الفرق الاثيوبية مع كثافة انتشارها : إضافة أم خصم؟

الخرطوم : مصعب الهادي
لايكاد أى احتفال يخلو منها ، سواء أكان يحمل طابعاً رسمياً أم اجتماعياً ، فـ(الفرق الاثيوبية) أضحت الضيف الدائم لمناسباتنا واقتحمت حياتنا بمختلف مناحيها فبين كل شهقة شريط أو محرك “ام بى ثري” تجدهم ، ملأت شهرتهم أصقاع البلاد والكل يتفاعل معهم رغما عنه ، بل الاكثر من ذلك حين يصاحب اللحن مشهد رقص خلف المطرب الذى يصدح ، مما حدا بنا ان نطرح سؤالاً هل بتنا نستورد حتى (الرقيص والغناء) .. تساؤل كان على طاولة الكل خاصة من يقومون على أمر الفن فى البلاد.. هل الفرق والاغنيات وبصفة خاصة (الاثيوبية) تمثل إضافة أم خصما فى ظل ما نشاهده.
تواصل ثقافي
ابتدر الحديث الفنان وليد زاكى الدين وقال : لم يكن التواصل الثقافي ،أيا كان نوعه ،خصما علي أي ثقافة بل هو إضافة تسهم فى تمتين الثقافات المحلية للدول ، وكلما اطلعنا علي محتوى الشعوب الأخرى نستطيع أن نقدم التراث والثقافة بشكل مغاير ومختلف ، وحضور الفرق الاثيوبيية للسودان لم يكن اعتباطا ؛ فهو نتيجة تأثرنا كسودانيين بالموسيقي والحركة المصاحبة لأدائهم ، وذلك انما ينبع من الشكل الجغرافي والبعد التاريخي الممتد بين إثيوبيا والسودان ، وهذا المؤثر نجده فى طريقة تقديم التراث الإثيوبي من قبل الفرق ، وهو إلى حد ما يشبه التراث الموجود فى مناطق الشرق خاصة بين القبائل المشتركة .. ولذلك فكرة التعامل مع الفن الاثيوبي بطريقة الفن الوافد فأنا ضد هذا المبدأ ، لأنه لايوجد بيننا وبينهم الكثير.. فقط قد تكون مسألة اللغة ليس أكثر ، فالبحث عن الهوية والثقافة القوية يأتى من الانفتاح على الثقافات من حولنا كى نستطيع ان نحدد شكل ثقافتناالحقيقية وتكوين أنموذج متكامل لها ، والفن الاثيوبي عموما يعتبر زيادة لأطر المعرفة ، وقبل ان نحكم على شيء يجب أن نعى أن الثقافة الإنسانية غير مقيدة بحدود الإطار ، ولانستطيع أن نفرض عليها حواجز الحدود فالأغنية السودانية لا يجب ان تسمع داخل السودان فحسب ، وإن جئنا لأرض الواقع نجد الأغنية السودانية متداولة في أرجاء القارة السمراء ، وفى اعتقادي أنه يجب أن ننظر لثقافة منطقة دول حوض النيل والقرن الافريقى وشرق ووسط افريقيا وغيرها ، بعين الثقافة المتحدة والمترابطة اجتماعياً لأن مأخذها هوالحياة والمجتمع والبيئة التى تحكمنا جميعا ، وإن كان التقصير يقع علينا فى المقام الأول لأننا لم نكون فرقا تتناول التراث السوداني بذات الطريقة ونذهب بهاإلى إثيوبيا ودول العالم ونقدمه بشكل متطور مع الحداثة التى يعيشها العالم.
تشابك التاريخ
واشار الملحن يوسف القديل إلى أن قصة دخول الفرق وانتشار الأغنية الاثيوبية هو شيء طبيعى جدا وأعتبره بمثابة تبادل ثقافي ليس اكثر ، وإذا عدنا قليلا إلى التاريخ نجد أن بلاد الحبشة ممتدة وتشمل السودان ، وشكل التقارب هذا يتجاوز الثقافة ليمتد حتى للسحنة وهذا على مستوى القبائل الحدودية فيما بيننا ،وإن كان شكل الطابع السياسي موجودا نلحظه فى حجم العلاقات السودانية والإثيوبية التي تدخلت بها السياسة بنسبة متفاوتة ، وذلك للحميمية التي تجمع فيما بيننا ، وإما أن ننظر إليها فى شق الفن والثقافة هو تلاحم ثقافة كانت معنا لقرون طويلة تضرب فى القدم ، ونسبة لعلاقة الجوار والتشابه الكبير تجد ان كثيرا من الإيقاعات مشتركة فـ(التمتم)كما هو بالسودان فموجود بإثيوبيا ، فوحدة
الإيقاع هي ما يشد الأذن للإصغاء وآخر ما يمكن ان يحد التفاعل فهي اللغة لأن الاغنية لحن ؛ وابلغ دليل على ذلك ان الراحل “محمد وردي” حين أطلق عليه “فنان أفريقيا” الاول أطلق من الحبشة فهو من حرك التجاوب لكي يطلق عليه هذه التسمية ، وهذه بينة تشهد أن الفن رسالة الانسانية دون حواجز أو حدود.
