وأد قانون ..” لمصلحة من؟”

:: إنها قصة وأد قانون، نعيدها للجان الحزب الحاكم وهي تقترح قبل أسبوع تأسيس مفوضية مكافحة الفساد في إطار ما يسمونه بالتجديد والإصلاح..هذا القانون يسمى بقانون المفوضية القومية لمكافحة الفساد، لسنة 2011، ويعمل به تاريخ التوقيع عليه..ويعرف الفساد بأنه هو استعمال الوظيفة الحكومية أو المنصب أو السلطة للمنفعة الخاصة، سواءا كان بمخالفة القانون أو إستغلاله أو عن طريق الرشوة أو الإبتزاز أوإستغلال النفوذ أو المحسوبية أو الغش أو تقديم إكراميات للتعجيل بالخدمات أو الإختلاس أو إساءة استعمال المال أو النفوذ في في عدم اتباع النظم والقواعد والأساليب مقابل مال أو خدمات..أو.. ثم، أو الإخلال بالمصلحة العامة لإكتساب امتيازات شخصية..!!

:: تلك نصوص إفتتاحية لتعريف قانون مفوضية مكافحة الفساد و كذلك تعريف الفساد..إقتبستها من مسودة القانون الذي أعدتها لجنة عليا بأمر الحكومة، ثم سلمته لجامعة الخرطوم التي شكلت لجنة خبراء لإبداء الملاحظات ولإجراء عمليتي التنقيح وأعادة الصياغة، بحيث يصبح ( قانوناً)..وأكملت لجنة جامعة الخرطوم مهامها، ثم سلمتها لتلك اللجنة العليا..ولكن قبل تذهب به اللجنة العليا إلى وزارة العدل ثم البرلمان ثم رئاسة الجمهورية للتوقيع عليه، رأت الحكومة ذاتها عدم جدوى المفوضية، وصرفت عنها النظر، وأصبحت مسودة القانون مجرد وريقات غير صالحة إلا لإمراة تبيع الفول والتسالي بحيث تصبح قراطيسا للفول والتسالي..!!

:: ومع ذلك، أي رغم عدم صلاحية مسودة القانون، فلنتأمل بعض أهداف المفوضية حسب مقترح قانونها، وهي الأهداف التي تعترف – تلميحا – ببعض سوءات الواقع..على سبيل المثال تعمل المفوضية لتحقيق : الكشف عن مواطن الفساد ومكافحته ومنعه في جميع أشكاله وصوره، ترسيخ مبدأ الشفافية والنزاهة في العمليات الإقتصادية والمالية، توفير مبادئ المساواة وتكافؤ الرفص والعدالة، ضمان حق أفراد المجتمع وتمكينهم من الحصول على المعلومات والوصول بها الي السلطات، مكافحة إغتيال الشخصية..تلك أهداف المفوضية (الملغية)، تكشف ما يجب عمله، وهو غير المعمول به حاليا..!!

:: أما سلطات المفوضية، لقد كانت واسعة، منها : دراسة وتقييم التقارير الصادرة عن المنظمات المحلية والاقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة الفساد والاطلاع على وضع الدولة فيها واتخاذ الاجراءات المناسبة..أي حين تصدر منظمة كما الشفافية الدولية تقريراً يضع السودان في قائمة ( الدول الأقبح فسادا)، لوجد هذا الوضع المعيب الدراسة والتقييم ثم الاجراء المناسب، بدلا عن أسطوانة ( السودان مستهدف، مكتسبات الامة مستهدفة )، عند كل تقرير..ثم هناك من السلطات مثل الملاحقة وحجز الأموال والمنع من السفر والتنسيق مع وسائل الاعلام والصحافة ( بدل كبتها وتهديدها وشرائها)، وفسخ أي عقد تكون الدولة طرفا فيه في حال تبين أنها أبرمت بناءا على مخالفة احكام القوانين ( بدل سلطة المدير المطلقة)..تلك هي الأهداف الموؤودة..!!

