غياب دور الحركات المطلبية في توازن القوى بين النظام والمعارضة

معمر حسن محمد نور
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يتحدث شيخ الصحفيين السودانيين فعلي الجميع الاستماع ..وعندما يكتب فمن الواجب الاطلاع .. حفظ الله الاستاذ محجوب محمد صالح ومتعه بالصحة والعافية .
ففي خلاصات موجزة ختم افاداته لبرنامج مراجعات في قناة النيل الازرق بأن الحوار لن يكون مجديا ما لم تتوازن القوي بين المعارضة والحكومة لان النظام لديه احساس كامل بميل الميزان لصالحه .. وكتب في مقاله المنقول من صحيفة العرب الي الراكوبة بأن توحُد المعارضة هو السبيل الوحيد لفعالية الحوار مع النظام لان التوحد يفضي… اما الي اقناع النظام بقوة المعارضة، أو الادراك الجماعي لعدم جدوي الحوار والبحث عن خيارات اخري .
فهو يري عن حق، ان عدم وجود توازن للقوي يجعل حتى الكوديسا التي ينادي بها الصادق المهدي غير ممكنة، ببساطة لانها نجحت في جنوب افريقيا عند احساس نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا بميلان ميزان القوي لغير صالحه.
ونعي علي المعارضة فشلها في استيعاب الحركات الشبابية. وقد برز هذا بوضوح في هبة سبتمبر المجيدة ..حيث ذهبت تضحيات الشباب الي غير ما ارادوه لانعزال الاحزاب عنها .
وما نستطيع ان نقرره هنا ان احزاب المعارضة لن تقدر علي الاحساس بنبض الشباب لاتساع البون بينها والشباب .. فما عاد للقداسة مكان في ذهن شباب اليوم . لذلك سيبقي الشباب رصيدا مهملا لديها مع ان حركاتهم العفوية هي التي يمكنها ان تقض مضاجع النظام . بل وتقرر مصيره .
فاذا كان ميزان القوي مائلا لصالح النظام في الوقت الحالي ، فانني اري ان غياب دور الحركات العمالية المطلبية هو المؤدي الي ذلك . فقد استكان العاملون الي شكل النقابات الحالي الذي صممه النظام للحفاظ علي وجوده. فما من حق يمكن ان ينال إلا ما اتت به هذه ، والتي يدرك الجميع كيفية تكوينها. وقد وصل بها التفريط في حقوق العاملين الي حد تراكم الاستحقاقات لدي الحكومة المركزية والولايات …وعند السؤال يعودون بما قال به الوزير عن ضعف الموارد .
لذا اري أنه من الواجب علي العاملين تكوين مجموعات ضغط مطلبية تستند علي الحصول علي ما تم اقراره من الدولة اولاً. ويكون هذا بالضغط علي النقابات اولا ثم تجاوزها في مرحلة لاحقة . فما للعاملين علي الدولة كثير ..وللتذكير فقط فهنالك مثالان .الاول في فروقات تعديل الرواتب في 2008 علي ما اذكر ن فقد صدر منشور للزيادات طالب الولايات بتطبيقها.. إلا ان معظم الولايات لم تنفذه . والثاني هو فروقات التعديل في يناير من العام الماضي .. حيث لم يطبق التعديل الا في نوفمبر رغم ان اقراره كان مع الزيادات الاولي للمحروقات في بداية العام . وتقول الدولة بانها ملتزمة بها في شكل اقساط شهرية .تتآكل مع زيادة التضخم .أما فروقات الترقيات والعلاوات ..فحدث ولا حرج . واذا لم تبن المعارضة اجساما نقابية مطلبية لهذا الغرض ، فانها من سيدفع الثمن حتي اذا افلحت في اسقاط النظام . فستقدم هذه المطالبات مع اجواء حرية العمل النقابي . ولا اتحدث عن خيال . بل ان الذي كان في الخدمة العامة ابان الديمقراطية الثالثة ..يذكر سيل الاضرابات التي واجهت الحكومة وكانت سببا مباشرا في اضعافها .. فهل ستنتظر المعارضة هذا المصير ؟
[email][email protected][/email]
شطارة نظام الإنقاذ – يا أستاذ معمر- تتجلى في قدرته على شل فعالية ما يسمى بالمعارضة وما عرفناه في الماضي بالنقابات. أحزاب المعارضة (ذات الوزن) والنقابات (ذات الوزن أيضاً) كلها صارت في جيبه(أي جيب نظام الانقاذ الشاطر الذي يعرف من أين تؤكل الكتف). ولهذا عمر هذا النظام (يا أستاذ معمر) – كما تعلم- أكثر بكثير من كل الأنظمة الأخرى التي تعاقبت على حكم وطننا العزيز منذ فجر الاستقلال – الديمقراطية منها والعسكرية. ولا زال يطمع في المزيد من العمر. لقد مضى ربع قرن من الزمان وهو بيننا? ويطلب منا الآن أن نتحاور معه. نتحاور في ماذا؟ ومتى كانت محاورة الضعيف متكافئة مع محاورة القوي؟ هو يريد فقط أن يثبت عجزنا في مقابل قوته. هو يعرف أننا متفرقون، كل منا يغني على ليلاه. وأين هي ليلى؟ إنها حلم بعيد المنال!!!! كان الله في عون شعبنا الطيب الذي يتطلع إلى الحياة الكريمة.