هوية الكرة السودانية في خطر

عبده فزع

المدرب الوطني اصبح مقلدا للاجنبي في اساليب اللعب
طريقة 4/4/2 لاتناسب اللاعب السوداني لهذه الاسباب
كرة القدم السودانية عندها مايكفيها من مشكلات واية مشكلة فيها تهد جبالا لا جبلا.. كرة القدم السودانية توقف نموها عند حد لن تتخطاه ولن يضمن لها هذا الحد ثبات المستوي المرتفع شان الذين يلعبون الكرة في العالم.. والمشكلات المؤثرة علي عافية الكرة السودانية عديدة واليوم نلقي الضوء علي مشكلة المدربين الوطنيين وطرق اللعب والمعروف ان اختيار طريقة اللعب في اختيار المدربين لتنفيذ افكارهم وتحقيق طموحاتهم والسؤال هل المدرب ينفذ طريقة اللعب التي يفضلها ويحبها ام ان قدرات اللاعبين وامكانياتهم هي التي تفرض

عليهم طريقة اللعب.. وفي السطور التالية نحاول الاجابة علي هذا التساؤل حسب معرفتنا الفنية المتواضعة

طريقة 4/4/2

طريقة 4/4/2 تلعب بها الفرق والمنتخبات في اوربا وهي طريقة لعب هجومية وتهتم بالجانبين الهجومي والدفاعي ايضا فهناك دائما زيادة في لاعبي الوسط والمدافعين من الجانبين للاعبي الهجوم ولكن يجب ان يتميز لاعبو الدفاع والوسط بالسرعة والقوة للعودة لمساعدة قلبي الدفاع في حالة هجوم الفريق المنافس.

لا للاصرار علي طريقة معينة

ومن الخطا ان يصر المدرب علي طريقة معينة في الملعب ولابد ان تكون هناك مرونة في تنفيذ طريقة اللعب حسب الظروف وليس كل مايريده المدرب يطبقه في الملعب

5/3/2 و 2/5/3

بعض المدربين يفضلون طريقة 3/5/2 او 3/5/2 وتعني هذه الطرقة بتامين الجانب الدفاعي اثناء المباراة وعدم دخول مرمي الفريق اهداف كثيرة في حالة الدفاع تكون هناك زيادة من لاعبي الفريق علي مهاجمي المنافس ومن السهل في هذا الوضع استخلاص الكرة فلو استطاع المهاجم المرور من المساك فهناك ليبرو يقوم بالتغطية اما في الجانب الهجومي فيستطيع الفريق ان يهاجم بالكثير من لاعبيه ويصل عددهم الي 5 لاعبين عند امتلاك الكرة.

هذه الطريقة لاتناسب اللاعب السوداني

اللاعب السوداني ونظرا لامكانياته المحدودة سواء في الجانب المهاري او الفكر الكروي فلا يستطيع ان يؤدي بطريقة 4/4/2 لان هذه الطريقة تتطلب لاعبين يملكون مواصفات خاصة سواء في اللياقة البدنية وسرعة الارتداد من الدفاع الي الهجوم او الفكر الكروي وتتناسب هذه الطريقة مع الاندية الاوربية لما تضمه من لاعبين قادرين علي تنفيذ تعليمات المدرب

هوية الكرة السودانية في خطر

مما لاشك فيه ان الكرة السودانية بلا هوية حيث اصبح المدرب الوطني مقلدا للمدرب الاجنبي فالمفروض ان يختار المدرب السوداني الطريقة التي تتناسب مع قدرات لاعبي فريقه من اجل تحقيق النتائج التي يرغبها فاذا لم يحقق الفوز فلا يخسر

السوداني يفضل الاسهل

في كرة القدم من السهل جدا ان تدافع ولكن من الصعب ان تهاجم فاللاعب السوداني يفضل دائما الاسهل وهو الدفاع ولو تم فرض طريقة لعب علي اللاعب فستكون النتائج عكسية علي الفريق ولذلك يجب ان يراعي المدرب الوطني قدرات لاعبيه من اجل تحقيق نتائج افضل

كيف تكون المواجهة بين 4/4/2 و 3/5/2

فرقنا السودانية تعودت ومنذ زمن بعيد علي طريقة 3/5/2 سواء في حالة الدفاع او الهجوم فكيف يلعب المدرب بطريقة 4/4/2 ومنافسه يلعب بطريقة 3/5/2 وفي هذه الحالة سيمنحه الفرصة لفرض طريقته واسلوبين علي فريقه في الملعب حيث تمتاز طريقة 3/5/2 بوجود كثافة عددية في خط الوسط والفريق الذي يسيطر علي خط الوسط يستطيع ان يسيطر علي المباراة فاحيانا يضم خط الوسط 5 لاعبين و 3 منهم في الوسط واثنان علي الظهيرين ويؤدي ذلك الي زيادة عدد الهجوم عند امتلاك الكرة وفي حالة الدفاع يعود الظهيران لمساعدة قلبي الدفاع والليبرو اي ان هناك توازنا في طريقة 3/5/2 بين الدفاع والهجوم والاخيرة اذا كان الاهتمام مبالغ فيه بالجانب الهجومي علي حساب الجانب الدفاعي فمن المؤكد هزيمة الفريق.

