ثم : 1- دفاع شعبي-2- قوات تدخل سريع -3- جنجويد – 4- شرطه موحده – 5- جهاز امن – 6- شرطه شعبيه = 7- ( البوليس القومي وله الامن الداخلي ) -8-قوات سجون 9- حس صيد -10-حرس جمهوري -11- حرص خاص لكل وزير -12- شرطة محاكم – 13- شرطة جمارك … كم هذا العدد – ثم الاتتفق معي انه في كل وزاره اكثر من وزير وفي كل ولايه وزراء – ونضرب هذا في عدد الولايات ..يبقي تتفق معي في ان النظام يبددالموارد ..

    ثم ناتي لامثالنا في دول يهاجر ابناءها .. الا تتفق معي في انهم يواجهون ضيق الارض والموارد
    ويشتركون معنا في فساد نظم الحكم في بلادهم ..وهم اذا هاجروا لا ينبغي للسوداني ان يهاجر لان الله وهب السودان من الثروات مالم يهبه لاي بلد بما في ذلك دول البترول واعتقد صادقا انك تفق معي في هذا .. وانا مهاجر والان في السعوديه فلماذا هاجرت .. لاسباب منها اضطهاد النظام واقصائيته ليس لي فقط بل لمئات تم احالتهم لصالح العام ولتمكين انصار النظام من بشر قليلي الكفاءه ومعدومي الضمير والآن تسمع في الاعلام حجم النهب والاختلاسات .. وليت الحال كان اضطهاد فقط بل يوجد من تم اعتقالهم بدون ذنب الا لانهم شرفا لم يخشوا في قول الحق لومة لائم ,,

    اخي الكريم انا لم اتحدث باسم الشعب ولا انا مفوض كما تقول لكن سؤالي هل من يحكمون السودان الان مفوضون من قبل الشعب ام اعتلوا السلطه في ليل مظلم وعلي ظهر دبابه

    اخي الكريم اجابتك تكفيني وتكيك وليكن الله في عوني وفي عونك وفي عون الشعب السوداني العظيم الذي لا يستحق ما يحدث له من حرب ودمار وقتل وتعذيب وتجويع وتشريد وانهيار تام لمؤسساته وحكم جائر يكمم الافواه ( خمسة وعشرون عاما – من القهر .. واذ تعتقد ان الشعب راضي او غير راضي ستثبت لك الايام القليلة القادمة ان شاء الله انه راضي ام غير راضي ) فقط اسأل الله ان يمد في آجالنا لنعرف الاجابة .. وانا لم يفوضني الشعب بالحديث باسمه لكن تذكر ان هناك من يحملون السلاح ويقاومون النظام باسمه وانا لم يفوضني الشعب للحديث باسمه لكن ضميري وعقلي وماحدث لي والذي بحدث للفرد والجماعات يابي ضميري هذا الا ان اشير اليه وهو ان الشعب غير راضي عن النظام الحاكم وهوما صامت انما هو مقهور باجهزة مسلحة تحمي النظام ورغم ذلك سيسقط قريبا ان شاء الله … ولك التحية والاحترام والحب والاعزاز وكذلك لاعزاءنا شباب الراكوبه الذين اتاحوا لنا حق وحرية الكلام بدون اعتقال و لكل سوداني داخل وخارج السودان .

  4. تخيلوا انسان يتحرك من اقصي غرب السودان وبالبصات المكيفة حتي يصل الخرطوم معززا مكرما وبعدها يقوم بتدبير مبلغ السفر لمصر ربما يعمل في اي مهنة.. ويسافر بالبصات او بقطر حلفا واحتمال يكون بالقطر الصيني الجديد حتي يصل القاهرة…وهنالك يصبح لاجئا فر من بلاد تضهده وتمارس ضده التفرقة العنصرية والابادة الجماعية وتغتصب نسائه وسط الخرطوم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!… ستظلمون وستضهدون وستقاسون الامرين لانكم ظلمتم بلادكم واهلكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..