:: وعندما طالبنا قبل عقد ونيف بجهاز مركزي لمكافحة الفساد، كنت أعنى ما ورد في الفصل الرابع من مسودة القانون، حيث يقول : ( على الرغم من الأحكام المنظمة للحصانات الإجرائية في القوانين الأخرى، تخضع الفئات المذكورة أدناه لأحكام قانون المفوضية، وهم :رئيس الجمهورية ونوابه ومساعدوه ومستشاروه والعاملون بالمؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية، أعضاء البرلمان ومجالس الولايات، الوزراء الاتحاديون ووزراء الدولة والولاة والوزراء الولائيون، أعضاء السلطة القضائية والمستشارون بوزارة العدل، العاملون بالوحدات العسكرية بمختلف درجاتهم ورتبهم، رؤوساء واعضاء ومديرين الهيئات والمؤسسات والبنوك، و..و)..هكذا، بلا إستثناء، تجاوز القانون العائق المسمى بالحصانة، وأخضعهم جميعاً تحت أحكامه..ولذلك، لم يدهشني أن يتم وأده – قبل ستة أشهر – وهو في المهد ( مقترحا ومسودة).. لن تكافحوا فسادكم، فالعاقل لايطلق الرصاص على ( صدره و رأسه)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الفساد؟ اي فساد تعني؟ لا يوجد في الدولة الرسالية فساد و قادة الدولة و الحزب جميعهم من اصحاب الايدي المتوضئة و هم يتقربون الى الله بالمناصب و يتعبدون بالسلطة … لذا فليس هناك فساد و لا مفسدين ، لذا فليس من حاجة لمفوضية او قانون لمحاربة الفساد … مجرد وجود قانون بذلك المسمى يقدح في الذمم الطاهرة لذلم وئد و الغي ….. دولة الطهر لا تحتاج قوانين لتكافح بها الفساد .. الوازع الديني للمجاهدين يكفي … او كما قال وزير عدلهم الاسبق سب-ضراط

  2. يا ود ساتي م نحرق بخورك في الفاضي هو الفساد متين كان داير لي قانون
    وبعدين البلد دي عاملة زي استاذ جا يدرس طلبة قام كتب معادلة رياضية في السبورة الطلاب سألو قالو لي ما فاهمين قال ليهم اصلا لو فهمتو تبقي معجزة………..
    واصلا لو في يوم واحد اتقبض من الجماعة واتحاسب تبقي دي المعجزة…………….
    ويبقي القانون زي مسألة الاستاذ الفوق دي ولك التحية

  3. صدقت يا أستاذ طاهر. العاقل، لا بل قل الفاسد، لا يطلق الرصاص على نفسه. مسمى المؤتمر الوطني صار مرادفاً للفساد ولو تمت مكافحة الفساد مكافحة حقيقية لأنزل الله رحمته علينا ولفقد البشير مزرعته التي امتلكها حديثاً ولفقد 95% من مسئولي ومنسوبي المؤتمر الوطني عمارات وبيوت وسيارات وحسابات ضخمة في البنوك ولدخل عدد هائل منهم السجون ولتوقف بناء عدد هائل من العمارات التي “تتشابى” إلى فوق بالمال المسروق، ولانخفضت الأسعار ولتزوج الشباب وأقلعوا عن المخدرات والخمور والزنا والرغبة الجامحة في ترك البلاد لمسئولي ومنسوبي المؤتمر الوطني لكي يعيثوا فيها مزيداً من الفساد، ولاشتغلت المصانع والمشاريع الزراعية في كل ربوع البلاد ولتخلصت العاصمة من الاذدحام بسبب انعدام مصارد الرزق في الاقاليم ولأكلنا مما نزرع ومما لا نزرع وللبسنا مما نصنع ومما لا نصنع ولارتفع سعر الجنيه السوداني الذليل “حالياً” ولما تجرأت إسرائيل على ضرب أهداف أخرى في قلب عاصمة اللاءات الثلاث ولما تجرأ المؤتمر الوطني على أن “يحلم” باكتساح الانتخابات بالتزوير وشراء الأصوات وشراء زعامات المعارضة بعد كل ما عاثه في البلاد من فساد (وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون)

  4. لا يوجد فساد إلأ داخل عقولكم.

    والقليل الذي يحدث يتم كشفه وتقديم صاحبه للعدالة وإن كان وزيراً – وعندكم وزير الأوقاف مثالاً حيث لم يشفع له منصبه في الوقوف في ساحات القضاء.

    كفاكم بحثاً عن القاذورات.

  5. وهل توجد حصانات اصلا في قضايا الفساد؟؟
    ديل يازول حديث المصطفى في فاطمة (ص) عندهم فيه رآي وبلا خجل يتلموا في الجامع خمسة مرات في اليوم يدعوه بان يشفع لهم والواحد جلابيته زاتها وصلت البلد بالفساد والمويه البتوضأ بيها شركتها شغالة بالربا!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..