مقالات وآراء سياسية

قحت و سياسة رزق اليوم باليوم

أحمد ادم حسن عبدالله

المتابع لطريقة أداء أحزاب الحرية و التغير من بعد سقوط البشير يجدها قاصرة في الرؤية العميقة للأحداث بحيث تربط بين الماضي و الحاضر حتى تستطيع بناء مواقف المستقبل.

في حداشر أبريل حدث انقلاب ضد البشير و لكن أطلق عليه انحياز من قبل المجلس العسكري وقتها حتى يبتعد عن العقوبات التي ينص عليها الاتحاد الأفريقي و الأمم المتحدة.

و المعلوم من يقوم بإنقلاب لا يجازف بتسليم الأمر للمدنيين خشية أن يحدث انقلاب مضاد ووقتها سيدفع العسكريين الثمن و مع الاعتبار بأن انحياز المجلس كان تغيير لاتجاهات القوى الخارجية التي لها أثر في السياسة الداخلية  حيث تحول وقتها المعسكر من قطر إلى ابوظبي و الرياض.

منطق الواقع كان يحتم على أحزاب قحت بأن تكون نفس الأجسام التي تكونت بعد توقيع الوثيقة الدستورية و ان تجعل من المجلس العسكري شريك و كانت ستكون الامور مختلفة لكن للأسف لم تتم قراءة الواقع حينها فحدث بعدها ما حدث.

و عوضا بأن تتحد و تكون حاضنة سياسية حقيقة وقعت في نفس اخطاء الماضي بأن ذهبت في اتجاه جمع المكاسب الحزبية فكان لذلك أثره الكبير في تدهور الأمور.

حاليا حدث التطبيع و بنفس العقلية التي لا ترجع للماضي و تقرأ الحاضر لكي تبني مستقبل مختلف استمرت في نفس النهج لدرجة تهديد بعضها بالخروج من تحالف الحكومة و بذلك تكون ربما وضعت المسمار الأخير أو ما قبل الأخير في نعوشها.

السياسي البارع الحقيقي هو من يستخدم الممكن المتاح و يربط ذلك بالماضي مع قراءة الواقع المتشكل لكي يجد مسار حقيقي نحو المستقبل.

 

أحمد ادم حسن عبدالله <[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..