فساد الإسلاميين..لا بد من ان يعاد مال شعب السودان المنهوب من عائلات الفاسدين والجزارين والإسلاميين

عاطف عتمه

كنت ممن ذرف ثلاثة اطنان ونيف من دموع الفرح، وذبحته التباريح تهليلا بحكم الانقلابيين الإسلاميين في السودان، ثم صحوت على وقع حالة فساد كبير يتمدد كالنار في الهشيم، يسلب وينهب ثروات وخيرات بلد يعتبر سلّة غذاء العالم في ثرواته الطبيعية ، ولولا تخلف وفساد ادارته السياسية لكانت ثرواته قادرة على ان تسد فقر العالم برمته .

وهنا حينما نتحدث عن حكم السودان فإننا نتحدث عن نظام عالمي صغير متغير جديد يعيش تحت وطأة تأثير جيوبوليتيك متسارع مترابط ، ولا نتحدث عن قارّة بعيدة ليست ذات صلة بسياسات في الاردن او مصر او سوريا وتركيا وغزة ، وإنما هو مدخل كي نحاكم جميع الانظمة وفق مسطرة واحدة ، لنتحدث في صلب مسيرة النظام العربي لأننا نقيم تجربة الاسلاميين في الحكم وكتنظيم دولي موحد ، بقي يلعب في عقولنا عشرات السنين، فاوقعنا في فخ إشكالية الاسلام الدين، والإسلام الحزب والسياسة، وشتان بينهما .

ولأنه ما زال الكثيرون يعتنقون عقيدة الاسلام السياسي وتعلو بكائياتهم ولطمياتهم على غباء وتخلف مرسي ، وهم يلومون المصريين بأنهم ما منحوا مرسي فرصة كافية، وحوكم عن تجربة عام فقط ، لكن الشكر لله بانه لم يمكث أكثر من ذلك وتم خلعه على الطريقة المباركية والزينية ، والا لكان استنسخ تجربة تنظيمهم في خراب وتخريب وفساد وتوليد نظام اقطاع ومركزية ثروات اسلاميي السودان تحت شعار عدالة عمر – رضي الله عنه – والإسلام هو الحل .

واذا كانت ذروة سنام الاسلاميين طريقتهم في جعل السودان قاعا صفصفا فبئست تجربتهم الفاشلة ، لان الغرب الرأسمالي واوروبا العلمانية وفكر الماسونية هي اشد رحمة في انها حققت لشعوبها الرفاهية والعدالة الاجتماعية والمساواة والتعايش والسلم الاهلي ، وحاربت كل اشكال التفرقة ، فماذا حقق اسلاميو السودان بعد تجربة ما يزيد على ربع قرن سوى ادخال البشير لطبق السجق ورقص الهيب هوب الى حياة السودانيين كما ادعى !! ، وما نرى من حصار ودمار وفقر وتخلف وعزلة وفساد وإثراء عائلة جزارين من قوت السودانيين ولقمتهم ، فمن يعيد ثروات السودان المنهوبة من عوائل الاسلاميين والجزارين امثال المتعافي وغيره ممن يعج طقس السودان برائحة نتن وعفن فسادهم ؟

لا تختلف جماعة السودان الحاكمة في فسادها عن غيرها من الانظمة العربية الحاكمة الفاسدة سوى عنوانهم الاسلامي ، فيما الاسر العربية الحاكمة تحتل مرتبة افضل لأنها تركت امنا واستقرارا وبعضا من ثروات ، ولم تتنازل عن ذرة تراب من ارضها وسيادتها ، بينما لم يترك اسلاميو السودان فتاتا للشعب وصيروا الخيرات حصائد للجراد ، ومقبرة لمن لم يمت بالسيف ، بل نوعوا اساليب الموت والقمع ، فمن لم تقتله صراعات العشائرية قتلته مصارع الجوع وسوء التغذية والاوبئة والأمراض والبرد القارص والسيول وحر الشمس اللاهبة دون مأوى واستمرار حروب الانفصالات .

لقد هللنا لتجربة ” الاسلام هو الحل ” فخرجنا بنتيجة واحدة هو ان احزاب وجماعات الاسلام السياسي بزّت كل الاحزاب والأسر الحاكمة والمشيخات، في قدرتها على الفساد، وتزيينهم لسوء اعمالهم فاحتكروا السلطة والمال معا وضيقوا على الشعب وتركوه فريسة للعاديات .

