المجزرة..!

شهر أبريل من العام الماضي، خرج وزير الإعلام أحمد بلال، وفرد مساحة واسعة لأحلام وردية ظلت تنتظرها الصحافة، حيث نقل بكل سرور وثقة أن الحكومة تعهدت بفك القبضة الأمنية، ذلك بنقل الإشراف المباشر على الصحافة من السلطات الأمنية إلى المؤسسات المعنية بالصحافة، ولقد رفع الجميع حاجب الدهشة وقتها لأنها المرة الأولى التي تُقر فيها السلطة السياسية بأن السلطة الأمنية تُشرف بالكامل على الصحافة، وبالفعل فقد رسم الوزير صورة وردية لدرجة خيالية، لكن كان ذلك منطقياً تماشيا مع مناخ حوار “الوثبة” فتعهدات الحكومة التي نقلها الوزير بنقل الإشراف من السلطات الأمنية أو تخفيف قبضتها كانت بعد خطاب الرئيس بنحو 3 أشهر.
في يوم الصحافة العالمي، الصحافة السودانية تنتظر مثواها الأخير، سياسة الدمج والتأميم على وشك أن تكتمل، قبل يومين، كشف الناشر عبد الله دفع الله، عما يدور سراً بين الحكومة ممثلة في أعلى سلطاتها وبين المؤسسات المعنية بالصحافة من جهة والناشرين من جهة أخرى، لدرجة أن الناشر قال إنه اقترح على الرئيس أن يكون عدد الصحف صحيفتين، شرط أن تستوعب كل الصحفيين، بمعنى ليس مهماً بالنسبة له المهنة في ذاتها، إنما أين يذهب الصحفيون، والناشر هذا كشف المخبوء، لأن القرار شبه جاهز وماضي في طريق التنفيذ ولن يوقفه شئ سوى بعض الترتيبات المالية لتسوية الحقوق. المؤسسات المعني بها المقاومة الشرسة للمجزرة القادمة التي تُوشك على أن تكشف عن نفسها، تقبلت القرار الذي لم يخرج بعد بصدر رحب وليس أمامها إلا أن تقبله، لأن المقاومة ربما تفقد صاحبها المنصب، وكذلك القرار ماضٍ وسينفذ فلماذا فقد المناصب؟، هذه المؤسسات الآن تُفكر فقط في أين يذهب هذا الكم الهائل من الصحفيين، إنهم لا يفكروا في كيف يُقاوم هذا القرار التاريخي، هم استوعبوا القرار تماماً وينظرون إلى ما بعد ذلك.
مجزرة الـ 14 صحيفة كانت تمريناً وللأسف مرت مروراً عادياً وكأن هناك اتفاقا على أن لا تُقابل بأي حركة احتجاجية، الناشرون ورؤساء التحرير واتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة، اجتمعوا وقرروا أن يكون هناك ميثاق شرف، لكن الذي حدث لا ميثاق شرف ولا مجرد مقاومة ولو كانت شكلية، لذلك كان لابد أن تكون الضربة القادمة أقوى لأن الظهر اعتاد على ذلك.
ثلاث صحف فقط وحكومية بشكل مباشر، بالمنطق، هل تستوعب غير صوت واحد، هل تقبل هذه الصحف الحكومية أي رأي أو حتى خبر لا ترغب في قراءته السلطة، وإذا افترضنا حُسن النية واعتبرنا أن القرار “داعم” للصحافة، هل ستستوعب الثلاث صحف كل هذه الأعداد من الصحفيين، لكن السؤال هل سيصدر تشريع خاص بمنع الترخيص لصحف غير حكومية، وأظن أن هذا ليس مستبعداً، مع وجود خبراء في القوانين والتشريعات يجيدون التفصيل وفق الهوى.

التيار

تعليق واحد

  1. هذه بداية النهايه لهم يا استاذة كلما تجبروا قربت نهايتهم من حيث لا يعلمون والله هو النصير

  2. أقتباس :-
    وأظن أن هذا ليس مستبعداً، مع وجود خبراء في القوانين والتشريعات يجيدون التفصيل وفق الهوى.

    لقد قلت الحقيقة يااستاذه ديل مش خبراء ديل ترزيه زى بدريه وكمسنجيه زى بلال قناة قلبك
    يقيسون ويقطعون ويفصلون ويخيطون ثم يرسلونها الى نوام البرلمان لتركيب الزراير ..
    ثم يبيعونها للشعب المسكين ..

  3. صحيفتين بس ؟ يعنى علي وزن سريرين من سراير متحف (الخليفة) العراض ديلك. ههها.. هههاي
    نوبة واحدة بتلم الدراويش … هه.. هههة ههه .. ما تخافي يا استاذة دا مش حا يحصل.

  4. أقتباس :-
    وأظن أن هذا ليس مستبعداً، مع وجود خبراء في القوانين والتشريعات يجيدون التفصيل وفق الهوى.

    لقد قلت الحقيقة يااستاذه ديل مش خبراء ديل ترزيه زى بدريه وكمسنجيه زى بلال قناة قلبك
    يقيسون ويقطعون ويفصلون ويخيطون ثم يرسلونها الى نوام البرلمان لتركيب الزراير ..
    ثم يبيعونها للشعب المسكين ..

  5. صحيفتين بس ؟ يعنى علي وزن سريرين من سراير متحف (الخليفة) العراض ديلك. ههها.. هههاي
    نوبة واحدة بتلم الدراويش … هه.. هههة ههه .. ما تخافي يا استاذة دا مش حا يحصل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..