صهيل التاريخ: في مناسبة تدشين كتاب “تاريخ ملوك سنار” للبروفسير يوسف فضل حسن

عبد الله علي إبراهيم
تحتفل الخرطوم اليوم 29 نوفمبر وبرعاية شركة زين للهاتف السيار بتدشين كتاب “تاريخ ملوك سنار والحكم التركي المصري في السودان” الذي حققه أستاذنا البروفسير يوسف فضل حسن. واسم شهرة الكتاب هو “كاتب الشونة” كما سيأتي.
حكي لي شيخنا محمد المهدي المجذوب أنه حضر فراش بكاء فوجد الفريق إبراهيم عبود فيه. فلما تعرفا قال الفريق لشاعر: “درسني والدك المجذوب جلال الدين اللغة العربية في كلية غردون. هل سمعتني ألحن في خطاباتي ابداً؟” ولم يكن الرجل يلحن في خطبه التي يبدأها بحرص غريب ب”يطيب لي”.
ومن رآني اتشدد في التعاطي مع الوثيقة في التاريخ على صفحتي بالفيس بوك فالأمر راجع لتلمذة على بروف يوسف فضل (1965-1966) وزمالة له بعد ذلك في شعبة أبحاث السودان ومعهد الدراسات ألأفريقية. قرأنا عليه كتابات المؤرخين المسلمين في منهج “تاريخ العرب في السودان” وهو محاضر حدث. ورأينا عن كثب الخامة التي يتشكل التاريخ من صلصالها. ثم أطلعنا على حرفة التحقيق خلال الفترة التي حقق فيها كتاب الطبقات لود ضيف الله. وكان يسألنا بندية أن نكتب له عن مواضع أو مؤسسات أو شخصيات وردت في الكتاب أحسن الظن بمعرفتنا بها. وأذكر أنني كتبت له تعريفاً ب”القيمان”، النهيض، مما استفدته من شغلي بين الكبابيش. ووقفنا على كدحه سنة بعد سنة ملازماً بلا كلل ولا ملل تحقيق مخطوطة الطبقات عرفنا منه أن الأكاديمية تقوى مدنية يتوسل بها الأكاديمي للحقيقة. لقد رأينا ورع الرجل فأعدانا ما وسعنا.
“وكاتب الشونة”، التي اشتهر بها الكتاب الذي حققه يوسف هو أول مدونة تاريخية مستحقة الاسم في السودان. وهي عن تاريخ دولة الفونج (1504-1821) كتبها الشيخ أحمد بن الحاج أبو علي كاتب الشونة المولود في 1874-5 بالجزيرة جهة المسلمية. وشهرته ب ?كاتب الشونة” جاءت من وظيفته في 1834 كاتباً لشونة الغلال للحكومة التركية التي حكمت السودان في 1821. فأخذ كاتب الشونة تاريخ الفونج الباكر مما سمعه أو قرأه. أما تاريخهم المتأخر الذي عاصره فقد كان شهادة على عصره. ولم يتوقف بنهاية دولة الفونج في 1821 بل استمر يؤرخ لزمانه حتى عام 1831.
واكتنفت المخطوطة بركة غراء في التأليف. فكانت موضوع تضامن تاريخي لمثقفين في الدرجة الرفيعة. فقد اتفق لجماعة من بواكير مثقفينا في القرن التاسع عشر هم القاضي المفتي إبراهيم عبد الدافع (1800-1) والزبير ود ضوه، والمفتي الأمين الضرير المضي بتدوين التاريخ العاقب لسنة توقف كاتب الشونة (1831) صعداً حتى عام 1872. ثم تعاقب على تحريرها ونشرها في القرن العشرين من شتيت نسخها في اسطنبول وفينا ولندن، ونوتنغهام، وباريس، والقاهرة، والسودان (نسخة إبراهيم عبد الدافع، واليعقوباب صفوة من المؤرخين هم هارولد ماكمايكل (1912) الدكتور مكي شبيكة (1947)، والشاطر البصيلي عبد الجليل (1961)، وب م هولت (1999). وها هو أستاذنا يوسف ينضم مستحقاً إلى هذا النادي المميز لمؤرخي السودان. ووصفت المؤرخة هذر شاركي المخطوطة بأنها أهم مصدر في اللغة العربية عن السودان لفترة تزايدت وتائر انتشار الاسلام فيه وأرهصت هويته العربية الإسلامية.
شكراً أستاذي يوسف على صهيلك الرطيب في أروقة تاريخ الوطن.
هناك خطآن فادحان ارتكبهما محقق العصر يوسف فضل حسن في كتاب الطبقات أولهما الحدود التي امتدت إليها سلطنة الفونج في الغرب حيث يقول ود ضيف الله (وامتدت حدودها غرباً حتى الحرازة أم قد). ويقول المحقق: (أخبرني السيد عبد القادر منعم منصور أن الحرازة أم قد تقع بالقرب من أم بادر) والواقع أن الحرازة تقع إلى الشرق كثيرا، أي جنوب حمرة الوز وغرب جبرة الشيخ. والخطأ الثاني يتعلق باسم كردفان الذي استقى مصدره الخاطئ من عبد القادر منعم أيضا الذي نسب الاسم لحاكم كردي قال عنه إنه عندما يغضب يقول الناس (الكردي فار)وتم تحريف الاسم إلى (كردو فار). ليت المحقق اطلع على ملاحق كتاب (قبائل شمال ووسط كردفان) لماكمايكل ليعرف أن الاسم ينسب إلى ملك جبل كردفان النوبي الذي يدعى (كلدو) وعندما يغضب يقول الناس (كلدو فار) وهي أقرب لصحيح الرواية. وإذا كان هذا المحقق يمتلك الحس التاريخي لأدرك أن الأكراد لا علاقة لهم بكردفان في الزمان القديم لأن الاسم كان يطلق على الإقليم قبل دخول الأتراك!!!
هناك خطآن فادحان ارتكبهما محقق العصر يوسف فضل حسن في كتاب الطبقات أولهما الحدود التي امتدت إليها سلطنة الفونج في الغرب حيث يقول ود ضيف الله (وامتدت حدودها غرباً حتى الحرازة أم قد). ويقول المحقق: (أخبرني السيد عبد القادر منعم منصور أن الحرازة أم قد تقع بالقرب من أم بادر) والواقع أن الحرازة تقع إلى الشرق كثيرا، أي جنوب حمرة الوز وغرب جبرة الشيخ. والخطأ الثاني يتعلق باسم كردفان الذي استقى مصدره الخاطئ من عبد القادر منعم أيضا الذي نسب الاسم لحاكم كردي قال عنه إنه عندما يغضب يقول الناس (الكردي فار)وتم تحريف الاسم إلى (كردو فار). ليت المحقق اطلع على ملاحق كتاب (قبائل شمال ووسط كردفان) لماكمايكل ليعرف أن الاسم ينسب إلى ملك جبل كردفان النوبي الذي يدعى (كلدو) وعندما يغضب يقول الناس (كلدو فار) وهي أقرب لصحيح الرواية. وإذا كان هذا المحقق يمتلك الحس التاريخي لأدرك أن الأكراد لا علاقة لهم بكردفان في الزمان القديم لأن الاسم كان يطلق على الإقليم قبل دخول الأتراك!!!
ملوك سنار…. مملكة الفونج.. السلطنه الزرقاء…تاريخ مزور بينما ملوك النوبه حكمو حتي مصر لكن نتجاهل ذلك عن عمد وقصد.. سيظل السوداني نوبي كوشي ولو كره الحاقدون