(حميدتي والمفوضية).. تكريم كارثي

عثمان شبونة
* لا تقتصر كلمة (كارثة) على حصائل الظواهر الطبيعية أو غير الطبيعية المضرة ــ المهلكة للحياة؛ ففي رأيي أن بعض الأحداث المصنوعة ترقى لأن تكون كوارث إذا نظرنا لمدى تأثيرها السييء على مستويات إنسانية عديدة.. فما بالك أن يكون الحدث (حفاوة غليظة) بمن يعوث فساداً في الأرجاء، يهلك الحرث والنسل.
* قرأت هذا الخبر وفي سري (خيال) يزين لي اقتراب الساعة.. لعل (حميدتي) من علاماتها..! والمعيار هنا (عقلي) حين أصف محمول الخبر التالي بـ(الكارثة) فلنقرأ بهدوء وتصرُّف:
ــ (كرّمت المفوضية القومية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات غير الحكومية، نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو؛ باعتباره شخصية حقوق الإنسان ــ في السودان ــ للعام 2022م).
* الخبر احتوى على تفاصيل تبريرية واهية متسفلة؛ تنبئك بأن هذه المفوضية لا يمكن أن تكون لديها أيّة علاقة بحقوق الإنسان؛ بل لم تكن تؤمن أصلاً بالإنسانية حين كرَّمت عدوَّها..! ومن عجائب رِمم الراهن أن تُذكَر كافة النقائض في حضرة المحتفى به؛ والذي تنطعت المفوضية بتكريمه؛ بل أسرفت وهي تشير إلى أفضاله؛ بعيداً عن صحائفه الإجرامية:
1 ــ اعتذار حميدتي عن ما سُمِّىَ (عنف الدولة) عبر الحقب..! بينما العنف مستمر بقوة في عهد مملكة الفساد والاستبداد بقيادة برهان ونائبه حميدتي.
2 ــ تعهُّد حميدتي بحماية الانتقال الديمقراطي..! وهذه الجملة أكبر من عقل الفوضوي المذكور؛ الذي أثبتت التجربة أنه انتهازي يستميت في البحث عن أي غطاء (سياسي، جهوي، ارتزاقي، خارجي) يدعم دولة فساده الخاصة.. ونصب عينه أولوية قصوى لا يمكن أن تكون (الديمقراطية) بجلالة قدرها؛ هذه الأولوية هي: (حماية كنوزه) لا غير.. وسبق أن طالبتُ لجنة محاربة التمكين الموؤدة بطرح السؤال التقليدي في وجه الصنيعة الكيزانية المعروفة باسم (حميدتي) وقد أثرى ثراءً لا تناسبه كلمة (فاحش) المتواضعة جداً..! لكن لا أحد ــ وقتذاك ــ كان يمتلك الشجاعة لطرح السؤال (من أين لك هذا) ولو من باب الخداع..!
2 – 2
* تعالوا نتابع ابتداعات المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان المحتل بالعصابات والمجرمين من شتى الأنواع.. تعالوا نتفرج بلا اندهاش للمفوضية وهي تكرم حميدتي نائب السفاح برهان؛ باعتباره شخصية حقوق الإنسان للعام الحالي.. ثم.. نقرأ مزيداً من المبررات المثيرة للسخرية والغضب؛ التي دعت كائنات المفوضية لتكريم قائد مليشيا الجنجويد:
1 ــ دوره في منع الإفلات من العقاب؛ ودعمه المستمر لمؤسسات حقوق الإنسان.
ــ لكم أن تتخيلوا المحتفى به نفسه؛ كشخصية فالتة من العقاب..! فما الذي تركته هذه المفوضية للمنحطين من بعدها؟! أما الإشارة إلى المذكور كداعم لمؤسسات حقوق الإنسان فهو محور الفضيحة كما أراه.. فالمفوضية تقر بأنها تسدد ثمناً لحميدتي لا غير.. أي المسألة لا هي أخلاقية ولا معيارية ولا استحقاق؛ بل مجاملة وقحة وغبية في ذات الوقت.
2 ــ دوره الفاعل في مجال حقوق الإنسان بوصفه نائب رئيس مجلس السيادة وأكثر شخصية تتفاعل مع مبادرات المفوضية.
* الفقرة الثانية ذات صلة بما قبلها؛ الجديد فيها عبارة (نائب رئيس مجلس السيادة) والمعروفة أن رئيس مجلس السيادة هو الشخصية الدموية الأولى قبل انقلاب أكتوبر وبعده.. وبين النائب ورئيسه سلاسل من الأعمال القذرة المشتركة.. فهل انقلبت القيم رأساً على عقب ورأت المفوضية أن من واجباتها الحفاوة بالقتلة؟!
* كل ما ذكرناه وما لم نذكره يؤسس للقول: إن المفوضية المعنية لا علاقة لها بحقوق الإنسان ولا يجمعها جامع بكلمة (القومية)! لقد سقطت بالضربة القاضية من تلقاء إدارتها حين لم تجد غير جنجويدي فالت من العدالة لزمان طويل؛ لتجود عليه بما لا يليق به.. إنه عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
* مع ذلك.. فإن حميدتي ورغم تصدره لقوائم المنبوذين في البلاد؛ لا يُلام بخصوص التكريم الذي لم يسبق مثيله..! فهذه البدعة الكبرى يُسأل عنها رئيس المفوضية وأهل شأنها.. ولو كان فيهم بعض الراشدين لتقدموا باستقالاتهم ــ فوراً ــ عقب الفعل الكارثي.. أو.. جريمة (تكريم حميدتي).
أعوذ بالله.
———–
الحراك السياسي/ الإثنين – الثلاثاء.
ــ (كرّمت المفوضية القومية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات غير الحكومية، نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو؛ باعتباره شخصية حقوق الإنسان ــ في السودان ــ للعام 2022م)
الشاذُّ و المومس إذ يعظان بالعِفَّة و الفضيلة!! …………و الله لن أزيد
يا شبونك لك الود وكامل الاحترام والتقدير لكتاباتك الهادفة
تذكرت ايام نميري رحمه الله ونحن طلاب في الثانوي
كان معهد الكليات التكنولوجية عنده بص لنقل الطلبة وفي الحقيقة هو عبارة عن لوري بدفورد عملوا له صندوق وكراسي فاصبح خاطف لونين بص في شكل لوري وكتبوا بالبنط العريض معهد الكليات التكنولوجية فلما راه احد الاخوان قال انظروا في هذا اللوري فيه كم كذبة وكان عنوانا كاذبا لا يمت للتكنولوجيا باي صلة والان اصبح جامعة السودان فحميدتي كذبة مثل معهد الكليات لا يمت لحقوق الانسان ولا الحيوان معا
يا شبونك لك الود وكامل الاحترام والتقدير لكتاباتك الهادفة
تذكرت ايام نميري رحمه الله ونحن طلاب في الثانوي
كان معهد الكليات التكنولوجية عنده بص لنقل الطلبة وفي الحقيقة هو عبارة عن لوري بدفورد عملوا له صندوق وكراسي فاصبح خاطف لونين بص في شكل لوري وكتبوا بالبنط العريض معهد الكليات التكنولوجية فلما راه احد الاخوان قال انظروا الى هذا اللوري كم كذبة بين جنباتة وكان عنوانا كاذبا لا يمت للتكنولوجيا باي صلة والان اصبح جامعة السودان فحميدتي كذبة مثل معهد الكليات لا يمت لحقوق الانسان ولا الحيوان معا
لا غرابة ياعثمان، الحكاية ومافيها هو الشاي باليانسون والشكر موصول للزعيم مرجان احمد مرجان.