سيذهب هذا النظام .. لكن السؤال بأي ثمن؟

سيذهب هذا النظام وبوادر ذلك تلوح في الأفق ….ولكن السؤال بأي ثمن ؟
كعادة الأنظمه الدكتاتوريه تقوم على مكون وحيد من مكونات الشعب قد يكون مناطقيا أو قبليا أو حزبيا ولقد إختارت الإنقاذ أن تقوم على المكون الحزبي وحزبها هو حزب المؤتمر الوطني وقد إستخدمته كفئة بإخضاع المجتمع وأظهرت كأن هذا المجتمع متماسكا وقويا وذلك بالتسلط وبالحديد والنار ولم تبني مجتمعها على أساس المواطنه
وهذه الفئة إستأثرت بالسلطة وبكل موارد الدوله الماليه والعسكريه والسياسيه والأمنيه وإستغلتها أبشع إستغلال ولكي تخدع العالم الخارجي لملمت فتات من أحزاب الفكه كما يقال عنها في عمليه تجميليه وأصبحوا كومبارس كوزير إعلامها الذي أصبح يدافع عن الإنقاذ أكثر من حزبه الذي تسلق به إلى السلطه .وتركت باقي المجتمع في فقر مدقع ومرض وجوع وهذه الحالة ولدت كثير من الغبن والحقد والكثير من فئات المجتمع لا يبوح بهذا الحقد خوفا من بطش السلطه التي لن تتوانى بالتنكيل والقتل لمعارضيها وظل هذا الحقد وهذا القبن حبيسا ومكظوما عليه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ولكن بمجرد ضعف هذه القبضه الحديديه تبدأ بقية الطوائف وعامة الشعب في الإنتقام لإستعادة حقوقها التي تراها كانت مهضومه من تلك الجماعه التي إستعبدتها وتسلطت عليها ودمرت موارها وإستمتعت بحقوقها على مدى عقود . ولعلم الإنقاذ بأن ليس لديها من يدافع عنها حتى أبناءها بدأوا يتفلتون من المركب قبل الغرق ويتضح ذلك من تصريحاتهم وتبرئيتهم من جرائم الإنقاذ ولقد بدأت تشعر بالضعف وخوفا على إنفلات أمرها إستجلبت الجنجويد من مناطق العمليات تاركة العمليات التي تأسست وخلقت من أجلها وسلحتها وصرفت عليها من قوت الشعب بل ويصرف عليها من مال التسؤل وقلدت قيادتها بالرغم من جهلهم أرفع المناصب والنياشين مما أثارت حفيظة الجيش لكنه كاظم الغيظ وبدأت في إستعراض قوتها التي وصلت إلى العاصمه وجميع مدن السودان والعجيب الآن في الشمال بإستفزاز كامل متعمد للقوات المسلحه والشرطه وأصبح قادتها يخاطبون المواطنين وفي كيفية مساعدتهم في توفير الخدمات التي عجزت الحكومه العاجزه في توفيرها للمواطن لذلك لا أستبعد أن ينقلب السحر على الساحر …. فالإنقاذ ذهبت إلى ما ذهب إليه القذافي ولكن الفرق بينها والقذافي إن الآخير كانت لديه الإمكانات للصرف لكن الإنقاذ أفقرت الشعب بالضرائب والأتوات لأجل الصرف على مليشياتها وجهاز أمنها مما زاد حقد الشعب والجيش معا وراهنت على هذه العناصر المتفلته للحفاظ على عرشها ولكن بدون سند شعبي لن تستطيع أن تحافظ على عرشها فتجربة القذافي ليست بعيده . وإن الإنقاذ لم تعمل حساب لإنتقام باقي فئات المجتمع من هذه الفئة التي تسلطت عليهم وأفقرتهم وأذلتهم بما فيها الجنجويد الذي فعل الأفاعيل في أهل دارفور وجهاز الأمن الغاشم الذي قتل وعذب وشرد حتى الطلاب …..ولقد أصبح النشاط السلمي وخيار السلام والحوار خيارات لا وجود لها .. وهكذا بداية الحروب الأهليه وهي نتيجة إنتقام فئة من فئة أخرى
وهنا يأتي دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والإتحادات التي ستقود التغيير بالتوعيه بسيادة الدوله والقانون .. وعلى الأحزاب وخاصة الحركات المسلحه عليها أن ترسل رسائل طمأنة وعاجلا للشعب السوداني بأنها حركات لأجل الوطن وإنها ليست حركات مناطقيه أو قبليه أو عنصريه أو جهويه وإنها تبني وطنا ديمقراطيا وتثبت بأن طرحها للوطن وبناء وطن على أساس المواطنه وإنها ستضع السلاح بسقوط الإنقاذ …. لماذا هذا التأخير؟ وإن هذا التأخير أثار الريبة لدى العامة مما جعلهم في حيرة من أمرهم السقوط في الفوضى ؟ أم الإنقاذ ؟ وذلك حتى تفويت الفرصه على الذين يراهنون على الفوضى . ألم تتعلم هذه الحركات من قرنق في سياسته كان كثير الرسائل للشعب وكان يدل على وعي ونضوج فكر دكتور قرنق ومستشاريه فكان يتحدث عن السودان عامة ومن ضمن ذلك كان يخص الجنوب وأثبت للشعب أنه ليس عنصريا أو مناطقيا على الأقل هذا ما أظهره للمواطن السوداني ولذلك لدى عودته إلى الخرطوم كان في إستقباله كل الوطن الذي ناضل لأجله ومات لأجله وكان يوما لم يشهد التاريخ القريب له إستقبالا بهذه الضخامه وبعد رحيله بكى عليه الشمال قبل الجنوب …. فأين مستشاري هذه الحركات المسلحه لماذا هذا الصمت المريب ؟
[email][email protected][/email]
الأخ الكاتب ..
ما دمت قد سألت عن الثمن فلن يذهب النظام ..
بالتأكيد الثمن موت ودماء ..
لكن الناس لا تسأل عن الثمن في هكذا أمور ..
الأخ الكاتب ..
ما دمت قد سألت عن الثمن فلن يذهب النظام ..
بالتأكيد الثمن موت ودماء ..
لكن الناس لا تسأل عن الثمن في هكذا أمور ..