مقالات وآراء2

البرهان على خطى البشير

إسماعيل عبدالله

 

في حوار البناء الوطني وضحت معالم طريق البرهان المطابقة لخطى سلفه البشير الحافر بالحافر ، لم يكلف رئيس المجلس السيادي نفسه رهق البحث عن تبريرات للوضع الخاطيء الذي ادخل نفسه ومن معه فيه بعد الانقلاب ، ذات العبارة المستخدمة من سابقه بأنه لن يسلم السلطة الا الى اناس منتخبين ، قد وجد ضالته فيها وفي نفس الوسائل والحيل البشيرية ، وذلك بسبب أن الغريم لم يتغير وظل هو ذات الغريم المتشاكسة مكوناته الحزبية والمختلفة ، والتي لم تتعلم شيئاً ولم تنس خصيصة واحدة من خصائص الصراع الحزبي العقيم ، وطالما أن عضل التحالفات السياسية مشلول منذ ذلك الزمان القديم، لن يقلع العسكر عن ادمان القراءة من نفس الكتاب الذي اطلع عليه من قبل كل من عبود والنميري والبشير ، ومادامت هنالك قوى مدنية اخرى تساند الدكتاتورية لن يعدل العسكريون عن مسلكهم القابض على مفاصل الحكم ، وسيعاند قادة الجيش في التنازل وتسليم السلطة للقوى المدنية.

إنّ اسلوب المناورة بخوض غمار الانتخابات المبكرة قد اتخذه من قبل الجنرال المخلوع ، فصنع مجموعة من الخيّاطين والحائكين الدستوريين ممن لا يحترمون مباديء القانون الدستوري ، ولا يقيمون وزناً لابجديات دسترة نظم الحكم ، فرأينا اكثر من مسخ من القانونيين والدستوريين الذين رهنوا ذممهم الاخلاقية للانقلابي الثالث البشير ، حتى نالوا حظاً وافراً من الاسم الذي يطلق على حائك الجلابيب – الترزي – لما للدور الوظيفي الذي يقومون به من تناسب مع مزاج الحاكم تحقيقاً للمكاسب والعطايا الفردية ، فشهدت ساحة العمل الدستوري في فترة المخلوع البشير تفصيلاً وتقطيعاً لنصوص القانون تناسباً مع رغباته ، فلم تمر البلاد في تاريخها الطويل بمذبحة شنعاء لمباديء القانون الدستوري ، مثلما حدث من تحايل وتلاعب بالقوانين في العهد البائد ، الذي يتخذه حادي ركب السيادة اليوم ديدناً ودليلا وسراجا منيرا ، فبدلاً من الشروع في الخروج من تراكم الخبرات الدستورية المكرورة والفاشلة ، ترى نظرية النسخ واللصق الدستوري جاثمة تراوح مكانها.

الطامة الكبرى في اللقاء البرهاني – اللقماني وثالثة الاثافي فيه تمخضت فولدت ابتذالاً لقيمة الوثيقة الدستورية ، ذلك الدستور الانتقالي الذي جاء بالبرهان رئيساً للسيادة ، ومن هنا يمكن لبواعث العصف الذهني السابر لغور ازمتنا الوطنية المستحكمة أن تنطلق ، هل يعقل أن يمزق ربّان المركب الشراع الذي اوصله للضفة الاخرى من النهر ؟ اذا كان لابد من تمزيق للشراع فكان الاجدى أن يعود القبطان بالسفينة وما حملت الى مرفأ الانطلاقة الأولى، وأن يترك الأمر لأهله المتفيئين لظلال الخيام التي كانت رابضة أمام باب الحارس الأمين ، لن تجد وصفاً ينعت مخرجات ذلك الحوار الثنائي الباهت غير مقولة : (خربها وجلس على تلها) ، فبؤس الحال الوطني في بلادنا منذ زمان ليس بالقصير ظل يوردنا المهلكة تلو المهلكة ، في وقت يحسب فيه الحاسبون انهم يحسنون صنعا ، وما هم سوى فوضويين يعيدون عجلة الخير للوراء كلما نهض ابن من ابناء الوطن البررة بادارة دفتها نحو الامام.