الفارق بين اللاعب الاوربي واللاعب السوداني كبير

في اوربا يلعبون بطريقة 4/4/2 لان هناك لاعبين علي مستوي فني مرتفع ويملكون لياقة بدنية عالية وقادرون علي تنفيذ المهام الدفاعية والهجومية واللاعب السوداني لايستطيع التركيز مع فريقه طوال المباراة ولذلك عندما لايقوم بتنفيذ تعليمات المدرب نجد من يقوم بتنفيذها من زملائه داخل الملعب سواء في خطي الدفاع او الهجوم بمعني انه يجد من يساعده في طريقة 3/5/2 ولكن في طريقة 4/4/2 كل لاعب مسئول عن نفسه ولن يجد المساندة من زملائه اثناء المباراة

استقرار الاجهزة الفنية ضرورة

اذا اراد اي مدرب اللعب بطريقة معينة فلابد ان يكون اللاعبون قادرين علي اللعب بها وهذا لاياتي الا باستقرار الاجهزة الفنية وان يكون ذلك اثناء فترة الاعداد من اجل معالجة الاخطاء التي يقع فيها اللاعبون واللاعبون في السودان خاصة في الدرجات بالولايات المختلفة يلعب كل فريق بالطريقة التي يفضلها المدرب وفي احيان كثيرة يفقد اللاعب تركيزه اثناء المباراة خاصة لاعبي الوسط والدفاع فكيف يكون الحال لو لم يكن هناك ليبرو موجود للتغطية خلف المدافعين؟

لايمكن للمدرب اللعب بالطريقة التي يفضلها

لايمكن لكل مدرب قادر علي ان يلعب بالطريقة التي يفضلها ولكن يلعب بالطريقة التي تتناسب مع قدرات وامكانيات لاعبي فريقه ويجب علي المدرب ان يقرا اداء فريقه والفريق المنافس بصورة جيدة اثناء المباراة ويستطيع ان يغير في اداء فريقه في اي وقت من المباراة من اجل تحقيق النتيجة الافضل فطريقة اللعب قابلة للتعديل والتغيير حسب ظروف المباراة

لا للمغامرة في هذه الحالة

لا لمغامرة اي مدرب باختيار الطريقة التي يحبها ويفضلها ولايلتزم بها اللاعبون فالطريقة ليست موضة ويجب ان يقوم المدرب بتحفيظ اللاعبين طريقة اللعب في فترة الاعداد

لكل طريقة ايجابياتها وسلبياتها ولكن

لكل طريقة ايجابياتها وسلبياتها ولكن قدرات اللاعبين هي الاساس في تنفيذ الايجابيات في هذه الطريقة فلو كان هناك افضل مدرب في العالم ويلعب بطريقة لاتتناسب مع قدرات لاعبيه فان مصيره يكون الفشل فيجب ان ينظر المدرب في البداية الي قدرات لاعبيه لانهم الادوات التي تنفذ افكاره داخل المستطيل الاخضر كما يجب ان تكون هناك مرونة في اختيار طريقة اللعب ولاتكون اجبارية والا تاخذ اكبر من حجمها فاهم شئ بالنسبة للمدرب هم اللاعبون وامكانياتهم.

صدمة في افريقيا وسيكافا وفرحة بالممتاز: البدري لعب باكثر من طريقة مع المريخ

عندما حضر مدرب المريخ المصري حسام البدري الي السودان الموسم المنصرم لتدريب المريخ كان لديه الفكر والطموح بان يلعب باحدث الطرق الموجودة في العالم وفعلا بدا البدري المهمة خلال معسكر القاهرة قبل بداية الموسم المذكور بتدريب اللاعبين علي طريقة 4/4/2 ولكنه صدم بعدم حفظ اللاعبين واجبات الطريقة سواء من ناحية التغطية العكسية للظهيرين او الخلل الواضح في عمق الدفاع او مشتقات الطريقة مما اضطر البدري الي تغيير طريقة 4/4/2 الي طريقة 3/4/3 بشقيها 3/5/2 و 3/4/1/2 وفقا لقدرات المنافس الذي يواجه المريخ ومكان المباراة والنتيجة المطلوبة ونجح البدري في تقديم افضل العروض في بطولة الدوري الممتاز في الموسم الماضي بجدارة واستحقاق بعد ان فاز علي جميع منافسيه ولم يخسر سوي مباراة واحدة في نهاية الدورة الاولي للممتاز امام اهلي الخرطوم وتعادل واحد فقط امام نده الهلال في ختام الممتاز

قوون