كلاكيت ثاني .. تسجيلات عشوائية وإنجازات صفرية !!

الكل في بلادنا المنكوبة بابنائها حكاماً ومعارضة يعترفون بوجود أزمة طاحنة في كيفية حكم هذا الوطن الذي تتساقط أجزاؤه كالأسنان من على فكه المتورم بالحروب و الفساد وكل رزايا الزمن التي تكالبت عليه منذ فجر إستقلاله الذي وقف عند ساق حوائطه ظلاً متحجراً لم يبرح مكانه إلا متراجعاً !
شاء أهل الحكم أم أبوا فإن دعوتهم للحوار أياً كان دافعها .. أهو محاولة لكسب المزيد من الزمن لترتيب البيت الداخلي للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو جيش السلطة ومليشياتها أو هو نوع من الهروب الى الأمام بحثاً عن طوبات جديدة لوضعها في روق شرعية ناقصة أو هو البحث عن مخارج سهلة لا تقود الى جرد الدفاتر و قد يطيح بكثير من الكراسي والجيوب إن لم يكن الرؤوس .. فإن المدلول الواضح لدعوة النظام عبر وثبته في الظلام تلك لمعارضيه قبل مواليه لمبدأ الحوار في حد ذاته هو إعتراف بأن الأزمة في داخله بكل مكوناته قد بلغ سيلها زباها وإنه يستنجد مستغفلاً بمن حضر ويستجدي من نفر ليتلمسوا له حلولا من ورطته التاريخية بعد فشل مشروعه العقائدي الذي أثبتت الأيام والسنوات عبر تعثر التجربة ذات الثمن الغالي على البلاد.. أن أحلام سرابات الحقل في غفوة الظهيرة قد إنقلبت عليهم سهاداً في ليل واقع البيدر الذي ضاق بدوره بركام عدار الفشل !
وبالمقابل ورغم ما تتشدق به المعارضة من أطروحات تبدو منطقية في عموميات مبادئها ولكنها لا تملك القدرة الحقيقية لإجبار النظام للإمتثال لها طالما أنها معارضة لا تقف على أرضية الثقة ولا الدعم الكامل من الشارع وقد خذلته حينما تقدمها بعدة خطوات ضوئية إبان هبة سبتمبر التي أهدرت فيها قوى البطش دماءاً لم تتبين تلك المعارضة إن كانت هي منقوع نبات الكركدي أم هي مياه بلا لون ولاطعم من فرط العمى الذي أصابها وجعلها تتكي على عصا السلبية خلف حوائط التثبيط !
الكل ليس لديه ثقة في نوايا الآخر .. لا السلطة وفرت منها القدر المطمئن للمعارضة ولا الأخيرة تملك منها ما يطمئن الشعب لتفويضها أمر تمثيله .. وتظل مشكلة الوطن الكبرى ليس فيمن يحكمه .. رغم أننا نتوق الى الوصول الى صيغة كيف يُحكم .. ولكن كل ذلك لن يتأتى إلا بصدق النوايا البعيد عن أسلوب المناورة دون التهديف صوب مرمى صالح السودان المأزوم .. بجماعة ترى أنها تملك الحقيقة المطلقة والقدسية في طرحها والأحقية القصوى في حكمه الى يوم الدين .. ومعارضة تنكر شيخوختها وتصر على الرقص بثياب الشباب من زمانها الآفل خارج الساحة .. ومن هنا تتسع الهوة التي يتزايد معها ظلام مستقبل البلاد كلما تباعدت أطرافها الهشة وينحدر معها مصير هذا الشعب الطيب كلما ..تعمقت وينهال عليها غبار عدم الثقة الذي يحجب رؤية كل طرف عن الآخر .. و يكون نصيب عيون الأمة الدموع على وطن ..يتلطش ككرة الطاولة بمضارب عدم ثقة الأطراف اللاعبة بنا طويلاً!
لابد من الاصلاح الفعلي قبل ان نبكي علي اللبن المسكوب ان العنف الاعمي الذي لا يفرق بين اهدافه و لا يسير باهله الي مبتغاهم, مضر جدا ويردد عليهم ,القتل علي الهوية سببه نحن و لا مجال لنظرية المؤامرة , ان الذي يحدث في هوامش السودان الكبير هو نتاج ضياع البوصلة الايديولجية وتفشي الاطماع و لا هواء الذاتية منها للتمسك بالسلطة و الاستأثار باقليل الثروات المنهوبة.اجل العيب فينا نحن الذين ننتمي الي تنظيمات او حركات تناهض النظام الظالم . لاننا يا اخوتي سكتنا طويلا علي الفوضي و عدم التنظيم الدقيق في منظوماتنا السياسية و تجاهلنا مسالة التغير و تصحيح مسارنا السياسي الذي انحرف عن جادة الطريق منذ امد بعيد, لقد حدث هذه العملية السلبية عن عمد او جهل ففي كلا الحالتين انها مشكلة كارثية ….. لان معظم القادة اخذتهم السكرة السلطوية و ذاد الطين بله جماعات التسلق السريع و كساري التلج لان اللاتحاق بالثورة في اخر ايام التفاوض يعتبر من سبل الكسب السريع……لذي اغلق الباب اما كل من يريد التصحيح او تصويب المسار .لابد من اشاعة التثقيف السياسي الثوري , الذي من ابجدياته او بديهياته ان لا نظلم الاخر اكرر…. ان لا نظلم الاخر …..لاننا ببساطة نناضل ضد الظلم …..و ثانيا المساواة نعم اي و الله المساواة بين بني البشر .هذا لاننا قمنا و ناضلنا لكي نعيد للانسان الكرامة التي اهدرها المتطفلين. ….لكن للاسف ضللنا الطريق و انا و احد منهم …فابتعدنا عن الثورة ونسينا تحقيق العدالة والصفاء الانساني حتي في ما بيننا نحن التحررين..لا و بل تمسك قادتنا بالكرسي باي ثمن حتي اذا ضحي بكرامة نفسه !!!!!! لذي يارفاقي تجدوني غير مستغرب لما يحدث في بانتيوو بور ماسيحدث في مناطق اخري…وللاسف الشديد ابشر بالمذيد من القتل علي الهوية وقد يعم هذا السلوك الحيواني كل ارض الهامش بلا اثتثناء…و للاسف الشديد تحققت نبؤة الدكتور حسن مكي …..ان الذي ذكرها في مقال قديم الذي حمل عنوان ….( عصابات الهامش لايمكنها ان تحكم نفسها ..الخ)…. نعم تحقق ما جاء ذلك فيه.. بالحرف الواحد. الان في الجنوب يموت الانسان فقط لانه يشبه كذا وا كذا ……و لان يصنف الانسان في غربنا الكبير بانه ثوري لانه من القبيلة الفلانية و انه عدو او عدو محتمل …اكرر عدوا محتمل …لانه من الجماعة الفلانية حتي لو استشهد امامك وهو يذود عن