لم ينجح أحد ..!!! (منع من النشر)

بالمنطق

لم ينجح أحد ..!!! (منع من النشر)

صلاح الدين عووضه
[email][email protected][/email]

*إذا كانت الحكومة تعطي نفسها الحق في التمحيص في كفاءة المتقدمين لوظائف داخل أجهزتها عبر لجنة اسمها (لجنة الاختيار للخدمة العامة)

فدعونا نفترض أنّ الشعب أعطى نفسه الحق – كذلك – في إنشاء لجنة مشابهة للتمحيص في كفاءة أهل الحكم أنفسهم..

*لجنة اسمها (لجنة الاختبار للبقاء في مواقع المسؤولية !!) …..

*(البقاء ) وليس ( الاختيار) بحسبان إن الاختيار هذا قد وقع (خلاص) وانتهى الأمر ….

*ثم – ولعدم تسبيب حرج للمسؤولين هؤلاء – لا تتعدى اختبارات اللجنة هذه حدود ما رسمه أهل الحكم أنفسهم من سياسات..

*لا أسئلة عن الحرب الباردة، ولا عن أزمة خليج الخنازير،ولا عن دبلوماسية مترنيخ،ولا عن اتفاقية سايكوس ? بيكو، ولا عن سياسة بسمارك الخارجية ، ولا عن السياسة الضرائبية في السودان خلال حقبة التركية السابقة..

*لا أسئلة إطلاقاً من الشاكلة هذه…..

*اسألوهم فقط عن أشياء تُنسب إليهم (هم!!) حين تُدرس كأحداث تاريخية للأجيال القادمة..

*اسألوهم مثلاً عن عدد المستشارين في القصر الجمهوري، وصفة كل منهم ونعته، والمهام الموكلة إليه، والـ (مكان!!) الذي يباشر منه المهام

هذه..

*اسألوهم عن عدد الوزراء في الحكومة المركزية – فقط المركزية – وعن وزراء الدولة ، وعن المعتمدين، وعن المستشارين خارج القصر الجمهوري..

*اسألوهم عن أعداد هؤلاء داخل ولاية الخرطوم وحدها ولا تتعدوها للولايات الأخرى منعاً للإحراج..

*اسألوهم عن حجم الميزانية المرصودة لمرتبات المسؤولين هؤلاء – ممن هم في المركز فقط – ولا تجعلوا السؤال يتفرع ليشمل ميزانيات التسيير، والعلاج في الخارج، وإقامة الاحتفالات، وتجديد الأثاثات، وكل ما يجب أن يكون (مستوراً !!) من أوجه الصرف..

*اسألوهم عن أماكن وجود المحليات المختلفة داخل حدود الولاية والـ (مهام!!) التي تؤديها؛ أو التي (لا!!) تؤديها..

*أسألوهم عن الذي (يحدث!!) للتقارير التي يعكف عليها عاماً كاملاً ديوان المراجع العام..

*اسألوهم عن الذي (فُصل فيه!!) مما أوصى به ديوان الحسبة والمظالم..

*اسألوهم عن عدد الذين ملأوا (منهم!!) الاستمارات المتعلقة بإبراء الذمة..

*اسألوهم عن (نموذج واحد فقط !!) لتقرير رأى النور من بين تقارير اللجان الحكومية العديدة التي شُكّلت للتحقيق في القضية هذه أو تلك..

*اسألوهم عن (مصير!!) قرارات صدرت من (علٍ) لصالح المعلمين، أو حول مجانية العلاج، أو متعلّقة بالفساد،أو مبشرة بعهد حكومي جديد خالٍ من مظاهر (البعزقة) والإسراف والصرف البذخي..

*اسألوا أيّ واحد منهم ما إذا كان قد طرح مثل التساؤلات هذه بينه وبين نفسه..

*ما إذا كان قد تساءل عن جدوى تقصير (الظل الإداري!!) بجيوش من المسؤولين والإداريين والاستشاريين على حساب (الظل المالي!!) للدولة والمواطنين..

*ما إذا كان قد تساءل عن الحكمة في تكديس أجهزة الدولة بوزراء ووزراء دولة ومستشارين حتى ليكاد الواحد منهم أن لا يعرف الآخر..

*ما إذا كان كان قد تساءل عن المسوغ الأخلاقي الذي يجعل الحكومة (تتهرب !!) من تقارير لجهات عينتها هي، وصرفت عليها هي، وكلفتها بمهامها هي..

*ما إذا كان قد تساءل – أخيراً وليس آخراً – عن (معنى !!) وجوده هو نفسه في (خضم !!) هذا الذي تُثار كل التساؤلات هذه حوله..

*وسوف تُفاجأ اللجنة – عقب الفراغ من اختبار المسؤولين كافة – أنه لم ينجح أحد..

*ورغم أنّه لم ينجح أحد فإنّ كل واحد من المسؤولين هؤلاء سوف يتوجه صباح اليوم التالي إلى وزارته، أو مستشاريته، أو معتمديته، أو محليته *وهو يردد سراً- أو جهراً – (بلا لجنة اختبار بلا كلام فارغ !!)..

*وفي الامتحان القادم للجنة الاختيار لـ(لخدمة العامة) سوف يُفاجأ الخريجون الممتحنون بأنّ أول سؤال في ورقة الامتحان التحريري هو :

(كم عدد الوزراء و وزراء الدولة والمستشارين والولاة ونواب الولاة والمعتمدين ونواب المعتمدين في حكومة الوحدة الوطنية؟!)..

*أي الإمتحان ذاته الذي تحدينا شاغلي المناصب هذه بأن يجيبوا عن أسئلته دون الاستعانة بـ(بخرات!!) …

*ثم لم ينجح منهم أحد !!!!!!!

الجريدة