“أطباء يرفعون الضغط

أظهرت دراسة حديثة تعتبر الأكبر من نوعها أن ضغط الدم عند المرضى يكون أعلى حينما يقوم طبيب بقياسه، في حين أنه ينخفض إلى مستوياته الطبيعية عند قيام ممرضة بقياسه.
ونصحت الدارسة أن يتجنب الأطباء القيام بقياسات ضغط الدم بأنفسهم، وأن يوكلوا المهمة للممرضات، وبحسب الدراسة فإن قيام الأطباء بذلك يعطي قراءة خاطئة مرتفعة بمقدار 7 ملم زئبقي في الضغط الانقباضي، و4 ملم زئبقي في الضغط الانبساطي، وهو ما يكفي للمباشرة بعلاجات دوائية غير ضرورية.
ولكن هنا في السودان يوجد أكثر من سبب لارتفاع ضغط الدم، من قبل حتى أن تقابل الطبيب، فإذا كنت مريضاً وفي طريقك للطبيب، وبعد أن تتجاوز الحفر والمطبات في الشوارع، وتستهلك نصف وقودك في إشارات المرور؛ هذا طبعاً إذا لم تقابلك دورية مرور وتقطع كم إيصال كده؛ تبدأ مرحلة دخول شارع الحوادث، وإذا كانت عجائب الدنيا سبعاً فالعجيبة الثامنة موجودة في السودان، وفي شارع الحوادث، وهي أن تجد (باركن) لسيارتك، ولو كنت تقود عربة إسعاف لن تجد (باركن) أما إذا أتيت بوسيلة نقل من أمجاد أو تاكسي لن تجد (فكة) لما تبقى من قيمة المشوار، فتبحث أنت والسائق من صيدلية إلى سوبر ماركت بحثاً عن (الفكة) وآخر حاجة تترك باقي المبلغ، وتعود أدراجك بخفي حنين.
وفي مستشفى الفيصل التخصصي عندما ترغب في الدخول لمبنى العيادات، لا يسمح لك باستعمال المصعد، إلا إذا كانت الحالة خطيرة والمصعد في المستشفى يتم طلبه بواسطة الهاتف، حيث يوجد موظف داخل المصعد يحمل هاتفاً، ويظل داخله يطلب منه الهبوط أو الصعود عن طريق موظف الاستقبال. هذا (الموظف داخل المصعد قريباً جداً سيصاب بدوالي الساقين والاكتئاب).
أما مصعد مستشفى فضيل، فبعد استعمالك له، يجب أن تستعد لعدة مشكلات في الجهاز التنفسي؛ فعدد المصاعد قليل مقارنة مع عدد المستخدمين، مما يؤدي إلى اكتظاظ داخل المصعد والشعور بالاختناق، فنفس هذا في وجه ذاك وكحة هذا مع عطسة ذاك، والمصعد يئن من الحمولة، وهو في طريقه إلى الطوابق العليا حيث غرف المرضى.
نعود لمستشفى الفيصل بعد هذا، تجد نفسك مضطراً إلى الصعود عبر السلم إلى الجزء المخصص للعيادات، وهي صالة ضيقة تتوزع فيها عيادات الأطباء وأمامها المرضى مثل (كيمان المرارة).
زحمة وضيق في الممرات، بحيث يصعب أن تمر، خاصة إذا كان مريضك على كرسي متحرك، فلا بد أن يصاب الأشخاص على الجانبين (بضربة) أو (عفصة) من الكرسي المتحرك.
الآن وقد وصلت إلى موظف التسجيل، هذا طبعاً إذا لم يقل لك اكتمل العدد أمشي وتعال بكرة. يطلب منك دفع رسوم التسجيل (300 ألف جنيه) بالقديم لمقابلة إحدى الطبيبات.
ولعلمك بعد أن تدفع هذه الرسوم إذا لم تراجع هذه الطبيبة في مدة أقصاها 15 يوماً، ستدفع أيضاً (300 ألف جنيه) عندما تأتي المرة القادمة.
هذا طبعاً غير رسوم المعمل والأشعة والموجات الصوتية و.. و… و….
أما إذا قال لك الطبيب إن الأمر يحتاج إلى عملية تبدأ عندها الهواجس تعصف بك، وسيناريو الأخطاء الطبية وجرعة التخدير الزائدة، والتهاب الجرح..
