شعر – طفل يبحث عن قطرة ماء

بسم الله الرحمن الرحيم
طفل يبحث عن قطرة ماء
ما زلت أري تلك الاشلاء
مازالت مخيلتي تأخذني نحو البيداء
تتغاذفـني نوبة حنـقٍ ،، غضبٌ
وبقايا عاصفة هوجاء
فزعُ ،، رعـبٌ ،، خـوفٌ ،، ألــمٌ ،، سحبٌ سـوداء
الناس نيام ،،
وظلال الصمت تخيم في كل الانحاء ،،
الخيط الاسود لم يعلن عن وقت رحيل ،،
وصراخي لا زال يشقُّ سكون الليل ،،
أمّي ،،،،! احتاج لقطرة مــــاء ،،
لا أسمع صوت خُطى أمّي ،،
مصراعا الباب هناك بغير صرير ..
صمت ،، وهدوء ،، ودُجاً ،، وفراغ..
ما عادت أمي تسمعني ،،
غابت عن دنيا الغُرباء ،،
بالأمس الموت يجول هنا ،،
بين الأحياء وفي الطرقات ،، حُراً ويصول
لا هـرٍما ينجو او طِفلاً،،
لا حُبْلى،، امرأة ثكلي ،،
يحصد أرواح الناس بلا إستثناء
الحشرُ أتانا في عجلٍ ،، لازرع أبقي لا شجر
وتتار اليوم تغُض مضاجِعَهم صور الأحياء
ومغول اليوم هم السعداء ،،
أشلاء القوم طعام للحداء وتاكلها العنقاء
عزازيل يقدم رايته،، خُبثاً ، مكراً، ودهاء
ويهرول ، يهتف مبتعداً..!
اقسمت الهي ان افعل ،،
قد آن اليوم أوان وفاء
وملاك يُقدم حِرفته طوعا لبني الإنسان
ودماء بني وطني سالت في الأرض وفي الوديان
ظلم الإنسان يطال ذوي القربي ،، في الدار وفي الإسلام
ذهب الطغيان بثلث الأرض ،،
رضي الشيطان بذات العرض
وكراسي الملك تقام علي جثث الموتي،،
وثياب سلاطين زماني تزدان بلؤلؤة حمراء
وتُعطّر بدِماء البؤساء
وجماجم ذات الشعب تُشّيد اعمدة لقصور وقلاع
والطفل الغارق في دمه لازال هنا يصرخ دوما
امي ،،،، احتاج لقطرة ماء
محبوبة قلبي ،، فاتنتي ،، من يعصمني ارض وسماء..؟
أمي ،، احتاج لقطرة ماء
اسماعيل يونس
غرب دارفور- وادي ازوم
28/11 – 4/12/2013م
[email][email protected][/email]