النخبة السودانية و ادمان الشكل!

المتتبع لكل الانشطة (من سياسية- ثقافية- رياضية ..الخ) التي يقودها جمهرة المتعلمين السودانيين يجد ان بينها قاسما مشتركا اعظما الا وهو “الاختلاف الشديد الذي يفسد للود قضايا” أو “الهرج!” كما يقول استاذنا عبدالله علي ابراهيم . ففي كل الساحات ? التي يتصدون لقيادتها- تجدها تمور بالاتهامات و الشتائم و “لا أريكم الا ما أري” .
نفس هؤلاء المتعلمين السودانيين عندما يهاجرون لخارج السودان ليعملوا في كنف الكفيل السعودي أو الامريكي ? و مابينهما ? تجدهم كافراد أناس ناجحين جدا , يستفيد عيالهم من الفرص التي توفرها لهم بلاد المهجر و يتفوق كثير منهم علي أقرانهم من أصحاب الاوطان التي يعيشون بكنفها ? ولكنهم ماأن يكونوا جسما سودانيا في مهجرهم ذاك ? كجالية أو نادي ثقافي أو منتدي اسفيري ? الا و يعود لهم المرض القديم الا وهو عدم المقدرة علي ايجاد ارضية مشتركة للعمل العام مع السودانيين الآخرين .
هذه الظاهرة هي التي تسببت في عدم وجود تنظيمات غير حكومية مستدامة بالسودان ? فكثير من بلاد الله بها منظمات غير حكومية مستدامة تعمل في مختلف المجالات من اجتماعية او تعليمية او ثقافية ? كجمعيات المقاصد الخيرية و جيش الخلاص …الح . الجدير بالملاحظة أن التنظيمات الوحيدة غير الحكومية بالسودان والتي تمكنت من الافلات من هذه اللعنة هي تلك التنظيمات التي لايسيطر عليها جمهرة المتعلين . فمثلا معظم الاندية الاجتماعية القبلية و الاقليمية بالمدن (مثل نادي ابناء ناوا بالخرطوم) عمرها أكثر من ستين عاما ? وتعقد أنتخاباتها بصفة دورية وتقدم خدماتها المتواضعة لاعضائها . و السر في نجاحها هو أن أغلب أعضائها ومن يتصدر القيادة بها هم من أهلنا البسطاء الذين لم يدرسوا كتابات هيجل و سيد قطب و ماركس و اكتفوا بقراءة الصحف اليومية المملة ولكنهم نجحوا نجاحا باهرا في خدمة مناطقهم , فهم يكتفون بالانتصارات الصغيره كبناء مركز صحي او كفالة الايتام بالقرية بدلا من محاولة اصلاح العالم !
هذه الظاهرة في عدم مقدرة المتعلمين (و لا أقول المثقفبن) السودانيين علي العمل الجماعي تحيرني جدا و أحاول أن أجد لها تفسيرا.
رغم أخفاقنا في بناء تنظيمات مستدامة الا أننا نبدع في نوع آخر من انواع العمل المنظم قصير ألاجل ? الا و هو “النفير” . عقلية “النفير” مترسخة في وجداننا ? فعند الملمات نتوحد و ننجز المشروع قصير الاجل , كارسال جثمان مغترب للسودان او علاج مبدع بتكلفة الوف الدولارات , بسرعة وباتقان شديد يدهش اصدقاءنا من الاجانب , ثم يذهب بعدها كل منا لسبيله دون التفكير في تأطير مافعلناه ليصبح فعل مستدام و منظم .
لو نظرنا لمردود هذه الظاهرة في المجال السياسي في العصر الحديث لوجدنا ذلك جليا في الانشقاقات الحزبية التي بدأت بانقسام مؤتمر الخريجين ولم يسلم منها اي تنظيم سياسي حتي تلك التي تكونت مؤخرا . و لو نظرت بتمعن لما وجدت هنالك اختلافا ايدلوجيا يذكر بين التنظيم الاصلي و التنظيم المنشق – هي في معظمها أختلافات شخصية .
