لست أدري لماذا يصفق؟

لست أدري لماذا يصفق؟

لست أدري لماذا وعن ماذا يُصَفِّقْ
إن جاءه المأمور يوما تراه يصفق
أو طائفٌ أقبل يُرغي ويُزْبدْ
أو رأى بالصدفةِ مسئولا حكومياً
يلبس جلباباً ويعتمرُ العمامه
وشالا يطوِّق عنقه…
وبين يديه مسبحةٌ مُنمَّقةٌ..
وعصىً مزركشةٌ يلُوُح بها.. يصفق
أو غير مسئولٍ، مُعارضْ…
جاء يُشتِّم في الحكومه ويلعنْ…
إنه ايضا يُصفق
*************
أَلهذا الشعب عهدٌ مع التصفيق
لا يُفصم عُراهُ؟
أم تراه لاهياً…
وكمال الرُشدِ لم يبلغ مداهُ
أم تراه هائما…. قد ضلَّ هُداهُ
أيُّ شعبٍ؟ …لا يُعيرُكَ أذناً
ولا يسمعُ في الأُفقِ صداهُ
إنه الشعبُ، شعب كل حكومه
لا يُهِمْ… من أتى أو من سيأتي..
إن كان مُوالٍ للحكومةِ أو مُعارضْ
كأنما وُجِد ليهتفْ … لكل الانظمة
****************
إن لم يجد قطعة خبزٍ … لا يهم
أو فحماً لطهي طعامٍ… لا يهم
أو عاطلا في البيت ..
ينام ويصحو ويزجرْ.. لايهم
أو راجلاً، يتسكع بالأسواق ليلاً… لا يهم
أو يجلسْ الى السِّتاتِ …
يرشف كوبَ شايٍ ويُدردشْ… لا يهم
فكأنما جِيءَ به ليتمتمْ فاغراً فاهُ
ثم يُهذي ويُصفِّق…
شعب هكذا يبدأُ يومَهَ
كيف بربي مُنتهاهُ
حقا إنه الشعبُ …
شعب كل الأنظمة
******************
كان لهذا الشعب يوماً…
كراماتٌ وأخلاقٌ ونُبلُ
يقبض الشمس بيُمناهُ
وبيسراهُ البدر أنْضَرْ
يتهادىَ في سماهُ
ونجومُ الليلِ تَسْهرْ
وعلى امتداد النيل مملكةٌ وقصرُ
ماذا دهاهُ… لست أدري
أيّ ذنبٍ قد جناهُ…

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..