لقد أصبح المواطن يخاف من المرض، لا لشيء إلا لما يترتب على ذلك المرض، وبعض الأخطاء الطبية كانت بوابة المرضى إلى مقابر أحمد شرفي.
لا تنسى وأنت خارج من شارع الحوادث، بعد أن أفرغت جيوبك داخل المستشفى، ستجد أحدهم قد أوقف سيارته، بحيث لا تستطيع إخراج سيارتك (قافلك يعني).
بعد كل هذا؛ ألا يرتفع ضغط المريض؟!!.
:::
[email][email protected][/email]
تستاهلى وتستاهلى
خاصة انتي. يا جميل ،
(((وفى مستشفى الفيصل التخصصى عندما ترغب فى الدخول لمبنى العيادات لا يسمح لك باستعمال المصعد الا اذا كانت الحالة خطيرة والمصعد فى المستشفى يتم طلبه بواسطة الهاتف حيث يوجد موظف داخل المصعد يحمل هاتفا ويظل داخله يطلب منه الهبوط أو الصعود عن طريق موظف الاستقبال))) معقول الكلام دا ؟؟؟! ههههههه فعلا شر البلية ما يضحك … موفرنو لشنو يعنى وفى مرضى يا ناس … لا حول ولا قوة الا بالله …
شارع الحوادث ده اعترف والي الخرطوم انو ما نافع
استاذه سهير مع احترامي لك. لاي شريحه من المجتمع تكتبين. كتاباتك فيها شي من النرجسيه. عندما اقرا لك لا احس بانك مثلي ومثل بقية الشعب. انزلي الي مستوانا وناقشي قضايانا سوف تنجحين ولكن لا تضعي سياج بيننا وبينك. يا ريت لو كل مشاكل السودانيين هي ال parking. كان تكون مافي مشكله خالص. اسف علي الصراحه.
استاذه سهير مع احترامي لك. لاي شريحه من المجتمع تكتبين. كتاباتك فيها شي من النرجسيه. عندما اقرا لك لا احس بانك مثلي ومثل بقية الشعب. انزلي الي مستوانا وناقشي قضايانا سوف تنجحين ولكن لا تضعي سياج بيننا وبينك. يا ريت لو كل مشاكل السودانيين هي ال parking. كان تكون مافي مشكله خالص. اسف علي الصراحه.
مقالك ظريف ودمه خفيف. عن عامل الاصانصير فبيكون خاتي ليه كرسي وللا بيكون حايم ولمن يتصلوا بيجي. . .أبو السريع سعادته ههههههه أما عن الشارع الما فيه (باركينج) فدي من المصائب اللي الإنسان بيستغرب فيها وبيحزن عليها. . .
لقد أصبح المواطن يخاف من المرض، لا لشيء إلا لما يترتب على ذلك المرض، وبعض الأخطاء الطبية كانت بوابة المرضى إلى مقابر أحمد شرفي..
كلام صحيح 100% ولكن!!!! ماالحل ؟؟؟لك الشكر والتقدير أيتها الرائعة سهير..