قارن ذلك بمؤتمر الخريجين الهندي (الذي تكون مؤتمر خريجننا علي منواله) . فقد تكون حزب المؤتمر الهندي في نهاية القرن التاسع عشر كمؤتمر للخريجين ومن ثم قاد الهند للحصول علي استقلالها ومازال يعتبر من أهم الاحزاب في الهند . لماذا نجحت النخبة الهندية في المحافظة علي تنظيم سياسي موحد تمكن من قيادة بلد من اكثر بلدان العالم تعقيدا و تخلفا وتنوعا , لفترة طويلة, حتي اصبحت الهند اليوم قوة اقتصادية و عسكرية لايستهان بها ? بينما فشلت نخبتنا حتي في الحفاظ علي وطن موحد ورثته من الاستعمار ؟
في المجال الاقتصادي ايضا لا توجد لدينا كثير من شركات المساهمة ? فمعظم شركات القطاع الخاص السوداني يمتلكها أفراد أو عوائل ? وحتي تلك التي يمتلكها “فلان و اولاده” فما أن يموت “فلان” هذا الا و يستقل كل ولد من من اولاده بشركته الخاصة .
مااكتبه هنا هو مجرد تفكير بصوت مسموع ? أفكار غير مرتبة لمحاولة فهم هذه الظاهرة المحيرة . لماذا نحن هكذا ؟ لماذا نجد صعوبة في العمل الجماعي ؟ في أحترام اللوائح و القوانين التي اتفقنا عليها ؟ لماذا نحن دوما نهدم التنظيمات التي نبنيها اذا لم تأتي الرياح بسرعة كما نشتهي ؟ لماذا نتعجل النتائج ؟
محمود يريد أن يعرف ؟
[email][email protected][/email]
افكار غير مرتبة!!!… يا سيدي عداك العيب اعتقد انك قد ابدعت في هذا المقال واتيت بالزئب من ذنبه كما يقول اهل شمال الوادي.. انها نخب فاشله درست وتعلمت بالمجان علي حساب هذا الشعب وتناولوا من خيرات الطعام في المجمعات السكنيه ما لم يجدوه عند زويهم وقد اتو الي عاصمه البلاد لتلقي العلم وهم يرتدون من الثياب الباليه وحذاء ابوالقاسم الممزق لكنهم نكرو جميل هذا الشعب عليهم واصبح جل همهم الاستحواز علي اكبر قطعه من هذه الجيفه التي تسمي السودان رجل افريقيا المريض ومن ثم اطلالتهم الممله علي اجهزة الاعلام والتحدث عن نضالهم الموهوم الذي يعشعش في عقولهم الخربة
بل احسنت احسانا عظيما فقد جذبتنا الى موضوعك بعنوان جذاب وغير مخادع لانه يحتوي لب الباب مما اردت قوله وبنفس الوقت طرقت بابا جديدا من أبواب النقد الاجتماعي واوجزت كل ذلك ايجازا جميلا ولم تخل من التواضع الذي هو حلية النوابغ فتقبل شكرنا وتقديرنا ولقد أتيح لي ان أقول في مناسبة سابقة ان الله ابتلانا بحزبية عقائدية ممعنة في تطرفها وغلوائها وليس بين اقطابها(القطب الإسلامي ضد القطب الماركسي)سوى الضرب والطعان والسيوف السنان وليس بينهما مجال لالتقاء او تصالح او حلف مؤقت وانما هي العداوة والبغضاء والسعي المستميت في إبادة الاخر و تقطيع أوصاله والقضاء عليه قضاء مبرما وعلى عكسهم مضت الأحزاب المسماة تقليدية على نهج من الخلق القويم فاختلفت وائتلفت برحابة صدر ولم تسع سعينا في اهلاك بعضها البعض وضربت لنا خير الامثلة بما كان يجمع رجالاتها من الود الشخصي رغم الخلاف السياسي ويمكنك القول ان شئت ان من محركات انقلاب الإنقاذ نزعة انتقامية للقضاء على الماركسيين وقطع دابرهم ويلوح في الأفق المستقبلي نذير بضرب الإسلاميين بعد زوال الإنقاذ ضربا يستأصل شأفتهم
