أحداث الشرق ومحاولة الانقلاب.. هل تدفعان لفرض إجراءات استثنائية؟

بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي أعلن عنها الجيش السوداني، أمس الثلاثاء، سادت مخاوف لدى الشارع من قيام السلطات الحاكمة بفرض إجراءات استثنائية لتقييد الحريات بدعوى الحفاظ على الأمن القومي للبلاد.
هل تقدم السلطات السودانية على فرض إجراءات غير طبيعية تخالف مبادئ الثورة والوثيقة الدستورية بعد محاولة الانقلاب وأحداث شرق البلاد؟.
بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، الفريق جلال تاور، لا أعتقد أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي تم كشفها والسيطرة السلمية عليها، سوف تتبعها إجراءات حكومية تتعلق بتقييد الحريات أو الخروج عن المبادئ التي نادت بها ثورة ديسمبر.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن المحاولة الفاشلة لم يصاحبها أي عنف أو صدام مسلح ولم تراق فيها أي دماء، وقد أعلنت القوات المسلحة أنها أفشلت المخطط الذي كان داخل نطاقها، ولم يكن هناك مدنيين مشاركين، وتمت السيطرة على الموقف دون الحاجة إلى استخدام العنف بأي من الوسائل، والأوضاع تحت السيطرة الآن، وبالتالي لا أعتقد أن المسألة تحتاج إلى فرض طوارىء أو أي إجراءات استثنائية غير طبيعية.
من داخل الجيش
وتابع الخبير الاستراتيجي، أن العملية كانت من داخل الجيش، وأعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أنهم لم يجدوا أي صلة بين هؤلاء الضباط وأية جهة سياسية، وقبل حدوث تلك المحاولة كانت هناك أحاديث حول هذا الموضوع وأنه سوف يحدث قريبا، وقد حدثت المحاولة وتم السيطرة عليها، لكن سوف تظل التوترات داخل قوى الحرية والتغيير، علاوة على أن الوثيقة الدستورية لن تتغير نظرا لاعتمادها من الاتحاد الإفريقي وتخضع لمراقبة الأمم المتحدة ودول الترويكا، وتعمل المنظمة الدولية على مساعدة السودان من أجل الوصول إلى حكومة ديمقراطية منتخبة، وهو ما صرح به البرهان بأنهم سوف يظلون حارسين لأمن البلاد إلى أن يتم تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة.
المسألة الأخطر
وحول الوضع في شرق السودان والذي سبق محاولة الانقلاب قال تاور، ما يحدث في شرق السودان هو المسألة الأخطر الآن من الإعلان عن الانقلاب، لأن الشرق منطقة حيوية وبإغلاق الموانىء أصبحت الدولة السودانية حبيسة هذا الإغلاق بعد أن كانت دولة لها سواحل وموانئ، وهذه مشكلة كبيرة جدا لم يكن هناك أي استعداد لها، ومنذ أن تمت عملية الإغلاق وحتى الآن ليس هناك أي حل يلوح في الأفق.
وأوضح أن التعامل مع تلك المسألة يحتاج نوعا من المرونة والجدية، وعدم حلها هو الذي يؤثر على الفترة الانتقالية أكثر من أي شيء آخر، حيث أن أساس المشكلة تبدأ من هذا المسار الذي يسمى مسار الشرق والذي يمكن الوصول إلى تفاهمات حوله عن طريق الحوار والتفاوض، لأن تركه بلا حلول يمكن أن يخلق مشاكل يصعب تداركها.
اصلا ماف حاجة اسمها عسكري وطني يحكم …مين الكان شغال قتل وحرق واغتصاب..في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان لعشرين سنة وأكثر.. العسكرية تعني الحرب ..الموت القتل الدمار النهب والسلب الاغتصاب ….الانفلات الأمني الحاصل هو دليل على فشل العسكر ..العسكر خارج السلطة السياسية..دا اهم أهداف الثورة.