ما هو الفرق بين أحمد وحاج أحمد؟

ذات ليلة حالكة السواد ظلاماً وظلماً تحركت مجموعة من خفافيش الليل قاصدة تغيير الحكم الديمقراطي في البلاد. بكل أسف ساعم وساعد ودعم الحكم الديمقراطي آنذاك في نجاح الحركة الإنقلابية. كانت كل الدلائل تشير وتؤكد أن هنالك ما يدبر بليل من عدة جهات لقلب نظام الحكم. ولكن المثل يقول: (المقتولة ما بتسمع الصايحة). تغاضى الجميع عن التحري عن تلك المعلومات المؤكدة وطبقوا المثل القائل: (مركب على الله ما بتغرق). لا تحتاج معرفة السبب لجراح مخ، السبب جد بسيط. فقد كان الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب والزمان غير المناسب. سياسة الترضيات وفرز الكيمان وتكبير كيمان جهة ما ضد جهة أخرى أدت للنتيجة السوداء التي نعيشها اليوم. هذه قضية أخرى قد تحتاج لتحريات وتحقيقات حتى يعرف الشعب من ظلمه؟ هل الذين كانت الحكومة في يدهم وسمحوا بسقوطها أم الطامعين في السلطة ووجودها على طبق من ذهب ومجاناً؟ التاريخ سيبين لنا الحقيقة.
يتحدث كثيرون من المراقبين والمعلقين أن بالمؤتمر الوطني صقور وحمائم. لكن المثل يقول: (البصل كله ريحتو واحدة). فالمتابع لقيام تنظيم الأخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره في مصر في غابر الزمان، يجد أن تربية الأخوان المسلمين تقوم على مبدأ الصقور ولا مكان للحمائم فيها. ويعملون بالمثل القائل: (إذا لم تكن ذئباً فرتك أنياب الذئاب). يحاولون مسح سيرة العضو الأسرية والعائلية. إبتدعوا نظام الأسرة في التنظيم. هذه الأسرة تحل محل أسرة وعائلة المجنّد الجديد حيث لا علاقة له بأسرته التي ولدته وربّته وكبّرته. يتنكر لها جميعها ما لم تكن من ضمن عضوية التنظيم. ولهذا هم يعملون بالنظرية القائلة: (من ليس معنا فهو ضدنا).
إختاروا شخصيات معينة بمواصفات معينة لضمِّها للتنظيم. منهم من به مثالب يشيب من هولها الولدان وآخرون له قيم ومبادئ وشخصيات ذات قدرة على تسيير العمل حسب ما يقتضي أمر التنظيم. يضعون برنامجاً لكل عضو حتى يمسكوه من يده التي توجعه وبعدها يسيرونه كما يشاءون. أمر الإنقاذ ليس شاذاً. لقد شارك الجميع في المشكل السوداني القائم الآن. فقبل المفاصلة وأيام ما سُمِّي ببيوت الأشباح كان الجميع صقوراً ومشاركين بفعالية في ما أصاب المواطن آنذاك. ولهذا فكلهم مسؤول ولو تضامنياً مع بقية الصقور المفترسة حتى ولو كان هو صقر مهجّن وهؤلاء قليلون أو منعدمين في تنظيم المؤتمر الوطني. ولهذا فمحاسبة مجموعة الترابي بلا إستثناء واجب وفرض عين على من تؤول إليه السلطة بعد سقوط الإنقاذ.
أما مجموعة المؤتمر الوطني بعد المفاصلة فتتحمل وحدها وزر فصل الجنوب وما تلته من مصائب وقعت على رأس المواطن والوطن. هذه المجموعة التي نعني ولا توجد بها حمائم فكلهم صقور ويتربصون ببعضهم الدوائر وكل يريد أن يتغدى بصاحبه قبل أن يتعشى به أخوه في الله. فالكل مسؤول بنفس الدرجة. فغازي صلاح الدين وأسامه توفيق ومحمد إبراهيم على رأس القائمة التي يجب محاسبتها حساباً عسيراً. يجب ألا يرقدوا أمان على أساس أنهم عارضوا المؤتمر الوطني في أخريات أيامه.
كباشي الصافي
لندن بريطانيا
Email: [email][email protected][/email]