ويأخذهم بجرائرهم وجرائر حلفائهم وربما كان أوان التصالح قد فات
ودخل في المعادلة اطراف اضافيون من العسكر وجحافل المفسدين وتشير كل الدلائل الى اصطفاف جديد يهلك فيه طرفا المعادلة القديمة طوعا اوكرها وتحتل مكانيهما قوى جديدة اقل تشنجا واقل احقادا وثارات وعند ذلك ربما صفا الجو السياسي والفكري بعض الشيء واصبح ممكنا التخلي ولو مؤقتا عن ادمان الشكل ذلك وربما كان للامر جوانب أخرى لم نتعرض لها وندعو اهل الرأي لاستعراضها
الانانيةوالانانية و حدها هي السلوك الذي حطم الهمم و حد من العطا
افكار غير مرتبة!!!… يا سيدي عداك العيب اعتقد انك قد ابدعت في هذا المقال واتيت بالزئب من ذنبه كما يقول اهل شمال الوادي.. انها نخب فاشله درست وتعلمت بالمجان علي حساب هذا الشعب وتناولوا من خيرات الطعام في المجمعات السكنيه ما لم يجدوه عند زويهم وقد اتو الي عاصمه البلاد لتلقي العلم وهم يرتدون من الثياب الباليه وحذاء ابوالقاسم الممزق لكنهم نكرو جميل هذا الشعب عليهم واصبح جل همهم الاستحواز علي اكبر قطعه من هذه الجيفه التي تسمي السودان رجل افريقيا المريض ومن ثم اطلالتهم الممله علي اجهزة الاعلام والتحدث عن نضالهم الموهوم الذي يعشعش في عقولهم الخربة
بل احسنت احسانا عظيما فقد جذبتنا الى موضوعك بعنوان جذاب وغير مخادع لانه يحتوي لب الباب مما اردت قوله وبنفس الوقت طرقت بابا جديدا من أبواب النقد الاجتماعي واوجزت كل ذلك ايجازا جميلا ولم تخل من التواضع الذي هو حلية النوابغ فتقبل شكرنا وتقديرنا ولقد أتيح لي ان أقول في مناسبة سابقة ان الله ابتلانا بحزبية عقائدية ممعنة في تطرفها وغلوائها وليس بين اقطابها(القطب الإسلامي ضد القطب الماركسي)سوى الضرب والطعان والسيوف السنان وليس بينهما مجال لالتقاء او تصالح او حلف مؤقت وانما هي العداوة والبغضاء والسعي المستميت في إبادة الاخر و تقطيع أوصاله والقضاء عليه قضاء مبرما وعلى عكسهم مضت الأحزاب المسماة تقليدية على نهج من الخلق القويم فاختلفت وائتلفت برحابة صدر ولم تسع سعينا في اهلاك بعضها البعض وضربت لنا خير الامثلة بما كان يجمع رجالاتها من الود الشخصي رغم الخلاف السياسي ويمكنك القول ان شئت ان من محركات انقلاب الإنقاذ نزعة انتقامية للقضاء على الماركسيين وقطع دابرهم ويلوح في الأفق المستقبلي نذير بضرب الإسلاميين بعد زوال الإنقاذ ضربا يستأصل شأفتهم
ويأخذهم بجرائرهم وجرائر حلفائهم وربما كان أوان التصالح قد فات
ودخل في المعادلة اطراف اضافيون من العسكر وجحافل المفسدين وتشير كل الدلائل الى اصطفاف جديد يهلك فيه طرفا المعادلة القديمة طوعا اوكرها وتحتل مكانيهما قوى جديدة اقل تشنجا واقل احقادا وثارات وعند ذلك ربما صفا الجو السياسي والفكري بعض الشيء واصبح ممكنا التخلي ولو مؤقتا عن ادمان الشكل ذلك وربما كان للامر جوانب أخرى لم نتعرض لها وندعو اهل الرأي لاستعراضها
الانانيةوالانانية و حدها هي السلوك الذي حطم الهمم و حد من العطا