الثورة انطلقت ولا تراجع

الآن فقط يستعيد الشعب السوداني جبروته ليستعيد كرامته في سباق المسافات الطويلة مع النظام المتهالك لاسترداد حريته المغتصبة منذ ثلاثين عاما، الآن تصدح الحناجر بهتاف الأحرار الذين رفضوا الخنوع والخضوع لنظام البندقية ..” سلمية سلمية .. ضد الحرامية ” الآن يرتجف النظام ويسرب الأكاذيب عن غزو خارجي لا يوجد إلا في مخيلة المعتوه الطيب مصطفى والمعوق اسحق فضل الله في محاولة لتشتيت الجماهير وصرف أنظارها عن قضاياه الأساسية المتمثلة في الحرية والخبز والكرامة… الآن اشتعلت شرارة الرفض والحزم والعزم لإسقاط النظام المدمر المنهار الذي فشل في توفير الخبز ناهيك عن مشاريع تنموية.
لا عذر لمن لا يخرج للشارع مدافعا عن حقه في الخبز والحياة بعد أن أوصل هذا النظام البلد إلى حافة الإفلاس والانهيار والدمار ، لا حجة لمن يقف متفرجا وقد حان وقت التخلص من الغوغاء الذين تسلطوا علينا باسم الدين وهم كالأنعام بل أضل سبيلا .. لا مبرر لمن لا يقاتلهم بسلاح الكلمة وبندقية الهتاف وقول الحق جهارا نهارا .. بعد أن روعوا الشعب الذي كان آمنا وخوفوا الشعب الذي كان مطمئنا .. بعد أن أدخلوا الجوع لكل بيت والمسغبة لكل شارع وسفكوا الدماء في أرجاء الوطن الأربعة .. لم يبق للناس شيء يصبرون عليه بعد أن قتل هؤلاء الأوغاد الأمل في نفوسهم وأحبطوا أحلامهم وأضاعوا مستقبلهم وزرعوا الخيبة ليحصدوا الخيبة.
لا عذر لقادة المعارضة وقادة الأحزاب وقادة الحركات إن فوتوا هذه الفرصة فلا تغيير بلا تضحيات ولا تبديل بلا بذل ولا نجاح مع الخذلان ، لا تدعوا أبناء الشعب العزل في الطرقات لوحدهم ، أخرجوا .. طالبوا بإسقاط النظام .. اجعلوا التظاهرات تعم القرى والحضر ليلا ونهارا .. حرضوا الناس على الثورة .. فالاستمرار هو أول شروط النجاح.. دعوا النظام يملأ سجونه بالشرفاء والمناضلين ليعرف العالم كله إدعاءاتهم الكاذبة والفارغة حول الحوار والحريات ..
الثورة لا يصنعها فرد إنما يصنعها قوام الشعب .. تصنعها الأمة بتضحياتها الجسام كل في موقعه والثورة في حاجة لمن يقودها وينظمها ويوجهها وتلك مهمة القادة والأحزاب والتنظيمات والحركات فلا تتباطأوا.
علينا أن نعي أن الثورة لم ولن تكون حكرا على حزب أو تنظيم أو جماعة أو قائد فتضحيات جميع الأحزاب والتنظيمات والحركات ومواجهاتها المتواصلة مع الطغمة الحاكمة متواصلة منذ مجيء هؤلاء للسلطة وآخرها تضحيات حزب المؤتمر التي لا تنكر ومبادرة الحزب الشيوعي التي أشعلت شرارة الثورة وتجمع الشعب في ميدان الأهلية وما قاله الصادق المهدي دفعة أخرى باتجاه تكامل عناصر الثورة على نظام الأوغاد، وكذلك التضحيات الجسام من الشباب والمرأة والطلاب والعمال شهدت بها التظاهرات ، وتجمع أبناء الشعب أمام منزل الشهيد محمود محمد طه الذي قتله الظلاميون إضافة أخرى لتماسك الشعب والهدف واحد لا غير وهو إسقاط النظام ، لذلك عليكم ألا تلتفتوا للمخذلين والمطبلين لنظام القتلة والذين يسعون لشق الصف عبر تصنيف غير منصف بالحديث عمن دعا للتظاهر ومن شارك فيه ومن تصدى لقيادته ؟ كل السودان ثائر وكل السودان متضرر باستثناء طبقة الحرامية الذين يحميهم الفاسد الأكبر .. فلا تلتفتوا للصغائر ولا تتراجعوا للوراء فقد انطلقت الثورة .. وإن غدا لناظره قريب فقد بزغ الثورة المباركة.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..