تكامل وتبادل
اما الفنان والملحن عادل مسلم فقد أكد بان الاثيوبيين يتناولون الفن السوداني الاصيل بكثافة وخصوصية، بأكثر من باقى الثقافات والفنون الاخري ، ولم يؤثر هذه الإنصات عليهم كما تأثر مجتمعنا بالمفردة الهابطة ، فبالتالي الفرق المؤسسة التى تأتى من اثيوبيا تشكل إضافة حقيقة للمشاهد والمستمع السوداني ، والصورة واضحة لان الفرق الاثيوبية تأتى بشكل وطريقة احترافية منذ نشأتها الاولى ، ومن جانبه يرى انها لا تشكل خصما أو خطرا لانها تاتي مكتملة لنستفيد من تجربتهم فى تقييم المستوي العام لدينا.
تعويض لما نفتقده
وفى السياق ذكر الفنان مجذوب اونسة بأنه شخصياً يرى أن الشعبين أشباه لبعضهم، وأضاف :نعم تشدنا الألحان والقوالب الإيقاعية الإثيوبية ،فالأحباش لا يحتاجون منا لشهادة أو إشادة ، لأن جل أدائهم يتصف بالامتياز ، فهم أجادوا حد الافتخار، فالفن الاحادى دون حراك يشبه “التزمت” والحركة أساس وجزء مكمل لرسالة الاغنية بجانب اللحن لتكون نتيجة للأداء والجذب ،
والمزيكا عموما لغة عالمية لاتندرج عليها القيود والأحكام ، واكد أن المسألة ليست بالتصور الضخم بل هي سمة تقارب وحركة ثقافة تصب فى التنوع والتنافس والسودان بحكم الصلات والموقع الأقرب لاثيوبيا فى شتى المناحي الحياتية ويتوجب علينا أن نستفيد من ذلك لانهم يحركون ساكنا بنا يحتاج الى الحركة وهي الطريقة التي نفتقدها في الفن عامة.
التيار
حبا الله اثبويبا البلد الذي لا يعرفه السودانيون—-وللعلم اثيوبيا بلد ذو حضارة ضاربة في القدم وقد كان الجزء الاكبر من السودان تابعا لهاوقد سيطروا على اليمن وكادوا ان يغزو الحجاز ومكة لولا انزل الله عليهم طيرا ابابيل(سورة الفيل) وقد صدق الجنرال منقستو عند زيارته للسودان حيث قال ان الوحدة بين السودان واثيوبيا ضرورة وتحمل كل عوامل النجاح وذلك لاتفاق المزاج والسحنة والفن وياليتها كانت فاثيوبيا اليوم رقم واحد من ناحية النمو وهي احدى افضل ثلاثة دول الاقل فسادا في العالم بينما نحن الدولة الاكثر فسادا حسب تقرير الامم المتحدة وباعتراف الحكومة.لو وافق نميري على الوحدة لما انفصلت ارتريا وجنوب السودان ولكنا الان دولة كبرى. ولكنا كنا تحت الهيمنة المصرية حكومة وشعبا.
هؤلاء اصحاب حضارة ضاربة في جزور التاريخ حضارة مملكة اكسوم وهم اكثر تحضرا من السودان بدون شك ، فمن شهد اديس ابابا يحلف بان السودان كله عبارة عن زريبة بهائم للاسف الشديد وخاصة عاصمتنا تكون عاصمة الغبار معروفة عالميا بانها عاصمة الغبار .
بعدين نحن مازلنا وسخانين داخليا وخارجيا إلا من رحم ربي والما مصدق امشي ازور اديس ابابا ح يعرف اننا نعيش في زريبة كبيرة اسمها السودان يا للحسرة والندامة .
فقط فصيحين في اللسان فقط حكومة وشعبا للاسف الشديد لكن ما عندنا عمل ولا غيرة على السودان .