لقد اصبح حكم اسلاميي السودان مثار تندر لدبلوماسيين ومفكرين غربيين ساخر مضحك هنا في عمان، فمنهم من تمنى لو انهم كانوا يحكمون منذ زمن لكانت سقطت ورقة التوت التي غطت سوءتهم لسنوات خلت .

لا بد من ان يعاد مال شعب السودان المنهوب من عائلات الفاسدين والجزارين والإسلاميين كما حصل في تونس ومصر والعراق وإلا فلنعتذر لمن سقط من طغاة، ولنترحم عليهم ولنعد رفاتهم ونستنسخهم، والبقية في حياتكم وللحديث بقية .

الانباط

تعليق واحد

  1. الاسلاميين والجزارين امثال المتعافي وغيره ممن يعج طقس السودان برائحة نتن وعفن فسادهم ؟
    _____

    يبدو ان رائحة المتعافن قد طقت حتى بلغت بلاد الشام وذاع صيته في الافاق كاحد اعفن النماذج لفساد الاسلامويين و(تحللم) الاخلاقي

  2. ماقلت الا الحق يا استاذ تجربة الاسلام السياسي فاشلة بامتياز. طبعاُ نحن في السوان كلما نري بلداُ عربياُ او اسلامياُ برزت فيه تيارات الاسلام السياسي “مثل الاردن” “والكويت” نضع ايدينا علي قلوبنا ونترحم علي هذا الشعب لما رايناه من هؤلا من ممارسات وفساد مقنن باسم الدين “التمكين” “والقوي الامين” “وفقه السترة لمن يتولي الشأن العام” وقمع المعارضين تحت عنوان موالاتهم للنصاري وعداءهم للدين. اللهم جنب الاسلام والمسلمين من يتشتقون هذه الايام باسم الدين ويبثون افكار مسمومة في دول العالم الاسلامي.

  3. اذا لن تسترد اموال اليلد على داير المليم من كل من عمل في هذه الحكومة منذ 25 سنة , اموالهم عند زوجاتهم واخوانهم وابنائهم واقاربهم , يجب ان يكون كل فرد منهم ومن زويهم موضع شك , يجب ان نبحث في جزور عائلاتهم وكل من كان على صلة معهم, غير ذلك من الذاكرة المثقوبة للشعب , او يتم القيض غلى شخص او شخصين ثم ينسى الامر من الافضل ان يكتموا على انفاسنا الى يوم القيامة . يجب انشاء جهة عدلية خاصة لها ارقام يتصل عليها كل المواطنين مع الاحتفاظ بالسريةويجب عليها التحقق من صدقية اى اتصال يرد اليها مهما كان عددها , وان لا تطالبه بالدليل , يجب ان تبحث هى عن الدليل , فمن يملك المليارات يجب ان يمتلك دليلا والا تنزع منه ويحاكم

  4. جزاك الله خيرا الاستاذ عاطف و نرجو الا تتكر تجربة متاسلمي السودان في البلاد العربية الاخري لانها تجربة فاشلة و مشوه للاسلام فهم اتستغلوا العاطفة الدينية و الشعار الاسلامي لخدمة مصالحهم و كنز الثروات و المال و اقتناء القصور و الحسان

  5. استاذ عاطف تحيه لك مع وقوفك مع الشعب السوداني المظلوم من اخوان الشيطان والله العظيم الزل والقتل والفقر والتشريد لهذا الشعب العظيم من الاسلامين لا يوجد في اي دوله في العالم حتي الفلسطينيين مع الاحتلال هم في رحمه مقارنه بالسودانين

  6. كنت ممن ذرف ثلاثة اطنان ونيف من دموع الفرح، وذبحته التباريح تهليلا بحكم الانقلابيين الإسلاميين في السودان: شكرا لك استاذ عاطف عتمه فقط مان تزرف لهم دموع الفرح من البدايه لانهم استولوا على السلطه بالانقلاب على الشرعيه الدرستوريه المنتخبه عام 1989 هذه مشكله معظم النخب العربيه الاندفاع العاطفى ثم اكتشاف الخطل لاحقا والتراجع برضو كويس!!!

