مقالات وآراء

في ذكرى التحرير كيف تٌصبح الخرطوم ديمقراطية؟

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
بتاريخ 26 يناير 1885 تم تحرير الخرطوم من المستعمر البريطاني ووضع اللبنة الأولى لقيام الدولة السودانية، يبدو المشهد الآن وكأن لا علاقة له بانتصار القوات السودانية عبر ثورة شعبية عاصفة شملت كل أجزاء البلاد وشارك فيها الرجال والنساء كل حسب موقعه وقدرته وطاقاته، العكس تمامًا فالعلاقة قوية لم تنفصم فالتأمل العميق للمشهد الآني لا ينفصل عن تاريخ الثورة المهدية ولا عن تاريخنا التليد منذ أكثر من (7) ألف عام، فعبر سنيه الطويلة يعلن شعب السودان بإصرار رغبته القوية في بناء دولة قوية ديمقراطية.
انطلقت الثورة المهدية وثورة ديسمبر من الريف حيث موارد السودان والمنتجين يعانون الظلم والاستغلال، علينا أن نعمل أن لا تحيق الهزيمة بأهداف ثورة ديسمبر ليس لأنها الفرصة الأخيرة وإنما لأنها لخصت بكثافة ووضوح أساس الأزمة في البلاد وعلينا أن نضع الحل من داخل الأزمة وليس من خارجها، مواطنو الريف باختلاف مواقعهم وأعمالهم باتوا يطالبون بحقهم في الموارد التي تضمها الأراضي داخل ولاياتهم، سواء في باطنها أو فوقها، بما فيها من منشآت قومية مثل الموانئ وغيرها، ولن تكون هناك رجعة للوراء وعلينا أن لا نغرق في مظاهر الأزمة مثل الخطاب القبلي والجهوى والهوية والكراهية والتعصب.
من الضروري أن ننفذ للحل بوثيقة دستورية شاملة تتأسس على هذه المطالب، قاعدتها المادية تقوم على إدارة موارد السودان بعدالة وفقًا لما يتم التوافق عليه بين ما هو قومي وإقليمي، وقطعًا الأمر لن يتم بسهولة ما لم يتم مخاطبة قضية ملكية الأرض الشائكة بكل شفافية تستلزم مواجهة تقوم على الإجابة على السؤال هل نريد دولة مواطنة أم الرجوع لمرحلة الدويلات؟
قضية الموارد حاولت نيفاشا واتفاقيات السلام المتعددة الخوض فيها من منطلق تقاسم الثروة والسلطة لكنها لم تفلح لأسباب عدة منها المنطلقات الإقليمية والجهوية ودكتاتورية سلطة الانقاذ، ما نحتاج إليه هو ديمقراطية قائمة على أساس مطالب واحتياجات المواطنين خاصة المنتجين وعلى أساس إدارة الموارد القومية لصالح كل المواطنين السودانيين، ولن تكون العاصمة الخرطوم ديمقراطية ويحتكم إليها أهل السودان ما لم ينظر كل مواطن ومواطنة نحوها ويجد نفسه فيها.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..