فشل حوار البشير نجاح لقوى التغيير

سألني بعضهم بإشفاق قائلين ما معناه : بحثنا في مظان مقالاتك فلم نجد منك تعليقا على أهم تظاهرة تنتظم البلاد هذه الأيام ألا وهي مؤتمر الحوار الوطني ؟ كأني بهؤلاء يرون لزاما على من يكتب هذا أن يعلق على كل أغنية هابطة على حدة.
وسألني بعض آخر : لم نرك تهاجم أو تدافع عمن كنت تظن فيهم خيرا ممن شاركوا في الحوار من أمثال ابو القاسم إمام وغيره ولا أدري أي هجوم أو أي دفاع يستحقه من ارتضى لنفسه المشاركة في هكذا مضحكة؟ اللهم إلا إذا لم يكن لدينا ما يستحق الكتابة أو التعليق أو المناقشة على الإطلاق
مهما يكن من أمر فقد نجحت قوى التغيير السودانية بمختلف تشكلاتها وتمظهراتها في إبقاء كتلتها خارج لعبة البشير الساذجة المسماة زورا وبهتانا حوارا وطنيا
نجحت هذه القوى في إبقاء الكتلة التي يمثلها صاحب شرعية ما قبل الإنقاذ الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء المنتخب صبيحة انقلاب البشير وأصدر حزب الأمة القومي بيانا ضافيا أعلن فيه أنه خارج هذه اللعبة جملة وتفصيلا رغم مناورات مساعد البشير وابن الصادق المهدي المكشوفة.
نجحت أيضا في إبقاء القوة السياسية الأكبر حتى 2010 والمتمثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان خارج قاعة حوار البشير؛ وهي ذاتها طرف الحرب الوحيد في الرقعة الممتدة من الكرمك وقيسان شرقا وحتى كاودة وكادوقلي غربا والقمينة بالمشاركة في أي حوار يستهدف الأمن والسلام والطمأنينة لعامة السودانيين بصدق. بقي خارج الحوار أيضا الحركات الدارفورية الرئيسية وغير الرئيسية التي كونت مع الحركة الشعبية جسدا مقاوما واحدا اسمه الجبهة الثورية فمع من يتفاوض البشير ليوقف الحرب ؟ إن لم يكن هو الدجل والتضليل وإهدار الوقت والموارد والفرص؟؟
الأهم من ذلك كله أن طيفا مؤثرا من الأحزاب السياسية ابتداء من المجموعات الاتحادية المتعددة يمينا مرورا بحزب البعث والمؤتمر السوداني وحركات حق وليس انتهاء بالحزب الشيوعي السوداني وتبلغ الأهمية ويبلغ الانتصار أمداءه القصوى عندما نتأمل في فشل النظام وأجهزته في استقطاب او حتى اصطناع ممثلين في حواره المزعوم للحركات الشبابية التي ذاق طعم قوتها وتأثيرها على الشارع ما يزيد عن الخمسة سنوات وعلى رأسها قرفنا والتغيير الآن وغيرهما .
ولا يشبه هذا الخذلان المبين شيء أكثر من خذلان البشير في انتخاباته المزورة في ابريل المنصرم ولعمرك عزيزي القارئ الكريم بأي وجه وأي حياء يستمر هذا النظام وقادته في الجلوس على مقاعد لا تمنحهم سوي المزيد من العزلة والكراهية؛ كراهية الشعب أجمعه لهم. هذه العزلة وهذه الكراهية التي لا تبشر إلا بأن لحظة الحقيقة آتية وشيكا وبشكل مؤكد وأن أي تأخير لمقدمها إنما يعني أنها ستجيء أشد قسوة على من كانوا يستأخرونها و حرية سلام وعدالة والثورة خيار شعب لن يفنى ولن يموت ولن يستسلم أو يخنع .. أبدا أبدا