نظرة في كتاب الله

نظرة في كتاب الله

كثير من الناس يربطون بين التقدم العلمي والإسلام ويقولون ما جاء التخلف بالنسبة للمسلمين إلا لبعدهم عن الإسلام… فالإسلام سلوك خلقي في المقام الأول جاء للإرتقاء بالسلوك البشري من مرتبة الحيوانية الى السلوك الإنساني القويم ليعبد الله على بينة من أمره و يحث على العلم سواء كان دينيا أو دنيويا ولكن القرآن ليس كتابا فيزيائيا أو كيميائيا أو حيويا، لتقديم النظريات العلمية ولكنه يحمل بين طياته إعجازا بالمطلق وهو كتاب الله المقروء بينما الكون بمثابة كتابة الله المنظور فليس هنالك تعارض بينهما لأنهما ينبعان من مشكاة واحدة وهو نور الله…
فالدنيا فكما هي مزرعة للآخرة، مزرعة لذات نفسها كذلك، تعطي لكلٍ حسب عمله، بإذن ربها، فمن إجتهد في علم من العلوم يأخذ حقه ولو كان ملحدا ومن تقاعس عن طلب العلم يُمنع عنه ولو كان مسلما… فعطاء الربوبية ممدود وليس له حدود لمن يطلبه سواء أكان عاجلا أم آجلاً كما قال تعالى:
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا.
فكان قارون موسى من ألد أعداء الله ومع ذلك لم يمنعه الله من الكنوز (ما إن مفاتحه لتنوء عن العصبة أولى القوة) وكذلك فرعون وكثيرون في أيامنا هذي وهم يأتون من السلوك ما يشيب له الولدان ولكن نتائج أعمالهم مؤجلة (ليوم تشخص فيه الأبصار)…
ولكن على الجانب الآخر كم من أناس قريبين من الله ولكن ربما لا يجدون قوت يومهم وهذا ليس معناه ان الله غير راض عنهم… فهؤلاء قد اجتهدوا في آجل أعمالهم عن عاجلها ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا… فأمثال هؤلاء قد يظن بعض الناس انهم لا قيمة لهم في الحياة بل ويحتقرونهم ولكن هؤلاء في ظني من أكثر الناس ذكاء وفطنة لأنهم سيضحكون كثيرا في مقبل أيامهم بينما هؤلاء الذين يعضون على الدنيا بنواجذهم ويتشبثون بها سيبكون كثيرا حينما يجدون ما قدموا من أعمال (كسرابٍ بقيعة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)…

حمدي حاج هلالي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لتنوء بالعصبة وليس عن العصبة
    ( إن قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) صدق الله العظيم

  2. رسالة أرسلها بكل المحبة، لكل إنسان يريد أن ينظر في كتاب الله وأن يفهم الإسلام فهما” صحيحا” أن يقرأ كتب الدكتور (محمد شحرور)، أو أن يستمع لمحاضراته أو برامجه في اليوتيوب، وسيذهله هذا الرجل بعلمه وسيبهره بشرحه لكتاب الله على أسس غاية في المنطق، وسيكتشف من يفعل ذلك أنه كان يعيش في جهل تام بمعاني القرآن التي يرددها علينا من يسمون (علماء الدين)بغباء ممل كل يوم دون أي تفكير أو تحديث.
    أنا شخصيا” وبعد استماعي لعشرات المحاضرات لهذا المفكر العظيم، أشعر أنني قد خرجت من الظلمات إلى النور على يد هذا المفكر المجدد بحق.
    أتمنى ممن يقرأ هذا التعليق الاستماع ولو لمحاضرة أو حلقة واحدة لهذا الرجل ليستيقن من كلامي هذا.

  3. لتنوء بالعصبة وليس عن العصبة
    ( إن قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) صدق الله العظيم

  4. رسالة أرسلها بكل المحبة، لكل إنسان يريد أن ينظر في كتاب الله وأن يفهم الإسلام فهما” صحيحا” أن يقرأ كتب الدكتور (محمد شحرور)، أو أن يستمع لمحاضراته أو برامجه في اليوتيوب، وسيذهله هذا الرجل بعلمه وسيبهره بشرحه لكتاب الله على أسس غاية في المنطق، وسيكتشف من يفعل ذلك أنه كان يعيش في جهل تام بمعاني القرآن التي يرددها علينا من يسمون (علماء الدين)بغباء ممل كل يوم دون أي تفكير أو تحديث.
    أنا شخصيا” وبعد استماعي لعشرات المحاضرات لهذا المفكر العظيم، أشعر أنني قد خرجت من الظلمات إلى النور على يد هذا المفكر المجدد بحق.
    أتمنى ممن يقرأ هذا التعليق الاستماع ولو لمحاضرة أو حلقة واحدة لهذا الرجل ليستيقن من كلامي هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..