مقالات وآراء

كارثة إنسانية بالنيل الأزرق !!

 

 

أطياف
صباح محمد الحسن
كشفت الأحداث المؤسفة التي قتل فيها مايقارب ال٢٠٠ شخصًا وجرح ٨٦ آخرون ، جراء اشتباكات قبلية بمنطقة ود الماحي بولاية النيل الأزرق ، كشفت حجم الهشاشة الأمنية التي تعاني منها الدولة ونظامها الانقلابي الذي وقف عاجزا عن حماية المواطنين بالنيل الازرق .
والمأساة الانسانية تكمن في أن الذين قُتلوا ماتوا حرقا حسب افادة مدير مستشفى ود الماحي الذي قال إن الذين قتلوا وبينهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86 آخرون
ومعلوم ان النيل الازرق ظلت تعاني منذ زمن طويل من العنف القبلي الذي كان ولا زال يشكل تهديدًا للاستقرار على المدى القريب والبعيد وظلت الاحداث تتجدد يوما بعد يوم وذلك لأن التعزيزات الامنية بالمنطقة ضعيفة وشبه معدومة وان الفوضى هي التي تسيطر على المناطق الأمر الذي ادى لارتفاع عدد القتلى والجرحى وجعل المواطن هناك يدفع روحه ثمنا دون ذنب.
وتتجدد الاحداث بالرغم من إبرام وثيقة وقف العدائيات ولكنها عادت من جديد لتخلف جرحا اعمق من قبل بمنطقة ود الماحي في ظل غياب كامل للأمن ، وتجاهل للقوات النظامية لكل التحركات التي سبقت الأحداث حتى القوات النظامية للإقليم لم تستطع السيطرة على الموقف لحماية المواطنين وممتلكاتهم ، وفشلت حكومة الولاية في حماية مواطنيها.
وقالت المقاومة أن هنالك عدد كبير من النازحين بمدارس قنيص منهم أطفال ونساء وكهول تجاوز عددهم الـ2000 نازحا مع توقعات بوصول المزيد ويعيشون أوضاع حرجة تتطلب تدخل منظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني بأسرع وقت ممكن وعبرت الامم المتحدة عن قلقها لما يحدث بالاقليم وقال مسؤول مساعدات الأمم المتحدة للسودان (إيدي رو) إنه يشعر “بقلق عميق” إزاء القتال المستمر، وذكر أن “170 شخصًا قتلوا وأصيب 327 آخرون” منذ بدء الاضطرابات الأخيرة في 13 اكتوبر
فما يحدث بالنيل الازرق يعتبر كارثة انسانية تقع مسئوليتها على عاتق الحكومة الإنقلابية ، التي فشلت سلطاتها وقواتها الامنية والشرطية في بسط الأمن بالاقاليم في الوقت الذي تحرص فيه على ممارسة العنف ضد الثوار ومطاردتهم في الخرطوم ، لأن كل اهتمامها وحرصها أن لايصل الثوار محيط القصر وباحة القيادة العامة ، حتى لايهددوا عرشها المتصدع ، لكن مايحدث في الاقاليم لاتعيره حكومة المركز اهتماما .
فالفراغ الامني بالاقاليم ومايحدث فيها يؤكد ان السلطة الانقلابية فقدت سيطرتها على هذه المناطق فموت مايقارب مئتي شخصا يعني ان لاحكومة ولا أمن ولا شرطة ، فهذه الاحداث ومن يقف خلفها ومن يشعل شرارة فتنتها والذين يستبيحون دماء المواطن هناك هم من يسيطرون على الاقليم الآن بينما تجلس السلطات الامنية للسلطة الانقلابية في مقاعد المتفرجين ، المواطن الذي مات جوعا وضربا بالرصاص وتعذيبا في حراسات الشرطة الآن يواجه الموت حرقاً !!
طيف أخير:
تستعرض الشرطة عضلاتها عنفاً ضد الثوار امام البرلمان في الوقت الذي يحتاج فيه مواطن النيل الازرق للشرطة لحماية روحه وممتلكاته.
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. الاستاذة / صباح.
    تحية طيبة.
    ١-
    اغرب ما في حال السودان، ان البرهان بصفته رئيس مجلس السيادة حتي هذه اللحظة لم يعلق ولا بكلمة واحدة في الكارثة التي وقعت في النيل الارزق، ولم يكلف نفسه التوجه الي المناطق المنكوبة ليري بام عينيه حجم الكارثة بعيدآ عن التقارير الرسمية وليواسي الاسر المكلونة!!
    ٢-
    من يصدق بالله، انه في الوقت الذي قامت فيه بعض السفارات الاجنبية بمناشدة السلطة الحاكمة سرعة التدخل العاجل لحماية من تبقوا احياء، نجد مع الاسف الشديد، ان الحكومة حتي الان لم تبدي اي جهد او اتخاذ قرار حاسم لحماية المواطنين، بل ولا حتي اصدرت بيان ولو من سطر واحد!!،والمؤسسة العسكرية هي الاخري ابدت عدم اكتراث (متعمد!!) للمجازر التي لم تتوقف بعد.
    ٣-
    بعض المعلقين في صحف سودانية مواقع سودانية، شبهوا ما وقع في النيل الازرق بما وقع في مجزرة رواندا عام ١٩٩٤وطالت ارواح نحو (٨٠٠) الف من قبيلة توتسي.

  2. ما اشبه الليلة بالبارحة:
    ٢١/ اكتوبر ٢٠٢٢:
    تستعرض الشرطة عضلاتها عنفاً ضد الثوار امام البرلمان!!
    ٢١/ اكتوبر ١٩٦٤:
    استعرضت الشرطة عضلاتها ضد الثوار داخل جامعة الخرطوم وسقوط شهيد بالرصاص!!

  3. مهازل:
    ١-
    الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” ظلت في اليمن فترة طويلة لحماية السكان من هجمات الحوثيين،… نفس هذا الجيش بتوامه قوات “الجنجويد” رفضت حماية سكان النيل الازرق من المجازر!!
    ٢-
    الرئيس البرهان سافر الي اليمن وعمل هناك فترة طويلة ضمن القوات العربية المشاركة في الحرب…. نفس هذا البرهان رفض التدخل لوقف مجازر بمنطقة ود الماحي بولاية النيل الأزرق!!
    ٣-
    ظاهرة غريبة: بينما نددت حكومات دول اوروبية كثيرة ما وقع في النيل الازرق من ماسآة دامية، وايضآ بينما طالبت الامم المتحدة المسؤولين بحماية المواطنين في النيل الازرق، نجد ان كل الرؤساء العرب – بلا استثناء- قد لزمت الصمت والسكوت، ولم يكلف رئيس عربي واحد تعزية السودان في مصابه الاليم…. والغريب في الامر، انه ما ان يقع حادث طفيف باحدي الدول العربية، حتي نجد وزارة الخارجية في الخرطوم قد سارعت علي الفور بارسال برقية لحكومة هذه الدولة!!

  4. وين الخرتيت مالك عقار والحرامى لاحس جزم العسكر اردول … ديل حركاتم المسلحة شالت السلاح ضد الدولة علشان تجيب حق المهمشين حسب كلامم الخرمو بيهو راس الشعب السودانى… واتفاقية سلام جوبا الدايرين يموتوا علشان تتلغى… مفروص كانت تنهى كل الحروب دى … ولا إتفاقية مناصب ليهم الحراميه ديل ؟؟؟

    1. يا اخوي ديل اتوهطوا في كراسيهم ما بيهمهم الذي يحدث وصدقني مصيرهم مصير برطم الذي برطم ولم يقم بزيارة اسرئيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..