فيصل… القلم يليق بك

لقد سعدت سعادة كبيرة بفوز الأستاذ الصحفى/ فيصل محمد صالح بجائزة تتعلق بالنزاهة والشجاعة الصحفية إسمها (بيتر ماكلر) ، والحق يقال أن سعادتى تلك لم تكن لتنقص أبداً لو كان للجائزة مسمى آخر، أو كانت تتصف بالمحلية، أو كونها مجرد جائزة تشجيعية والسلام ….. الأهم بالنسبة لى الصفة التى بموجبها تم الإختيار وهى (النزاهة والشجاعة الصحفية) ، وهذا هو مربط الفرس وحجر الزاوية ، فالوضع والحال الصحفى فى بلادنا يرضى العدو لكنه لا يسر حبيبا أبداً لأسباب متعددة قتلها الآخرون بحثا ونقاشا ، والحلول معروفة ولكن لا حياة لمن تنادى، وإن كنت لا أستثنى الصحافة عن بقية المهن التى عماها كلها دون تفرقة (التردى) و (التدنى) ، ولذلك حين يخرج (فيصل) من خلال ذلك الواقع المرير كملك متوهج للمهنيِة التى لٌحمتها وسداها النزاهة والشجاعة فإننى لا أملك إلا أن أرفع له القبعة تحية وإحتراما ….لماذا؟ لأننى على قناعة تامة أنه متى ما صلح فرد (ما) فعلى أقل تقدير سينال الإصلاح (عشرة) من الذين يلتفون حوله، زملاء كانوا أم أصدقاء أو أفراد أسرة … لايهم ، فالخير فى الحياة العامة يعم الأقربين ،لا كما يرى (العسكر) أنه (يخص) صاحبه وأن الشر هو الذى يكتسب صفة ( العمومية).

لماذا فيصل دون الآخرين ؟ هذا السؤال طرحه كاتب قبل فترة بصورة أخرى حين زكر إسم صحفيين أو بالأحرى ( كاتبين ومالكين لصحيفتين) تكاثر توزيعهما مقارنا بينهما وبين فيصل . السبب فى رأيى أن فيصل غير دعى ،وأنه دخل المهنة عبر أبوابها عبر تأهيل أكاديمى صارم، لا تسور أسوارها ولا خرق حوائطها ،ولا نسب لنفسه لقبا أكاديميا دون كد وجهد وعرق ، كما أن شجاعته المهنية معروفة لزملائه الصحفيين أجمعين ، وأن مهنيته وخلو كتاباته من الغرض – بخلاف الصالح العام – يدركها القاصى قبل الدانى، وبالتالى لا مجال للقدح فى إستحقاقه لتلك الجائزة. هذا دون مساس بصحفيين آخرين وبكفاءتهم ونزاهتهم.
فيصل (الصحفى) أعرفه منذ فترة ….أقرأ له بصورة قد تبدو راتبة لقناعتى (الخاصة) أنه إن كان فى السودان صحفيون ملتزمون فأولهما الأستاذ/ محجوب محمد صالح وثانيهما الأستاذ/فيصل محمد صالح ، ولا غرو أن يكون الإثنان هما الصحفيان المتوجان بجوائز ذات قدر ووزن عالمى معتبر، فحين فاز الاول بجائزة (القلم الذهبى) حصد الثانى جائزة لا تقل وزناً أو قيمة، ولعل هذا الأمر يجعلنى أتفكر فى أمر أظنه عجباً ، عن سر علاقة (العالمية) بأبناء (محمد صالح)؟ وأعنى هنا شيخنا وأديبنا الراحل ( الطيب محمد صالح) ثم أستاذ الأجيال/ محجوب محمد صالح، وأخيراً الأستاذ/ فيصل محمد صالح ؟! فالثلاثة لا تجمعهم صلة رحم مباشرة ، إنما وطن واحد وتطابق فى إسمى الأب والجد، وقلم يتدفق حبره عطاء وحبا ووطنية.
الأستاذ/ فيصل محمد صالح ( من ناحية شخصية ) لا تجمعنى معه صلة صداقة أكثر من كونها معرفة، فقد بادر صديقنا المشترك الأستاذ الصحفى/ معاوية جمال الدين (بتقديمى) له فى شهر رمضان للعام 2011م حينما كانت (طيبة برس) تنظم وتشرف على خيمة الصحفيين بنادى ضباط القوات المسلحة، يومها تشرفت بمعرفة الأستاذ/ فيصل ونفر كريم من ضمنهم الأستاذ جميل الحرف والكلم / فتحى الضو رد الله غربته ( وأزال أسبابها ) ،وكانت هذه الخيمة بما تطرحه من برامج ثقافية وفنية خير زاد لنا فى ليالى رمضان، ثم لم تقم لها قائمة فى العامين الأخيرين ولست بعالم سببا لذلك ، وإن كنت قد تنبأت بعدم قيامها مرة أخرى فى الليلة الأخيرة التى غنى فيها الأستاذ/ محمد الأمين. ثم إلتقينا عدة مرات بعد ذلك فى مناسبات خاصة وعامة . ولذا لا أعتقد أن هنالك ثمة ما يمكن أن تقدح فى مصداقية كلمتى تجاهه ، وكل ما سطرته عنه إنما يأتى إنعكاساً من كونه شخصية عامة تحتل وضع مميزاً فى العمل الصحفى والعمل العام والمنافحة عن حقوق الإنسان ،وأعتقد أن الكتابة عن شخص كهذا لهى واجب على كل فرد يؤمن بالديموقرطية والدولة المدنية وحقوق الإنسان، وقبلهما الإيمان بالمهنية المتجردة فى العمل الصحفى .

قال الأستاذ/ فيصل في حوار أجرته معه الأستاذة /أمل هباني في صحيفة الخرطوم يوم الخميس الموافق 29/8/2013 : ” الحياد صفة لاتليق بالبشر “… أقول له :- هذا صحيح سيدي، لكنها تليق (بالمهن) .. كما القلم تماما ….الذى يليق بك.
التهاني مرة أخري موصولة للأستاذ / فيصل وأمنياتي له بدوام النقاء والتجرد والموضوعية .
وأمنياتى للعمل الصحفى بالعافية والإستقرار والمهنية الصرفة.

محــمـود
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..