
المتابع لطريقة أداء أحزاب الحرية و التغير من بعد سقوط البشير يجدها قاصرة في الرؤية العميقة للأحداث بحيث تربط بين الماضي و الحاضر حتى تستطيع بناء مواقف المستقبل.
في حداشر أبريل حدث انقلاب ضد البشير و لكن أطلق عليه انحياز من قبل المجلس العسكري وقتها حتى يبتعد عن العقوبات التي ينص عليها الاتحاد الأفريقي و الأمم المتحدة.
و المعلوم من يقوم بإنقلاب لا يجازف بتسليم الأمر للمدنيين خشية أن يحدث انقلاب مضاد ووقتها سيدفع العسكريين الثمن و مع الاعتبار بأن انحياز المجلس كان تغيير لاتجاهات القوى الخارجية التي لها أثر في السياسة الداخلية حيث تحول وقتها المعسكر من قطر إلى ابوظبي و الرياض.
منطق الواقع كان يحتم على أحزاب قحت بأن تكون نفس الأجسام التي تكونت بعد توقيع الوثيقة الدستورية و ان تجعل من المجلس العسكري شريك و كانت ستكون الامور مختلفة لكن للأسف لم تتم قراءة الواقع حينها فحدث بعدها ما حدث.
و عوضا بأن تتحد و تكون حاضنة سياسية حقيقة وقعت في نفس اخطاء الماضي بأن ذهبت في اتجاه جمع المكاسب الحزبية فكان لذلك أثره الكبير في تدهور الأمور.
حاليا حدث التطبيع و بنفس العقلية التي لا ترجع للماضي و تقرأ الحاضر لكي تبني مستقبل مختلف استمرت في نفس النهج لدرجة تهديد بعضها بالخروج من تحالف الحكومة و بذلك تكون ربما وضعت المسمار الأخير أو ما قبل الأخير في نعوشها.
السياسي البارع الحقيقي هو من يستخدم الممكن المتاح و يربط ذلك بالماضي مع قراءة الواقع المتشكل لكي يجد مسار حقيقي نحو المستقبل.
أحمد ادم حسن عبدالله <[email protected]