مقالات وآراء سياسية

الشراكة دايرة العين الحمراء!

حسن وراق

@ أحداث العنف التي حدثت يوم الخميس الماضي، لن تمر مرور الكرام ولها ما بعدها وستحدث تحولاً نوعياً في شكل العلاقة بين السلطة المدنية والعسكرية الحاكمة التي تتحمل ما حدث من تصدى قوات الشرطة (السودانية) في الخرطوم للمتظاهرين السلميين الذين خرجوا لمناصرة من ناصروا الثورة وحموا ظهر الثوار من أفراد قوات الشعب المسلحة وحقنوا دماء كثيرة عندما تنكر قادتهم (الدقانة) وزملائهم للثوار، جبنوا وتركوهم لآلة فض الاعتصام وربما شاركوا بضراوة في قتل المعتصمين والآن يعيدون الكرة مرة أخرى سيما وأن موعد الافصاح عن تقرير لجنة التحقيق حول أحداث فض الاعتصام قد بات وشيكاً ولن يخرج من توجيه اصابع الاتهام لذات القوات التي اعترضت على موكب الخميس بالعنف المفرط والاستفزاز لقوى الثورة التي أسقطت نظام قائدهم المخلوع بكل فظاعته وجبروته ولن يعجزوا عن هزيمة هؤلاء الجبناء.

@ موكب رد الجميل لنصرة أفراد القوات المسلحة الذين تم إعفاءهم من الخدمة حق ثوري وجزء لا يتجزأ من حراك ثورة ديسمبر المتواصل، موكب الخميس كان رسالة واضحة المعالم لكل العالم بأن ما حدث من اعفاء لبعض افراد من القوات المسلحة مخطط واضح المعالم بدأه المخلوع بتصفية كل العناصر الوطنية المنحازة للشعب السوداني من القوات المسلحة والنتيجة ما نشهده من ولاء ما يزال للمخلوع ونظامه ولهذا وجبت الهيكلة والنظافة من أعوان وأركان النظام الفاسد المباد الذي دمر القوات المسلحة، الافراد الذين تم اعفاءهم من الخدمة لا لسبب منطقي ومقبول ، غير انتماءهم للوطن وللثورة وكانوا أحق بالترقية والتكريم بأنواط الشجاعة التي منحوها لأنفسهم بلا حق، كشوفات الاعفاء من الخدمة أمر وارد وليس غريباً ولكن ما حدث هوإستهداف وتصفية لعناصر بعينها في الوقت الذي تم فيه الابقاء على اركان النظام الفاسد في أماكنهم بل وانعموا عليهم بالرتب والترقيات رغم انتماءهم السياسي الفاضح للحركة الاسلامية الذى يبدو واضحاً من سيمائهم.

@ ثورة ديسمبر المجيدة، قدمت وما تزال تقدم نموذجاً جديداً للحكم بمشاركة مدنية عسكرية رغم عدم الثقة الغير متوفرة من جانب المدنيين في العسكر الذين يعتقدون بأنهم خلقوا ليحكموا رغم عدم تأهلهم وكفاءتهم للحكم وان الاعتماد على القوة والارهاب والانقلابات لم تعد الوسيلة التي تقود الى الحكم مرة أخرى والعالم من حولنا وضع القيود والعراقيل أمام أي شكل من اشكال الانقلابات التي يفكر فيها الآن شركاء الحكم الذين إستحقون العين الحمراء من شركائهم المدعومين بالشارع، لأنهم استهانوا بالشريك القوي بالجماهير وكفانا مثالية مع إمتداد اللجنة الامنية الحاكمة.

@ العقلية التي تغذي الاتجاه الرامي للإطاحة بحكومة الثورة عبر عرقلة المسير وإفتعال الازمات هي ذات العقلية التي حكمت طوال الثلاثين عاماً الماضية وأفسدت الحياة السياسية ورجعت بالسودان الى ما وراء مراحل التخلف بقرون ولأنهم يقبعون في سجن كوبر لم يعد يحتملوا مكانهم الطبيعي (مزبلة التاريخ)، لم يستفيدوا من فترة السجن للتأمل والتفكر والتوبة لما اقترفوه من جرائم ومفاسد وقد بلغوا أرذل العمر يؤملون في مواصلة فسادهم، باستغلال ذلكم الجهل النشط أو(الميم نون) وسط المنظومة الامنية التي تصدت لموكب الخميس وحسناً فعلوا حتى يدركوا بأن هذه الثورة لن تؤتى بأسلوب القهر والارهاب والرصاص مرة أخرى وما حدث يوم الخميس يبرر عدم الثقة في العسكر لجهة أن لا أمان لهم، يبيتون حقداً دفيناً على المدنية والمدنيين أما وزير الداخلية ومعاونيه إذا لم يستقيلوا بعد فأقيلوهم حتى يستتب الأمن ويستقر.

حسن وراق

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..