محمد يوسف محمد
على غير ما توقع الكثيرون تحولت حرب السودان الى حرب أستخدمت فيها تقنيات حديثة متطورة فبحسب ما جاء في بيان مندوب السودان في الأمم المتحدة فإن السودان تم إستهدافه بطائرات مسيرة متطورة تستطيع قطع آلاف الكيلومترات والتحليق لعشرات الساعات وتستطيع حمل قنابل وصواريخ موجهة بالليزر.
وجاء في خطاب السفير أن بورتسودان تعرضت لعمليات تشويش إلكتروني أثر على نظام المعلومات الجغرافية (GIS) والذي تحدثنا عنه في المقال السابق ودوره في توجيه الطائرات بدون طيار وتم في هذا التشويش بث إحداثيات (GPS) مزورة غير حقيقية عبر أنظمة التشويش التي إستعملت وقد جاء في معرض حديث مندوب السودان أن التشويش كان بغرض اخفاءاأماكن إقلاع وهبوط هذه الطائرات.
ونضيف في مقالنا هذا أن مثل هذا التشويش كان في السابق يتم عبر طائرات الرادار التي تحلق في إرتفاعات عالية وترافقها عادة عدد من المقاتلات المتطورة لحراستها في سماء الأجواء المستهدفة حتى تكمل مهمتها وتقوم بمهام التشويش بما فيها إمكانية قطع شبكات الإتصالات الهاتفية وأجهزة الإتصال الاخرى وإعتراض إشارة الإذاعة أو التلفزيون المحلي وبث مواد أخرى.
وربما تستخدم محطات أرضية في عملية النشويش أو سفن أو حتى غواصات تتسلل في الأعماق أو أقمار صناعية مخصصة لأغراض التجسس والتشويش.
وهذا يكشف حجم التقنيات المتطورة المستخدمة في هذه الحرب فالصواريخ الموجهة هذه يمكن أن تنطلق من طائرات بدون طيار بالقرب من الهدف أو تنطلق من سفن حربية بعيدة أو حتى من الغواصات أيضاً.
ومن الأخطأ الشائعة هو مفهوم رفع الإحداثيات فالكثيرين يعتقدون أن الشخص إذا أراد الحصول على إحداثيات منشأة لابد أن يذهب لموقع المنشاة ويقوم بقرأة الإحداثيات من داخل المنشأة ثم إرسالها لجهة أخرى وهذا المفهوم غير صحيح فنظام المعلومات الجغرافية متاح في أي هاتف ويمكن لأي طفل صغير عبر هذا النظام أن يحصل على إحداثيات أي موقع في العالم عبر صور الاقمار الصناعية وخرائط قوقل المتاحة عبر تطبيقات قوقل حتى وإن كان الشخص في أقصى شرق العالم والموقع المعني في أقصى غرب العالم فهذه معلومات متاحة للجميع للإستخدام السلمي وفى أغراض السفر براً أو جواً أو بحراً فالإحداثيات هي المرجع للمواطن قائد السيارة المسافر براً ولقائد الطائرة أو المركب الصغيرة أو السفينة.
ومن يقوم بتشغيل منظومة طائرات مسيرة بالتاكيد شخص مدرب يعرف كيف يحصل على إحداثيات أي موقع في العالم بكل سهولة من خرائط وصور قوقل دون أن يستعين بأي شخص آخر كما يعتقد الكثيرون.
وتحت مقولة رفع الاحداثيات طارت رقاب الجهل مصيبه والتسويق له مصيبه اعظم