  7. يا اخوة لا تسبوا الناس هكذا جزافا، فمن كان له الدليل والبينة فاليقدمها واحسب ان العدالة سوف لا تتردد في محاسبة اي تجاوزات ان وجدت

  8. الفساد يضرب ولاية كسلا
    والي كسلا ينزع 600 قطعة أرض سكنية( مربع 16 ريبا بمدينة كسلا) وزعت للمواطنين عام 1992 بحجة منحها لمنظمة الأسود الحرة(إتفاقيةالدوحة).
    لماذا يمنح الوالي الأسود الحرة أراضي وزعت قبل 20 سنة
    لماذا لم يمنحهم في أي مكان آخر في بلد المليون ميل مربع؟ لماذ مربع 16 ريبا كسلا؟ ممكن مربع 15 أو مربع 17 أو 18 أو 14
    هذا المربع يقع على بعد 20 متر من الطريق السريع الذي يربط بين الخرطوم- كسلا وبورتسودان
    على بعد واحد كيلو من مدخل كسلا. يعني موقع أستراتيجي.
    الوالي فال هنالك قرار جمهوري بمنح الأسود الحرة أراضي، ولكن القرار الجمهوري لم يقول أمنحوهم
    أراضي مواطنين وزعت قبل عشرين سنة و الىن نحن منتظرين الخدمات. قبل 20 سنة الأسود الحرة كانت غير موجودة.
    علمت مصادرنا أن الجماعةإياهم ( الوالي والحرامية بتاعين المؤتمر الوطني) قسموا الأراضي بينهم وعوضوا المساكين أصحاب القطع في أقصى مدينة كسلا يعنى الخدمات سوف تصلهم بعد 40 سنة تانى.
    الغريب أن المحكمة الدستورية أيدت قرار الوالي (لأنه هم ذاتو خاشين في اللعبة)وحاميها حراميها

  9. فرحت فرحا شديدا بانقلاب الاسلامويين على نظام ديمقراطى عمل حكومة وحدة وطنية لتشرف على وقف مؤقت لاطلاق النار ومؤتمر قومى دستورى لحل مشكلة الحكم فى السودان فى جو من وقف العدائيات والحريات للجميع وحكم مدنى مائة فى المائة!!
    يا استاذ عاطف عتمة اذا انت اسلاموى تكون دى مصيبة واذا لم تكن كذلك فهذه مصيبة اكبر لفرحك بانقلاب مسلح على حكومة مدنية شرعية تكفل الحريات وسيادة القانون!!!
    ماذا فعلت الانقلابات العسكرية والعقائدية فى افريقيا والوطن العربى؟؟؟
    اجب على هذا السؤال ايها المثقف العربى ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم!!!!!!!!

  10. الأخ الكاتب عاطف , السلام

    لم يخفي علي أي ذو بصر و بصيرة منذ فجر السودان , أن الاسلام السياسي يمكن أن يقدم حل لأي من معضلات الوطن السياسية أو الاقتصادية أو حتي الاجتماعية , فلا يمكن لدولة ان تتلبس ثياب الدين الا رياءاً , و انما الافراد ان صلحوا بدينهم صلح حال مجتمعهم . و الخطل الفكري الذي أقحم الاسلاميين أو المتأسلمين العالم كله في مهاترات و مناظرات عقيمة لم تسمن من جوع و لم تغني من فقر , و هذا حالهم واضح جليّ اين ما حلوا تجد الدمار رفيقهم و القتل صديقهم و الفساد صفتهم و التمكين سبيلهم , و هل يعقل حساب من اءتمر بأمر الله ؟ فقننوا الفساد و كانوا أول من خالف سمات الدين الاساسية و أحلوا ما حرم الله من ربا و قتل و سلب و تضييق علي خصومهم و الذين وصموهم بأعداء الدين و رب الدين .

    طب خاطراً أيها الكاتب و لتنشر عنا ان هناك عباداً كانوا صالحين و مصلحين في وادي النيل فجاءهم من ادعي رسالة جديدة ,ألجم الناس بكلام الله فصدّقوا كلام الله و لم يصدّقوهم , فظلموهم و لم يظلمهم الله و لو كان ما اغترفوا فعلاً من أفعال البشر لكان كل هذا نسخاً للكثير من التجارب البشرية , و لكن هؤلاء تلبسوا بثياب الصالحين و تنادوا بنداء الدين فضيعوا دينهم و ضيّعونا , و لا أجد لهم شبهاً الا في الحديث القدسي الذي يعد فيه ربنا من يجترئي عليه و يعده بفتنة تجعل الحليم فيهم حيراناً و نشهد الله أننا رأينا في حالنا اليوم في أرض السودان مثل هذه الفتنة , فحسبنا الله ونعم الوكيل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..