مقالات وآراء سياسية

حوش بنات ود العمده.

اسماعيل إبراهيم على

عندما تختلط الحروف بالواقع وخصوصاً واقع مجتمعنا السوداني وتمتزج اللحظات بالماضي تشكل عبق جميلاً في نفوسنا ونحن بلا شك نحتاج لهذا الشعور الدفاق الجميل الذي يتسربل في أرواحنا فيكسوها جمال بل يعيد لها شبابها فالارواح تشيخ كما الأجسام فهي تحتاج للتجديد دائما، عند مطالعتي للكاتبه الروائيه السودانيه سناء جعفر في حلتها الزاهيه (حوش بنات ود العمده) عشت معها ذلك الزمان والمكان في سردها لحياه جميله شكلتها واقع معاش بتسخيرها للغه الضاد ومطاوعه اللغه وانقيادها وانصياعها لمخيلتها التي ترجلت عن صهوه جوادها لتخط هذا النظم المتواتر من الأحداث في تلك الروايه، فمنذ ايام وانا في لحظه صفاء روحي اختلطت تلك الأحداث مع خاطري وانتقلت إلى منطقه ودالفادني جنوب محليه الحصاحيصا حيث كنا في زياره إلى تلك البقعه بمعيه نفر كريم من أبناء الطريقه الاسماعيليه وبتشريف (الشيخ اسماعيل مصطفي البكري) رئيس السجاده الاسماعيليه بالسودان حيث كانت زياره لأداء واجب عزاء في العام ٢٠٠٧م إذا لم تخني ذاكره الايام والتقينا حينها بنفر كريم من الرجال حيث الكرم الفياض الممزوج بالأدب الصوفي الجميل، هنا تلاقحت الأفكار والأحاسيس بحيث يشبه سرد الروايه لحوش العمده بمساحاته الواسعه و حيشانه المتراميه على امتداد المكان منطقه ودالفادني بحيث أحسست وكأنما تتحدث سناء جعفر عن منطقه ودالفادني وهذا أن دل يدل على سماحه وجمال سوداننا الحبيب بحيث تتشابه الامكنه مع اختلاف الازمه والبشر هنالك كنا في زياره صوفيه اللون لكن المهج تسمؤ في عالمها وتهيم بما تريد.
فكل ما في تركيبتنا يحتاج غذاءه الروح تحتاج وكذلك العقل والجسد فلنغذي أرواحنا بالاطلاع ونغذي أجسامنا بالرياضه وغيرها.
لقد انتقلت مع حوش بنات ود العمده إلى فضاءات جميله يصفو فيها الإنسان من عناء الدنيا المتواصل فشكراً جميلاً كثيراً لسناء جعفر وشكراً لمنطقه ودالفادني لما تركته من أثر جميل في مهجتي مازال صداه يراودني كلما صفت الايام وجادت بالجميل وأخص بالعرفان لعموم الإخوان بالطريقه الاسماعيليه وخصوصاً الإخوان بحوش السيد مكي بأم درمان فهنالك كانت أجمل الأيام والذكريات الممزوجه بعبق الصوفيه وادبها الجميل الذي يسمؤ بالإنسان إلى مراقي بعيده من عالم مليء بالشغف والمعرفه الصوفيه والذهد وغيرها من أخلاق التصوف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..