الحال يغني عن السؤال

فوجئ مواطنو شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم بالرئيس السوداني عمر البشير يتجول وسطهم بقميص “نص كم” وحذاء رياضي وهو يتفقد المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول في “العيلفون” و”أم ضوابان” حيث وقف علي سير العمل في الكوبري الرابط بين المنطقتين ووجه الرئيس البشير ولاية الخرطوم بسرعة إكمال العمل وقال البشير بحسب مراسل موقع “النيلين” “كان يجب أن يبدأ العمل من وقت مبكر”
يعتبر الخبر أعلاه مفاجأة كل الأخبار ……..وبالنسبة لي شخصيا فانه الخبر الاول الذي اثار لدي الكثير من الدهشة والاستغراب فاقت دهشتي بفواجع غزة وغيرها من الاخبار………مضمون الخبر والنظر اليه بعين مجردة من الأهواء الشخصية والاختلافات السياسية وما لحق بالنفوس من ظلم وغبن ……..يقع في إطار تفقد الوالي الصالح لرعيته والاهتمام بأمورهم والاختلاط معهم لمعرفة همومهم والعمل علي حلها………ولأننا لا نريد سوء الظن فلق ودننا تحليل الخبر في نطاق هذه النظرة بعيدا عن سوء الظن وجنوح الخيال .
يقول العامة ان تأتي متأخراً خيرا مما لا تأتي فمن هذا المنظور فان ما قام به البشير يمكن النظر اليه كمحمدة حتي وان جاءت متأخرة لأكثر من خمسة وعشرين عاما عاش فيها المسؤولين في قصور عاجية لا يرون معاناة الشعب ولا يسمعون أنينه وقد بلغت التراق والتفت الساق بالساق………ومشهد الغرابة في الحدث توقيته في أواخر رمضان فهل هو نتاج لتجليات البشير المعهودة في شهر رمضان واعتكافاته المعروفة والتي أفرزت في السابق خطاب الوثبة وسياسة الاندغام …..ام هي استجابة من الله تعالي لدعاء الشعب المغلوب علي أمره لله لتنفيس الكروب وإزالة الهموم في شهره الفضيل………
كما يتزامن الحدث مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وارتفاع بعض أصوات المؤتمر الوطني بضرورة اعادة ترشيح البشير …..مما يدفع البعض للاعتقاد بان الحدث يندرج تحت بند الدعاية الانتخابية الرخيصة……..وان كنا ومن باب حسن الظن لا نود ان ننحاز لذلك الرأي …..فإننا نشكر السيد الرئيس علي تفقده لاحوالنا ونقول له ان حالنا يغني عن السؤال ونذكر سعادته
1-ان معظم الشعب السوداني يقع تحت دائرة الفقر ولا يجد ما يسد رمقه
2-ان هنالك انعدام تام للأمن ليس في مناطق العمليات ولكن في قلب العاصمة بسبب العصابات المتفلته…….وبعض القوات الدخيلة وبعض منسوبي النظام
3-ان هنالك انهيار تام لكل مرافق الدولة الخدمية من تعليم وصحة وخدمة مدنية
4-ان ما يقوم به الوالي ووزير الصحة الولائية من تفكيك وتدمير للمرافق الصحية بدعوي نقل الخدمات الصحية للأطراف قد تسبب في زهق الكثير من الأرواح وانعدام الدواء والعلاج
5-ان هنالك الكثير من ملفات الفساد لنافذين في السلطة انت تعلم بها ولم يتم بشأنها تحقيق او إقالة او إعفاء
6-ان البلد اصبح مرتعا لتجارة المخدرات وغسيل الأموال وتتحدث بعض الأوساط عن ضلوع بعض النافذين في هذا الشأن
7-ان أراضينا قد نهبت بواسطة النافذين في السلطة وحرمنا حتي من حق الكلام
8-ان حريتنا قد سلبت وبلغ الامر مصادرة الصحف والاعتداء علي الصحفيين والكتاب
هذا فقط فيما يخص حقوقنا الاساسية من أمن وصحة وتعليم وحرية ولا نود ان نخوض في سياستكم الداخلية والخارجية فهي شان اخر
سعادة الرئيس ان الحال يغني عن السؤال ……….وكلنا عشم ان تكون زيارتك التفقدية هذه صحوة ضمير حتي وان جاءت متأخرة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك الشكر د عبدالقيوم
    ما زكرت قيض من فيض
    كنت أودّ لو تركت مقالك مفتوحا مع دعوة القراء للإضافة اليه
    المهم هل يقرا او يسمع البشير ما نكتب
    ان عاوز أضيف
    أضيف آيه
    دا أنا غلبان

  2. اقتباس : يقول العامة ان تأتي متأخراً خيرا مما لا تأتي
    هذا مثل انجليزى وليس من أقوال العامة
    مالك يادكتور المرة دى كلامك مدغمس .. أوله مشكار ونصه شرح حال(تشكر عليه) وآخره انبراش وعشم ابليس فى الجنة

  3. يادكتور أخيرا شفت الفيديو … اذا كان الحرس يحوش عنه فتاتين تسيران عكس اتجاهه بصورة عادية فى الشارع ويحولون عنه بمسافة كل من يسير على الشارع فكيف يستمع لشعبه أوتأتيه صحوة ضمير.. الفيديو موجود فى الراكوبة فلتشاهده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..