الان كتبتي شىء يمكن ان يقرا مش مقالاتك السابقة تحرش بي و تحرشت بيهو
الاستاذة سهير لك التحية ومشكورة علي لفت الانتباه لمرمطة الشعب السوداني في المستشيات والشوارع . أنتي تكلمتي عن مستشفيات عاصمتنا الحضارية الخرطوم وأشرتي لشيء بسيط جدا مما يعانيه المرضي ومرافقيهم فبدل أن تكون المرافق الصحية مكان للاستشفاء أصبحت عبارة عن هياكل اسمنتية تستنزف المال والارواح، فكيف بكي أذا عرجتي والقيتي نظرة علي مستشفيات الولايات بل قولي الشفخانات، او مكبات النفايات، او السلخانات، سميها ماشئتي فكل هذه الاسماء تليق بتلك التي تسمي مستشفيات زورا وبهتانا، وبما أني انتمي لمدينة عطبرة ومدينة شندي حاضرتا ولاية نهر النيل كما يقولون أستميحكم عزرا أن أروي لكم قصة عمتي فاطمة التي تبلغ من العمر سبعون عاما وهي تقطن بريف شندي الجنوبي أصابها كسر في الحوض فحملناها لمستشفي المك نمر بشندي أجرينا الفحوصات والاشعة ووالله غرفة الاشعة عندما دخلناها كنت اعتقد انها مخزن للكراسي والطرابيز المكسرة، المهم بعدها نقلناها الذي تكدس فيه المرضي وكل يشتكي من علة مختلفة جاء الطبيب المناوب وقال أنها تحتاج لعملية وأخصائي العظام ياتي كل ابوع مرة لأجراء العمليات مما يعني أن ننتظر اسبوعا كاملا، توكلنا علي الله فلا نملك غير الانتظار ولكم أن تتخيلوا حجم الالم الذي كابدته لمدة أسبوع، مر الابوع وجاء الطبيب يوم السبت فأدخلوها غرفة العمليات ولم تمر عشر دقائق حتي ناداني الطبيب وقال لي بكل بساطة معليش ياأخ ماحانقدر نعمل العملية اليوم سنؤجلها للاسبوع القادم وعندما استفسرت عن السبب قال لي الوالدة لقيناها ماجاهزة للعملية لانها تلبس بامبرس اجلكم الله بحكم سنها وهو متسخ وأخشي أن اجريت العملية أن يلتهب الجرح ويحصل مالا يحمد عقباه! قال تلك الكلمات وتواري خلف الباب واختفي وتركني في حالة زهول وعدم تصديق لما يجري وكان بالقرب مني بعض الاقارب الذين سمعوا كلام الدكتور فاخذوا يرددون حصل خير وكل تاخيرة فيها خيرة فأذدت غيظا علي غيظي وقلت لهم عن اي خير تتحدثون هذا هو الاهمال وعدم الاكتراث للبشر فماهي مهمة الممرضات في المستشفي أن لم يتابعن المريض وتجهيز كل شيء يتعلق به قبل اجراء العملية؟ أليس من الواجب ان ياتي الطبيب قبل يوم من اجراء العملية لمعاينة مريضه ومناقشة الممرضات المتابعات لحالة المريض؟ المهم حملت نفسي وذهبت للمدير الطبي وشرحت له الوضع وأحتديت معه في النقاش وأسمت ان ارفع شكواي لوزارة الصحة التي اعلم انها لن تعيرني اهتماما ولكن هذا حقي وحق عمتي المسكينة التي تتوجع وتتألم ولا أحد يكترث لها، بعدها علم المدير الطبي اني لن اسكت فأستدعي الطبيب وتحدث معه فقال لي ياأخي عشان خاطر الوالدة انا حاأعمل العملية بكرة وحاأخر سفري عشان خاطرا فقلت له يادكتور لا تمن علي بجلوسك غدا لان الخطاء منكم وليس مناثم اين انتم من ميثاق شرف المهنة أين رأفتكم ورحمتكم للمرضي وهولاء الممرضات من يسالهن عن هذا التقصير الذي ربما يكلف المريض حياته؟ فرد علي المدير الطبي بأنه ستتم معاقبتهن علي هذا التقصير والاهمال، فضحكت لاني بعد خروجي سيمد لسانه ويقول من وين طلع لينا المتفلسف دا. المهم أجريت العملية وخرجنا وبعدها بفترة قصيرة توفيت عمتي رحمها الله تعالي . وأود ان اقول كثيرين وكثيرات مثل عمتي فاطمة نحن قوم لا نعرف حقوقنا وكثيرون يستغلون جهل البعض بحقهم فيغمطوهم له كثيرون يموتون بسبب الاهمال الطبي ولا يدري زوهم بذلك … وماسكين في حصل خير ولي خير والمريض يومو تم…..
شكرا أستاذة سهير علي طرح الموضوع وأسف علي الاطالة.
تخريمة:
الفاضلة تينا كيف حالك عساك بخير
طبعا معظم قراء مقال الاخت سهير يتركون المقال ويعلقون على صاحب المقال وهذه ليست مشكلة الكاتبة دي لوحدها ولكن كما قال احد النقاد ان الكتابة النسوية يقرأها الرجال ليبحثون عن المرأة لا عن الفكرة وعشان كدا انا لن اخرج عن هؤلاء ولا اؤلئك ولكن اقول وينك اليومين الفاتو؟ لإني انا وام هاشم متابعنك نقرأ لك وكل واحد يقرأ من الحتة اللتعجبه
هذه من اهم القضايا في السودان وانتي الان في المسار الصيحيح يا أستاذة ايو ادخلي في صميم احتياجات المجتمع.
