محمد سيد التور
في زمن مضي ، مل زميلنا صلاح عووضة سنسرة مقالاته ، فصار عموده يعج يومياً بالقصص الرمزية
ولأن عودة صلاح والبقية للكتابة ، وعودة حرية الصحافة نراها قريبة ويراها السدنة بعيدة فإنني أفرد هذه المساحة لقصة محمد سيد التور التي حكيتها سابقاً في جريدة الدستور (2001) عندما كان رئيس تحريرها صلاح عووضة .
بعد أن توفي والده ، لم ينشغل محمد بالورثة المالية والأطيان وسواقي النخيل بل طلب ثوراً واحداً ربطه بحبل ودقش به الفيافي
عند المغرب وصل محمد ( والتور) إلي ناحية قرية ، مغلقة بيوتها وليس فيها أي شخص أو حيوان ( حايم) .
استغرب ، ولكنه افترش ( العمة) وربط التور في قدمه ثم نام متعباً ، لكنه صحا بعد زمن يسير بمن يهمس له في أذنه ( قوم ياخي أدخل جوة ) . وكان هذا صاحب البيت الذي رقد بجواره محمد .
ولما عصلج أبو حميد ، شرح له صاحب البيت ما يجري ، وقال له أن هنالك عصابة مسلحة دأبت علي سرقة كل ما هو موجود خارج البيوت ، وأن أي شخص يتحاوم بعد المغرب عرضة لطعنة حربة أو ضربة سيف من ( الجماعة الطيبين) ، وقال له أيضاً إنك هالك إذا رقدت خارج البيت وثورك مسروق ومذبوح .
ولكن هذا الكلام دخل ب(أضان) محمد اليمين وخرج بالشمال ، فأبي الدخول فما كان من صاحب البيت إلا أن أتي له بغطاء وكورة لبن ثم دخل مسرعاً وأغلق الباب عليه .
وإن كان صاحبنا أبو حميد قد ضرب بكلام سيد البيت عرض الحائط إلا أن ظل حذراً ينام بنصف عين إلي أن سمع صوت أقدام وهمهمة ، فعمل فيها ( نايم) وقطع النفس .
ولما وقفت العصابة بقربه سمعهم يقولون ( خلي بالك دا زول غريب وداقس . نايم ورابط تورو في كراعو )
وقال آخر : نسرق التور ، ولو صحا بشيل راسو بي سيفي دا
وهكذا فكوا الحبل ، وذهبوا بالثور ، ولما ابتعدوا والوقت ليلاً تابعهم محمد من بعيد إلي أن ذهبوا إلي راكوبة في نص الخلاء ، ودخلوها فاقترب محمد من الراكوبة وسمعهم يتحدثون مع شخص آخر عرف أنه جدهم ( كبيرهم الذي علمهم السحر) .
وقالوا له يا جدنا نحن اليوم محظوظين ، فقد وجدنا ( واحد) نايم والتور مربوط في كراعو ، وشلنا التور وهو في سابع نومة .
وبعد قليل ( ضبحوا) التور ، وولعوا النار واستمتعوا بالشية ، بينما كان محمد خارج الراكوبة يفكر ويفكر
وللقصة بقية يا ابن عووضة الذي في بيته ( باعووضة)
الميدان
عشان عووضة بقول الحقائق وعووضة من الاقلام التي لم تنكسر في وجه الجبورت