أبريل عصية على (النسيان)!!

الصباح الجديد
أشرف عبدالعزيز
لأول مرة ينبري أعداء الثورة السودانية ويظهرون في العلن لقيادة حملة ممنهجة ضد الثوار والقوى المدنية الديمقراطية ظانين أن ذاكرة الشعب السودان خربة ، وأن مشاركتهم في إزكاء نار الحرب العبثية الحالية وجلوسهم على قمم المدن يتلذذون بحريقها كما فعل (نيرون) ستنسي الشعب السودان ما إرتكبوه من جرائم في حقه، بما في ذلك هذه الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين.
يظن هؤلاء أن تزييف الحقائق ممكناً ولم يحضرهم حديث المعزول البشير الذي عزا ما حدث له وحكومته بأنه نتاج ظلم الناس ، وكذلك تصريحاته أثناء الحرب في دارفور ( لا أريد أسيراً ولا جريحاً) ، أما قضية الأستاذ أحمد الخير التي هزت ضمير كل سوداني فهي موجودة في إرشيف التلفزيون وعلى أمراء كتيبة البراء مدهم بذلك.
والأنكأ حتى بعض الذين كانوا جزء من الملحمة والآن عادوا من جديد لأحضان ذات الحركة التي ثاروا عليها ينشرون بعض المقاطع والفيديوهات مستشهدين بها كأدلة تكشف مدى التفسخ الإجتماعي دون أن يتأكدوا حقيقة هذه المقاطع ، فأحدهم نشر صورة لثائر يحمل ثائرة ومد لسانه مستهزأً بالمشهد بإعتبار أن هذه هي القيم التي دعت لها ثورة ديسمبر (ثورة غير مقيدة الضوابط) ، وفي الحقيقة هذه الصورة كانت لأخ وأخت أشقاء أرادوا الإحتفال بالنصر وسقوط نظام الاستبداد.
و(المدهش) أن ذات الشخصيات التي تقدح في الثوار وتقلل من شأن الثورة في ذكرى الانتصار ، يوزعون في (السوشيال ميديا) مقطعاً لأحد الشابات صنفوها بأنها موالية للـ(القحاتة) وهي تنشد نشيداً جهادياً .. (تخيل) هم فرحون جداً لذلك ولمشاركة أفراد من (غاضبون) مع الجيش جنباً إلى جنب في العمليات العسكرية ومع ذلك يسخرون من (الثورة) ويضعون (علامات) حمراء في منازل الثوار بأمدرمان ويحرقونها ، يريدون أن (يمحو) كل أثر (أي نرجسية هذه).
من أهم عيوب بعض تيارات الحركة الاسلامية في السودان أنها لا تقبل المراجعة ويظن كل فرد فيها أنه مسلم وزيادة ويحق له التحكم في (خويصة) ضمير الآخرين ، مما يعنى أن النظام الإسلامي نظام شمولي يحدد لمواطنيه، ليس فقط حكامهم، وإنما أفضلياتهم الأخلاقية والثقافية والفنية، وبذلك فإنه يرد البشر إلى ما يشبه العجماوات!، فيخالف جوهر الطبيعة الإنسانية وينتهك حرية الاختيار المبدئية، والحق فى الخصوصية.
على هؤلاء أن يدركوا أن المقاطع التي ينشرونها لن تمحو ذكرى الثورة من النفوس أو قلوب السودانيين فهي ليس كنظامهم الذي كان مبنياً على تقوى أفراد كشفت زيفه التجارب ،فالأتقياء الأنقياء سقطوا في الفتنة قتلوا وعذبوا وشردوا وأشعلوا الحروب وأفسدوا في الأرض ودمروا الحرث والنسل وسرقوا البلاد ، وبالتالي المراجعة واجبة ومحاولات لي ذراع الحقيقة لا تجدي، فالحركة الاسلامية سقطت في ميدان الأخلاق الذي إختارته والشواهد المذكورة آنفاً تكفي، ولذلك الأفضل هو جلد ونقد الذات بدلاً من إدعاء إمتلاك الحقيقة والقيم بصورة كاملة ونهائية.
صحيفة الجريدة
نقد بناء عقلاني لحقائق حدثت على أرض الواقع من صحفي محترم يرجو الخير لبلاده اللهم انصر الحق في العشر الأواخر من رمضان واطفيء نار الحرب والفتنة وولي علينا من يصلحنا آمين
فعلا يا اشرف انهم ضد الشعب وثورته