البشير و حجة الوداع

مواصلة مني للمجهودات السابقة و بكل تواضع في رفد الساحة السياسية السودانية بألفاظ جديدة و تعابير و أفكار مستحدثة تحاول أن تعبر مع وجود الاستحالة عن واقعنا السياسي و الثقافي الراهنين و الذين يصعب وصفهما علي حتي عالم الجن فقد صغت هذا العنوان: البشير و حجة الوداع……….
علها تكون كما نأمل اخر حجة له و هو رابض علي صدر الشعب السوداني المغلوب علي أمره ربع قرن من السنين.
أيضا بدا لي و للوهلة الأولي امكانية للتأمل الخلاق الذي يمكن أن يؤدي الي نتائج حقيقية ملموسة علي أرض الواقع الاسن تنعكس ايجابا علي كل المعطيات بالغة التعقيد في الساحة.
بالرجوع الي التسريبات الاخيرة من قلب نظام الفساد الحاكم أو كما يحلو للبعض وصفه بقلب الظلام المتعلقة بوقائع اجتماع اللجنة الأمنية العسكرية المنصرم و الذي يعقد دوريا و له عدة مستويات للتمثيل صغري و عليا فنجد أنها مثلت كفائدة قصوي لها الدليل الدامغ الذي لا نكران بعده و مستند للادانة علي تورط النظام الاسلاموي في المحور الايراني الشيعي تورطا استخباراتيا و عسكريا يسيتحيل الفكاك منه حتي بذهاب النظام نفسه للأسف.
و ما يجعلنا نتسال عن مغزي التسريب في هذا التوقيت بالذات هو أن المعلومات المنشورة مؤخرا غالبيتها معلومة للقاصي و الداني بدون تسريب و معروفة لجميع المراقبين في الداخل و لكن التسريب كفعل في حد ذاته قد يعني لنا الكثير و هو حقيقة أن هناك صراعا حادا بالغ الخطورة علي مستوي اللجنة الأمنية العسكرية نفسها.
كما يتضح لنا أن هناك بعض داخل بعض من بعض يريد أن يحرج البعض الاخر اعلاميا حتي تسهل تصفيته سياسيا و ربما جسديا في مقبل الأيام داخليا و خارجيا.
مما يجعلني أستنتج بل و أكاد أجزم أن البروفيسر ابراهيم غندور مساعد الرئيس البشير بشحمه و لحمه و دمه و لا أحد غيره هو من قام بهذا التسريب المثير الخطير.
هذا الأمر يفتح الباب واسعا أمام البشير في لعبة خطرة منه لضرب منظومته الأمنية المترهلة في عمقها في محاولة لاصلاحها و اعادة هيكلتها و تقليم أظافرها كما فعل بالحزب و مؤسسات الجهاز التنفيذي في الأيام الماضية.
لكن هذه المرة ليست كسابقاتها بالنسبة للبشير و مساعده و لن تسلم منها الجرة لأن ذات المؤسسات الأمنية أصبحت خارج سيطرة و تحكم حتي من يقومون بادارتها و أضحت مترهلة بشكل كبير و تقف خلفها مصالح مالية كبيرة في الداخل و الخارج و صفقات سلاح و حركات اسلامية عابرة للقارات و باتت مخترقة عالميا بشكل كبير و خطير و مثير.
لعل أجمل شيئ و أكثر مما يثلج صدري في العملية السياسية السودانية برمتها و رغم تطاول عمر النظام أن عمره هذا مرتبط في الأساس و الاخير بعمر الرئيس البشير نفسه لأن هذا النظام أضحي غير قابل للتوريث و التجديد و الاصلاح بعد أن قام البشير بتصفية جميع الخلفاء المحتملين له و اتجه أخيرا حتي الي تصفية و تدجين مؤسسات الدولة التي يمكن أن تشكل له كل أو بعض التهديد في المستقبل السياسي القريب.
مما سبق و يلي يتضح لنا أن الرئيس البشير قد دخل في حرب مكشوفة و سافرة يستحيل أن تحسم لصالحه مع جميع مؤسسات الدولة التي يحكمها و لا يمكن أبدا أن تكون له الغلبة فيها شأنه في ذلك شأن سلفه الرئيس النميري الذي قام بنفس التكيك في اخر أيامه حتي انقلبت عليه كل تلك المؤسسات في ثورة أبريل المباركة المجيدة.
فهل نحن موعودون باكتوبر أخري جديدة ؟؟ نأمل ذلك …..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “حجة الوداع” تعبير تم به وصف حجة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم … هذا المنبت لا يستحق الحاق هذا التعبير به وهو على كل حال توجه للسعودية بطائرة امتلات بكل حوذى و(…طى) ذاهبين مجانا للتسوق فى اسواق الذهب و البضائع … هل هذه تسمى حجة وداع ؟ الاحرى ان تسمى حجة فى ستين داهية.

  2. الله يسمع منك يادكتور …… ﻻن الكيل قد طفح…… وروائحهم ازكمت اﻻنوف …..ولسه ماخفي اعظم!!!!

  3. تحليل جيد نوعا ما رايك يا ستاز هل الجبهجيه متحدين من89 ام لا اما حجه الوداع واحدة بشرف صاحبها عليه افضل الصلاة و التسليم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..