سألت عليك العافية أخى الفاضل ((( أمجد مى توو ))) أنا بخير أحمد الله واشكر فضله … ربنا يرحمها ويغفر لها عمتك قصتها مؤثرة جدا … ماذا سيفعل هؤلاء المسؤولين وهم تاركين المستفيات وكأنها مكبات قمامة ولا توجد بها أيى أجهزة ومعدات لتنبيك أنها مستشفيات اللهم الا بالمرضى ؟؟؟! وكذلك ماذا سيقول هؤلاء الدكاترة والكادر الطبى يوم لا ينفع مال ولا بنون وحسبنا الله ونعم الوكيل … تحياتى …
اسمها الظاهرة متلازمة الكوت الابيض وهى ليست وقفا على
الاطباء وتعنى ان وجود المريض فى المستشفى يشعره بالتوتر
مما لارتفاع طفيف بالضغط ولا يستدعى ابدا علاج حتى مريض
ضغط الدم لا يستدعى علاج من اول مرة اذا لم يصحب بمضاعفات
كنت اتوقع ان تتكلمى عن بيئة عمل الاطباء فى المستشفيات
الحكومية ومن هو اامسئول عن توفير البيئة الصالحة بدل ان
تكلمينا عن موقف السيارة والمصعد الغيصل وفضيل لانو جل
الشعب السودانى بيسمع بيهن بس وبدل ان تحاولى حتى
من طرف خفى ان تتحاملى على الاطباء.اتمنى منك او كنت
صحفية جادة تخدمى هذا اامجتمع بتجرد ان تبحثى بحثا جادا
فى اسباب ظاهرة هجرة الاطباء للمهاجر.مع احترامى
الاستاذة/ سهيرة .. لك التحية والاحترام .. تعليقا على مقالك .. الذى حوى كل صغيرة وكبيرة .. دا الحاصل في السودان …اذا جلس الواحد منا في منزله بالمرض الذي شعر به .. سوف ينطبق عليه المثل (تموت موت الضأن) واذا ذهب للدكتور سوف يزيد الطين بله .. هنالك قصة ظريفة حصلت لاحد الاخوان ذهب للدكتور .. وماكان متوقع ان تكون المقابله بمبلغ كبير.. المهم دفع مبلغ المقابلة كاملا .. وعندما دخل على الدكتور قال له ماهو الشىء الذي يألمك؟؟ فرد عليه مافي شىء يألمني الا المبلغ الذي دفعته للمقابلة ، نسى ألمه (بل بالعكس زاد المه) دي المقابلة فقط غير حق المواصلات وشراء الدواء ..هل نموت في منازلنا كبد.. ونتحاشا مقابلة الدكاترة لما لمسناه من اخطاء طبية بشعة وعدم اهتمام بالمريض .. وصارت المهنة جني اموال فقط ، لا صحة المريض او شفاؤه .. واين الدكاتره .. الاغلبية العظمى غادرت البلاد ..والبقية المتبقية ناس خدمة .. خدمة لانفسهم وليس للشعب المغلوب على امره..وحيث أن شكواكم ومكاتبتكم حول هذا الموضوع متكررة لم تصل بكم كما ترون يا أيتها الأخت الكريمة إلا إلى طريق مسدود وإخفاقنا في علاج هذا الموضوع مرده ? كما هو واضح ? استعصاء الداء لا صحة الدواء .. اتمن لكل الاهل في سوداننا الحبيب ان يكونوا معافين سالمين لا يحتاجون الى طبيب او طبيبة ..ودمتم في حفظ الله ورعايته .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
السلام عليكم
قصة جميلة و سرد واقعي ولسه للفصة بقية اتمني ان تكملي انتي بس دخلتي شارع الحوداث و خرجتي ارجو
كتابة قبل الدخول و بعد الخروج –
وفقكم الله
لك جزيل شكرى أخى الفاضل (((ودالباشا))) ما نفقدك بيشينه ان شاءالله … جزاك الله خير … تحياتى …