سنظل نعيد ونكرر ونقول أن سطوة الجنرالات تتغذى من موارد الهزال والضعف الذي يعتري الاحزاب والتنطيمات السياسية والحركات المسلحة ، فالاصلاح يبدأ بتلك المضغة الصغيرة – القلب – الفاسدة والكائنة بجوف هذه الاجسام الهلامية المعطوبة ، إنّ قلب وجوهر تحالفات هذه الكيانات – قحت مثالاً – فاسد ولابد من تغييره بضخ الدماء الثائرة الشابة في اوعيته، وبغير هذا لا سبيل للخروج من سطوة الجنرالات المستمرأة للظلم والمستمرة ، فالغباء كما عرّفه ايقونة علم الفيزيا البرت انيشتاين هو : تكرار فعل الشيء بذات الطريقة مرات عدة والاصرار على الحصول على  نتيجة مختلفة ومغايرة ، أو كما قال انيشتاين ، فاذا لم تقم احزاب الامة والاتحادي بثورة داخلية تغير نهج الوراثة ودكتاتورية الطائفة ، واذا لم يقم شبابها من غير آل البيتين بتسنم رئاسة الحزبين لن تنتهي السطوة الجنرالية ، واذا لم يقدم حزبا البعث والشيوعي مصلحة الوطن على مصلحة الولاء الايدلوجي ، لن يستطيعا هزيمة الدكتاتورية العسكرية ، واذا لم تتوب الجبهة الاسلامية توبة نصوح بعد ان تغتسل بماء النيلين الازرق والابيض ، لن يسلم الوطن من التآمر والكيد السياسي والارتزاق والعمالة.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. الجنجويدى الصغير إسماعيل عبدالله ،
    مهما تستر ، ومهما مارس الخداع والنفاق ،
    لن ينخدع به أحد ،
    مهما نشر مواضيعه الإنشائية هذه
    التى يدَّعي فيها الإهتمام بالشؤون العامة ،
    ويتظاهر فيها بالوطنيه ،
    ولايتجرآ فيها علي أن ” يجيب ” فيها سيرة سيده المجرم حميدتى ،
    ولا سيرة جنجويد حميدتى ، خير شر ، ولو بكلمه واحده ،
    حتى لا يكشف حقيقته ، ولكن حقيقته مكشوفه !
    وهو يدعو إلى تسليم مقدرات السودان إلى سيده المجرم حميدتى .
    ولتأكيد هذا المعتى ،
    فيما يلى ما كتبه إسماعيل عبدالله فى المقال الذى
    تم نشره فى موقع الراكوبه بتاريخ ٧ مارس ٢٠٢٠ وبعنوان
    ” أخيراً أطاعوا حميدتى ” ،
    قال الجاهل إسماعيل عبد الله ما يلى :
    ” وطالما تقاصرت وتجاسرت همم نخبنا السياسية عن وضع البلسم الشافي للأزمة الأقتصادية ، وألقت بالملف الاقتصادي بعد عناء وسهر وفشل وخيبة أمل على طاولة نائب رئيس المجلس السيادي { حميدتى } ، عليها كذلك أن تسلمه كل الملفات الأخرى ، وعليها أيضاً أن تعمل تحت امرته ، في الوظيفة التي يحددها لها ، طائعة ومنفذة للأوامر والتوجيهات . دعوه يمسك بملفات تفكيك النظام البائد ، وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، و تمهيد الطريق لمحاكمة الفاسدين القابعين في السجون . وإني على يقين تام بأنه سيقوم بهذا الواجب الوطني خير قيام ، تماماً كقيامه بحسم ترسانة الكيزان العسكرية والأمنية المؤدلجة المتمثلة في شعبة هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الاسلاموي البائد ، وما زلت اتذكر بيانه الغاضب من جوبا عندما وجه المواطنين لأن يبتعدوا عن ميادين المعارك الدائرة بين قواته والمارقين من جيش اخوان الشيطان من جنود وضباط هيئة العمليات المقبورة , و لكأنما لسان حاله حينها يقول ( زحوا خلوني أبلهم ليكم البل الألله خلقو ) .
    !!! ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..